ان المبالغة في تصويب كل حركات الطفل، وتصحيح كل عبارة ينطق بها تؤثر في نفسه أيما تأثير، فمعها تضعف ثقة الطفل بنفسه، وينشأ مترددا ليس لديه إقدام، يخجل من التفاعل مع نفسه ومجتمعه، فيرى نفسه صغيراً، والناس كباراً، فيشعر بالدونية وعدم القدرة على العطاء والبذل؛ وذلك أن المبالغة في العقاب، ولومه وزجره لأدنى سبب، دون ذكر أسباب العقاب، ستؤدي بالطفل إلى ارتكاب ممارسات خاطئة، منها:
1- الكذب على الوالدين لكي يتخلص من العقاب.
2- اعتقاده الباطن بأن أي تصرف منه سيسبب له عقاباً؛ لشعوره بالعقاب على كل تصرفاته مما يكون انعكاسه على سلوكه سلبياً فينشأ متردداً.
3- لا يظهر أية مشكلة قابلته أو تقابله؛ بسبب غموض شخصيته، خصوصاً عند التعامل مع والديه، وهذا ما يقع فيه كثير من الفتيات، فعندما تتعرض الفتاة لتهديد ما، فلا تخبر والديها خوفاً من عقابهما؛ فتقع في أمور لا تخفى على كثير من الآباء.
4- تغييب الرقابة الإلهية في ضمير الطفل الذي يُبَالغ في عقابه، فقد يعمل عملاً يشعر أن من حقه عمله، فإذا ما عوقب، جنح الطفل إلى عمل ما يشاء إذا غاب الوالدان، وهو أمر في غاية الخطورة.
هل في ذلك من سبيل للعلاج ؟
لعل علاج هذه القضية يتمثل في الآتي:
1- لوأفسد طفلك بتكسير أو تخريب، خاطبيه ولا تقولي صغير، قولي: إني أحبك، وأريد أن يحبك الله، لكن الله لا يحب المفسدين وفعلك هذا فيه فساد .
2- لابد أن يكون العقاب بحجم الخطأ الذي ارتكبه، فكسر الكأس لا يماثل الكذب، أو كشف عورة أخيه أو زميله.
3- التبرير للعقاب، كقولك: أنا ضربتك لفعلك كذا، لن تذهب معنا للنزهة لهذا السبب، وهكذا...
4- راعي الفروق الفردية بتوزيع العقاب؛ فما ينفع مع صالح، قد لا ينفع مع فراس.
5- اختبري نجاحك في استخدام العقاب فعظي مرة، واغضبي أخرى، واضربي أخرى، حتى تعرفي الأسلوب الأمثل.
6- التغاضي عن بعض الهفوات، فكثرة الاعتراض والعقاب تشكل جيلاً مضطرب التفكير وسيئ التصرف؛ فلا يصنع مستقبلاً.
وفقنا الله لتربية جيل يرتقي بالأمة
م - ن - ق - و - ل