فلسطين اليوم -غزة
'لأي تنظيم تنتمي؟' هذا اول ما يسأل عنه الشاب الآن عندما يتقدم لخطوبة أي فتاة في غزة..للأسف أنت لاتناسب بنتي أنا من تنظيم "كذا" وأنت من "كذا" فأنت لا تصلح..
فالزواج الحزبي بغزة، ظاهرة ازدادت في الآونة الأخيرة، ومن يدفع الثمن في الأول والأخير هي الفتاة والتي قد تلاقي مصير العنوسة كون أن الشاب اقل ضررا من الفتاة "المغلوب على أمرها".
التعصب الحزبي والخلافات التنظيمية، فرض على الشاب الإفصاح عن انتمائه السياسي أثناء التقدم لخطبة الفتاة، وكذلك يتطلب من أهلها الكشف عن انتمائهم إن لم يكن معروفا لأن هذا هو الشرط الوحيد للموافقة على الزواج.
وقد سلطت "فلسطين اليوم" الضوء على هذة الظاهرة الخطيرة وما لها من اثر على مجتمعنا حيث أكدت سعاد الهندي التي تبلغ من العمر (26 عاما) أنها تكون خائفة دائما عندما يتقدم البعض لخطبتها، خاصة وانها قد تجد بعض المواصفات، ولكن تصاب بالصدمة عندما يتم رفضها بعد سؤالها عن الانتماء السياسي ويظهر الخلاف بينها وبين انتماء العريس.
والحالات كثيرة فقد سرد لنا الشاب احمد انه قبل ان يطلب من امه التوجه لأي عروس عليها التأكد من التنظيم السياسي بحجة انو أولاده لابد أن يتربوا في بيئة جيدة، وقال لماذا اتزوج بفتاة تخالفني الأفكار وتولد العديد من المشاكل في المستقبل.
في حين قالت فتاة رفضت الإفصاح عن اسمها لأسباب عائلية 'جاء لخطبتي شاب وعند سؤاله من قبل اسرتي عن الانتماء، اخبرهم بأنه ينتمي لفصيل ترحب به عائلتي، ولكن بعد ثلاثة ايام تلقى اتصالا من والدي يؤكد فيه الرفض لانه بعد البحث والتحري تبين انه لا ينتمي لنفس الفصيل الذي تنتمي له عائلتي'.
وقال الأخصائي الاجتماعي احمد زقوت ان تنامي مثل هذه الظاهرة يشكل خطراً كبيراً على شعبنا ,فبدل من أن يتم لملمة جراح شعبنا أصبح ضرورة معرفة الانتماء السياسي قبل التطرق لاي تفاصيل أخرى في الزواج يزيد الشرخ في مجتمعنا.
وحذر زقوت في حديث لفلسطين اليوم من الوقوف موقف المتفرج من تنامي مثل هذة الظاهرة كونها تزيد نسبة العونسة في بعض العائلات نتيجة هذا الشرط ,بالاضافة الي زيادة التباعد بين العائلات .
موضحا ان التعصب الحزبي والانتماء ادى الى حدوث خلل وشرخ في العادات والتقاليد والاعراف المتبعة في الزواج ,ضاربا مثل حدوث العديد من حالات الطلاق بين الازواج بسبب الخلافات السياسية .
ودعا زقوت الي ضرورة محاربة هذه الظاهرة و بعقد العديد من ورشات العمل للتوعية وزياة لمخاتير العائلات وارشادهم وتوعيتهم بمخاطر التعصب