السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخى المسلم:مراقبة الله تعالى أكرم الطاعات..وأنبل ما اتصف به المتصفون..
قال بن عطاء[رحمه الله]:""أفضل الطاعات مراقبة الحق على دوام الأوقات"
فإن من راقب الله تعالى فى خلواته فهو المعظم لله تعالى..الخائف منه تباك وتعالى..الصادق فى تعامله مع ربع..القريب من ربه عزوجل..
فتذكر دائما أنك مراقب من الله تعالى..ملك الملوك..الذى يعلم السر وأخفى قلتتقيه أينما كنت وحيثما حللت..
عن أبى ذر[رضى الله عنه]قال:قال لى رسول الله[صلى الله عليه وسلم]:"اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن"[صحيح]
ومن فوائد مراقبة الله تعالى:
- أنها عون على غض البصر..سئل الجنيد[رحمه الله]:بم يستعان على غض البصر؟
فقال:" بعلمك ان نظر الله إليك أسبق من نظرك إلى من تنظره"
- وأنهاسبب فى الفوز بظل العرش يوم القيامة قال النبي [صلى الله عليه وسلم]:"سبعة يظلهم الله يوم القيامة فى ظله يوم لا ظل إلا ظله"فذكر منهم:"ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال إلى نفسها قال:إنى أخاف الله"[رواه البخارى].
أخى المسلم: راقب الله تعالى فى أقوالك وأفعالك وفى كل أمر عزمت عليه..فإن كان لله فيه رضاً أمضيته وإن لم يكن لله فيه رضاً فأمسك عنه فإن أولى من راعيت إطلاعه عليك هو الله تبارك وتعالى..
إذا خلوت الدهر يوماً فلا تقل*****خلوت ولكن قل على رقيب
ولاتحسبن الله يغفل ساعة*****ولا أن ما تخفيه عنه يغيب
ألم ترأن اليوم أسرع ذاهب*****وأن غداً للناظرين قريب
فلا تكن كأولئك الغافلين الذين إذا خلوا نسوا رقابة الله تعالى فوقعوا فى المعاصى والآثام..
ولتجعل أيها المسلم من خلواتك فرصة تغتنمها فى الطاعات فتناجى ربك تعالى وتذكره بما هو أهله..وتذكر أن الصالحين كانوا يأنسون بربهم تعالى ذكره..فلا تمر لحظة أسعد من لحظات خلوتهم بمناجاة خالقهم ومعبودهم تبارك وتعالى..
قيل:لمالك بن مغول[رحمه الله] وهو جالس فى بيته:ألا تستوحش؟! فقال:"ويستوحش مع الله أحد؟!".
وكان حبيب أبو أحمد يخلو فى بيته ويقول:"من لم تقر عينه بك فلا قرت عينه ومن لم يأنس بك فلا أنس"
فراقب الله تعالى أيها المسلم فى سرك وجهرك..وقولك وفعلك..وتذكر دائماً انه أقرب إليك من حبل الوريد!
وحاسب نفسك دائماً..وذكرها بمن لاتخفى عليه خافية..
والحمد لله تعالى والصلاة والسلام على النبى محمد وآله وصحبه..