بسم الله الرحمن الرحيمفهذا إجتهاد فإن اصبت فمن الله وإن أخطأة فمن نفسي والشيطان إليكم أحبتي هذا الموظوع المهم الذي لا أخفيكم اننا متساهلين به كثير لعله يصل إلى فلذات أكبادنا فيتقيدون به بفضل الله ومنه وكرمه ،
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفي وبعد
غرس شجرة الصدق يقتلع الكثير من الأخلاق السيئة من نفوس أولادنا ، بل ويساعدنا على غرس الكثير من الأخلاق الطيبة فيهم ، فالصدق بداية سلسلة الأخلاق الحسنة ، والكذب هو بداية سلسلة الأخلاق السيئة ، وليس هذا مبالغة ، ولكنها وصية نبوية خالدة «إن الصدق يهدى إلى البر، وإن البر يهدى إلى الجنة، وإن الكذب يهدى إلى الفجور، وإن الفجور يهدى إلى النار...».
وحتى تغرسى هذه الشجرة المباركة فى نفوس أبنائك.. إليك بعض النصائح والأفكار:
1 - خصصى يومًا أو جزءًا من يوم تجتمعين فيه مع أولادك ، تسمينه اليوم السعيد وحاولى تخصيص حوالى ساعة من هذه الفترة لجلسة ربانية تجمعكم تعقبها نزهة أو فترة ترفيهية، إن هذه الساعة الربانية التى تجمعكم كأسرة سيكون لها من الأثر المبارك على أخلاق أولادك الكثير، أما إن استطعت أن تجعلى هذه الساعة يومية فقد أنجزت إنجازًا كبيرًا.
2 - لا تتركى فرصة مائدة الطعام تفوتك ، إذ يمكنك استغلالها فى الحوار حول موضوع تطرحينه أو إجراء المسابقات الترفيهية على أن يكون فيها سؤال عن الخلق الذى تريدينه.
3 - استغلى فترات الانتظار لتحكى لأولادك قصة أو لتوصلى لهم معلومة ولو بسيطة.
4 - عند زيارتك لبيت الجد والجدة اتفقى معهما على أن يحكيا شيئًا من السيرة يخدم الخلق، فالأولاد يتأثرون بهما كثيرًا، وكلما تعددت مصادر دعم الخلق كان أثبت فى نفوس أولادنا ، وأتذكر أن الداعية الأستاذ عمرو خالد قال: إن جده كان يحكى له الكثير من قصص السيرة فيفرح لإسلام عمر ويحزن لاستشهاد حمزة.
ولنتذكر أن العملية التربوية لا تقتصر على وقت معين ، بل هى وظيفة العمر يمكن أن تؤدى فى أى وقت من أوقات اليوم، فلنحاول أن نستغل أوقات أولادنا، وألا نضيع عليهم أيامهم، وذلك بمحاولة استغلال كل الفرص والأوقات التى تسنح لنا خلال اليوم لتعليمهم أى معلومة ولو بسيطة، وليس معنى ذلك أن نظل نصدر لهم الأوامر ليل نهار، فالتربية والتعليم ليسا فقط بالموعظة المباشرة، بل قد يكونان بلقطة تلفاز تعلقين عليها أو بدعوات تتلفظين بها وأنت تطهين طعامك فيلتقطها منك أولادك.
ما المنهج وكيف نطبقه ؟
علمنا الأستاذ/ عبد الله ناصح علوان فى كتابه «تربية الأولاد فى الإسلام» أن وسائل تربية الأولاد خمسة:
1 - التربية بالموعظة.
2 - التربية بالقدوة.
3 - التربية بالعادة.
4 - التربية بالملاحظة.
5 - التربية بالعقوبة.
التربية بالموعظة
1 - لا مانع من الاتفاق مع أولادك على شعار للشهر، وفى خلق الصدق يمكن أن يكون الشعار (الصدق طمأنينة، والكذب ريبة)، ويمكنك كتابته وتعليقه فى مكان بارز فى المنزل.
2 - عمل مسابقة بين الأولاد فى حفظ بعض الآيات التى تحض على الصدق مع شرح الآيات المختارة فى الجلسة التربوية، وقد تكون المسابقة فى الحفظ والشرح مع تخصيص هدية بسيطة للفائزين ، والآيات التى يمكن حفظها لخلق الصدق (المائدة: 119 - البقرة: 177، وفيها معنى عملى لصفة الصدق).
3 - إجراء مسابقة كذلك فى حفظ بعض الأحاديث التى تحض على الخلق، ويمكنك إدخال الابتكار على المسابقة بأن تكتبى كلمة الحديث على أوراق منفصلة وتخلطى الورق، وتعملى منه عدة نسخ بحسب عدد أولادك ، وأيهم يرتبها أولاً يفوز، وقد يتم الخلط بين أكثر من حديث، ويمكنك كتابة الأحاديث بخط جميل، أو بواسطة الكمبيوتر وتعليقها فى مكان بارز فى المنزل بجوار الشعار، بحيث تكون أمامهم لمدة شهر مثلاً فيسهل حفظها وتستطيعين أخذ الأحاديث من كتاب رياض الصالحين، أو خلق المسلم للغزالى ، ويمكنك استغلال المناسبات كنجاح الأولاد وغيرها لعمل حفل وتوزعين فيه جوائز الحفظ، ويتلون ما يحفظون من أناشيد وأحاديث كفقرات فى الحفل.
4 - استغلال حكاية قبل النوم فى سرد الحكايات عن الخلق مع استخدام أسلوب الإثارة والتشويق كأن تتركيهم يتوقعون نهايتها، وإذا كانوا يعرفون معظم القصص التى تعرفينها عن الخلق، فخصصى جائزة لمن يأتيك بقصة لا تعرفينها، فهذا يشجعهم على البحث والقراءة، وبالنسبة للصدق يمكنك حكى قصة الصحابى أنس بن النضر الذى نزلت فيه آية {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه...}، أو قصة الصحابى كعب بن مالك فى قصة الثلاثة الذين خُلّفوا فى سورة التوبة، وكذلك قصة العالم عبد القادر الكيلانى عندما عاهد أمه على عدم الكذب فتابت على يديه عصابة من اللصوص.
5 - عمل برنامج لتطبيق هذا الخلق وحتى تشجعى أولادك على الالتزام به أخبريهم أنك ستلتزمين به معهم، وبالفعل تعمدى أن يروك، وأنت تجيبين عن أسئلة البرنامج :
- هل تحريت الصدق فى كل أقوالك وأفعالك اليوم ؟
- هل تحريت الصدق فى المزاح ؟
- هل ضبطت نفسك تكذب فسارعت بقول الصدق ؟
- هل قلت الصدق ولو على نفسك ؟
- هل دعوت الله أن يرزقك الصدق ؟
التربية بالقدوة
احرصى على ربط أولادك بالصحابة وجعلهم قدوة لهم بكثرة حكاياتك وتوفير الكتب التى تتحدث عنهم.
احرصى أن تكونى قدوة لهم فى الخلق الذى تربينهم عليه.
يمكنك تعويد نفسك وأولادك على صيام يوم من أيام النافلة وقبل المغرب اجمعيهم للدعاء وتضرعوا إلى الله أن يرزقكم خلق الصدق، ويا ليت زوجك يشارككم الدعاء ، ويمكنك أن تدربى أولادك على الدعاء وتؤمنين وراءهم أنت ووالدهم.
وهناك بعض السلوكيات التى قد تصدر منا دون أن ندرى وهى منافية لخلق الصدق:
- كأن تعدينهم بشيء معين أو هدية ، ثم لا تفين بوعدك، وإذا اضطرتك الظروف لعدم الوفاء فتحاورى معهم واشرحى لهم الأسباب.
- اعتذارك للمدرسة عن سبب غياب ابنتك بمرضها ، وتكون هى قد قامت متأخرة من النوم.
- تمثلين أنك تضربين أحدهم لترضية آخر اشتكى منه.
- اعتذارك عن تناول شيء من الطعام عند من تزورينها بصحبة أطفالك بدعوى أنك لا تشتهيه أو أنك تناولت وجبتك وتكون الحقيقة خلاف ذلك.
- إنكار الأب أو إنكار نفسك عندما يسأل أحد عنكما.
التربية بالملاحظة
يمكنك الاتفاق مع إحدى صديقاتك اللاتى تثقين بهن ممن يكون لها أولاد فى مثل سن أولادك أن يقضى أولادك عندها يومًا من أيام إجازتهم، وكذلك يفعل أولادها، فصديقتك تستطيع أن تنقل لك صورة عن سلوكيات أولادك ومدى ما وصل إليه منهجك التربوى معهم، وكذلك تفعلين مع أولادها.
قد تسنح لك الفرصة لأن تعرفى الأحداث الحقيقية لموقف حدث مع أولادك ، استفسرى عنه منهم لتقيسى مدى صدقهم معك.
التربية بالعقوبة
عودى أولادك دائمًا أن الصدق منجاة أى أنهم إذا قالوا الصدق، فإنك لن تعاقبيهم، أو إذا كان الأمر يستدعى العقوبة فإن قولهم الصدق سيجعلك تخففينها، أما إن كذبوا فستكون العقوبة مضاعفة ؛ لأنهم جمعوا عصيانًا وكذبًا ، واحرصى على أن تفى بوعدك لهم.
التربية بالعادة
عوّدى أولادك على أن يكون بينكم وقت معين يوميًا ولو 10 دقائق يحكون لك ما مر بهم فى يومهم ، فإن الحوار بينك وبينهم له فوائد كثيرة منها أنه يساعدهم على الانفتاح عليك وفتح قلبهم لك فتأتيهم الشجاعة لقول الصدق وإن أخطأوا.
وأخيرًا لا تنسى الدعاء، ثم الدعاء، ثم الدعاء والتضرع إى الله أن يهدى أولادك ويصلحهم ويبعد عنهم رفقة السوء ويرزقهم الصحبة الصالحة التى تدلهم على الخير وتعينهم عليه.
أخوكم الفقير إلى كرم الله
ash123_9