صناعة الإنسان
الكل يتحدث عن النجاح والطموح والأمل والتطوير والقيادة، وهذا بلا ريب من الضرورات والهدف من كل ذاك " صناعة الإنسان " ؛ أي: صناعة فكره وقلبه وروحه، ووراء ذلك "صناعة المجتمع والدولة " .
إننا حينما نوقن بأن الإنسان هو سر التقدم والتطوير فلا بد حينها أن نسعى لإصلاحه في سائر شئون الإصلاح ويشمل ذلك:
1- إصلاح دينه وعلاقته مع ربه ويتهيأ ذلك بجلب ما يساعد لذلك ودفع ومنع ما يضر دينه.
أما الأول: فهو فتح باب الدعوة والإصلاح والتوجيه وتكثيف الأنشطة الدعوية التي تخاطب المجتمع وتساهم في تصحيح علاقتهم مع ربهم.
والثاني: سد ومنع كل سبل الإفساد لدين الإنسان من أمور الشبهات والشهوات بسائر أسبابها ومقوماتها.
2- إصلاح فكره وعقله، ويكون ذلك بتعليمه المناهج المناسبة والتوجيهات السليمة والمعلومات الصحيحة في سائر العلوم الشرعية والدنيوية.
والسعي الكامل في تطوير آلات التعليم ومواكبة التطور التقني العالمي في سبيل صناعة عقل الإنسان وصقل المواهب، وتكثيف دورات التدريب التي لها أثرها في الارتقاء العقلي للإنسان.
وإنني حينما أدعو لهذين الأمرين " صلاح الدين وصلاح العقل " أشير إلى أن بعض الإداريين والقادة يركزون على الجانب الثاني في تطوير الموظف عبر آلات التدريب والدورات التي تخاطب العقل فقط وأمور العمل الدنيوي ويغفلون عن " إصلاح الدين " الذي سيكون سبباً بعد توفيق الله لرقي المجتمعات والأمم.
3- إصلاح الجانب الاجتماعي للإنسان وتكثيف الوسائل المعينة على ذلك، وأقصد بالجانب الاجتماعي " علاقته مع والديه وأسرته وأقاربه وجيرانه ومع الناس عموماً " .
إنني أجزم بأن صناعة الإنسان والارتقاء به تتطلب الالتفات إلى صناعة الجانب الاجتماعي لديه والسعي لإفادته في كيفية التعامل مع الآخرين من الأقارب وغيرهم، إذ كيف نرجو ممن لديه العقوق أو التفكك الأسري نجاحاً وتطويراً للمجتمع.
إن هذا النوع في الغالب يعيش في اضطراب ومزاج متغير ونفس قلقة وبالتالي فإن نتاجه لنفسه ولأمته ضعيف.
إذن فلنوقن بأن صناعة الإنسان لا بد أن تحيط بهذه الأمور الثلاثة " دينه - العلاقات الاجتماعية - العقل والفكر " .
بقلم الشيخ : سلطان العمري
ياله من دين