ولا شيء مثله:
مأخوذ من قوله تعالى : {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى:11]، وقوله تعالى: {وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص : 4]، وقوله تعالى: {فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَادًا} [البقرة: 22]، أي شبهاء ونظراء.
وقوله تعالى: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} [مريم: 65]، أي : مماثل يساميه سبحانه وتعالى، فالتمثيل والتشبيه منفيان عن الله عز وجل.
لا يشبهه أحد من خلقه، وهذا هو الواجب أن نثبت ما أثبته الله لنفسه ونعتقده ولا نشبهه بأحد من خلقه، ولا نمثّله بخلقه سبحانه وتعالى، وهذا فيه رد على المشبهة الذين يعتقدون أن الله مثل خلقه، ولا يُفرقون بين الخالق والمخلوق، وهو مذهب باطل.
وفي مقابله مذهب المعطلة؛ الذين غلوا في التنـزيه حتى نفوا عن الله ما أثبته من الأسماء والصفات، فرارًا من التشبيه بزعمهم.
فكلا الطائفتين غلت، المعطلة غلوا في التنـزيه ونفي المماثلة، والمشبهة غلوا في الإثبات، وأهل السنة والجماعة توسّطوا؛ فأثبتوا ما أثبته الله لنفسه على ما يليق بجلاله، من غير تشبيه ولا تعطيل على حد قوله تعالى {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} [الشوى:11] فقوله: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} نفي للتشبيه، وقوله: {وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} نفي للتعطيل، وهذا المذهب الذي يسير عليه أهل السنة والجماعة.
ولهذا يُقال: المعطل يعبد عدمًا، والمشبه يعبد صنمًا، والموحد يعبد إلهًا واحدًا فردًا صمدًا.
من كتاب
التعليقات المختصرة على متن العقيدة الطحاوية
الشيخ صالح بن فوزان الفوزان