بسم الله الرحمن الرحيم
أخوتي في الله ..
لابد من الصراحة .. وتعرية النفس الأمارة بالسوء .. ومواجهتها .. وكبح جماحها .. وحتى الاستعاذة من شرها كما جاء في الدعاء المأثور : اللهم إني أعوذ بك من شرور نفسي ومن سيئات أعمالي ..
إن هذه النفس أخوتي .. هي عدونا اللصيق بنا .. والذي يحاربنا صباح مساء .. لا ينفك عن الكيد لنا ومحاولة إيقاعنا فيما لا تحمد عقباه .. ولا يخفى علينا أن المشجع والمحفز لها في عمل الشر هو الشيطان الرجيم ..
فينبغي ألا نتركهما هكذا يسرحان ويمرحان ويلعبان بنا كما يشاءان .. بل علينا التصدي لهما بكل ما أوتينا من قوة الإيمان .. فذلكم هو السلاح الفاعل لمواجهة كل الشرور والآثام .
ومن المعلوم أخوتي أن تلكم النفس الأمارة بالسوء .. يكاد نشترك فيها جميعاً إلا من رحم الله تعالى .. فمن منا لا يحس مراراً وتكراراً أنه مذنب .. أو أنه ارتكب سيئة ما .. أو قال قولاً غير محمود .. أو عمل عملاً غير مرضي .. الخ
وما سنتاوله أخوتي في هذه الصفحة بمشيئة الله تعالى : جملة من الصفات والسمات الغالبة علينا ـ وهي غير محمودة بالطبع ـ ويتطلب منا مواجهة أنفسنا بها دون خجل .. بل بشجاعة أدبية محمودة .. لنخسئ بذلك الشيطان الرجيم .. ولتصبح أنفسنا راضية مرضية بحول الله وقوته ...
ويسعدني كثيراً مساهمتكم معي في الإحاطة بهذه الصفات .. وتعريتها .. وتقويمها لنحقق مبدأ التناصح في الدين سيراً على خطى حبيبنا المصطفى عليه الصلاة والسلام .
.....