إثر ردود الأفعال الواسعة في مواقع النت والشكاوى المتعددة
مراقبون يربطون قرار إعفاء الغامدي بـ" تصريحات الاختلاط"
الإثنين 14 ديسمبر 2009
فارس المشعل – تركي العبد الحي- متابعة: خمسة أيام فقط كانت تفصل بين الحديث الصحفي المطول الذي أجراه مدير عام فرع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة مكة المكرمة، الشيخ أحمد قاسم الغامدي، لإحدى الصحف والذي تحدث فيه عن جواز الاختلاط, وبين قرار إعفائه من منصبه, حيث صدر قرار الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، معالي الشيخ عبدالعزيز بن حمين الحمين، والذي يقضي بإعفاء أحمد بن قاسم الغامدي، مدير عام فرع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة مكة المكرمة من منصبه وتعيين الشيخ عبدالرحمن الجهني رئيس هيئة الطائف بدلاً عنه.
وربط مراقبون قرار الإعفاء بالحديث الصحفي المطول الذي نشرته صحيفة "عكاظ" على لسان الشيخ أحمد الغامدي، والذي تحدث فيه عن جواز الاختلاط بعبارات رنانة، منها: "الاختلاط طبيعي في حياة الأمة ومانعوه لم يتأملوا أدلة جوازه الصريحة" إلى أن قال "إن من يحرمون الاختلاط يعيشون فيه واقعاً، حيث إن اختلاط الخدم في البيوت يعتبر من أشد مظاهر الاختلاط" . وقال الغامدي: "لقد ارتفع ضجيج المانعين، وعلت أصواتهم في قضية "الاختلاط" مع أن الحجة مع من أجازه بأدلة صريحة صحيحة، فضلاً عن استصحاب البراءة الأصلية، وليس مع المانعين دليل إلا ضعيف الإسناد، أو صحيح دلالته عليهم لا لهم" .
وسرد الشيخ الغامدي في حديثه المطول عدداً من الأدلة من السنة النبوية التي يشير فيها إلى أنها تجيز الاختلاط.
الحديث الصحفي للشيخ الغامدي ولّد ردود فعل واسعة، حيث تطرق له العديد من المشايخ الذين فندوا حديثه وأبدوا استغرابهم من إجازته للاختلاط , كما عمدت بعض مواقع الإنترنت إلى نشر رقم الجوال الخاص بالشيخ من أجل مناصحته - كما جاء فيها- بالإضافة إلى نشر رقم جوال معالي الرئيس العام للهيئة من أجل تقديم شكوى حيال الأمر, كما ترددت أنباء عن تقديم عدد من أعضاء الهيئة شكاوى متعددة ضد الغامدي، نتيجة الحديث الذي تحول إلى قضية عبر مواقع الإنترنت.
وأتت أول الردود من الشيخ عبدالرحمن الأطرم عضو مجلس الشورى السعودي الذي انتقد وبشدة كلام الغامدي وقال الأطرم : " صحيفة عكاظ وضعت عنواناً ً مضللاً ً حينما قالت إن هيئة الأمر بالمعروف تتصدى للاختلاط، وأن الهيئة جهة رسمية، وأن ما قاله الغامدي يمثل نفسه، وهذا من التلبيس في العناوين ".
فيما ذهب الكاتب محمد آل الشيخ وعبدالله بن بخيت في صحيفتي الجزيرة والرياض إلى تأييد الشيخ أحمد الغامدي فيما ذهب إليه من رأي حول الاختلاط وذلك في أعمدتهم الصحفية التي يكتبون فيها بشكل شبه يومي. وفي بيان غير مسبوق قال مجموعة من علماء الكويت يتقدمهم الشيخ د. عجيل النشمي رئيس رابطة علماء الشريعة بدول مجلس التعاون الخليجي والعميد السابق لكلية الشريعة بجامعة الكويت إنهم يستنكرون ما أسموها فتوى شاذة ومخالفة لما عليه الأئمة الأربعة وعامة علماء الإسلام، ونطالب الإخوة في المجال الإعلامي ألا يتناقلوا مثل هذه الفتاوى الشاذة التي قد يتأثر بها بعض ضعاف الإيمان فيتحملون أثمهم ويبوؤون بوزرهم (ومن دعا إلى ضلالة كان له من الوزر كأوزار من تبعه).
يشار إلى أن الصحيفة وصفت رأي الشيخ أحمد الغامدي بأنه رأي هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الواثق المدعوم بالمادة العلمية والطرح الموضوعي، كما جاء في مقدمة الحديث الصحفي, الأمر الذي أثار غضب منسوبي الهيئات.