الوالدين بين البر والعقوق خلق الانبياء ودأب الصالحين
مما اقرته الفطرة السوية واقرته الشرائع السماوية وهو
دليل لصدق الايمان وعلى كرم النفس وحسن الوفاء .
ذلكم هو خلق البر بالوالدين
قال سبحانه : : "واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً _
وكذلك كانت وصية النبي صلى الله عليه وسلم لرجلٍ أتاه فقال: يا رسول الله من احق الناس بحسن صحابتي ؟
قال: "أمك".
قال: ثم من؟
قال: "أمك".
قال: ثمّ من؟
قال: "أمك".
قال: ثمّ من؟
قال: "أبوك".
والبر اسم جامع للخير، وهو ضد العقوق، ومعناه الصلة وفعل الخير والتوسع فيه واللطف والطاعة
مماجاء في فضل البر :ـ
مما يروى عن معاوية بن جاهمة قال: جاء رجل إلى رسول الله فقال لرسول الله: أردت أن أغزو وقد جئت أستشيرك، فقال: ((هل لك أم؟ قال: نعم، قال: فالزمها فإن الجنة تحت رجليها)) [رواه النسائي وابن ماجه بإسناد لا بأس به].
وأخرج الإمام أحمد بسند صحيح عن أنس قال: قال رسول الله : ((من سره أن يمد له في عمره، ويزاد له في رزقه، فليبر والديه وليصل رحمه)).
ولعل من اللازم لنا ان نتعلم بجانب كيف نبر بالوالدين نتعلم ماهي مظاهر العقوق حتى نتجنبها ...
والعقوق مشتق من العق، وهو القطع، والمراد به صدور ما يتأذى به الوالد من ولده من قول أو فعل، إلا في شرك أو معصية ما لم يتعنت الوالد.
وضبطه ابن عطية بوجوب طاعتهما في المباحات فعلا وتركا، واستحبابها في المندوبات وفروض الكفاية كذلك، ومنه تقديمهما عند تعارض الأمرين، كمن دعته أمه ليمرضها مثلا بحيث يفوت عليه فعل واجب إن استمر عندها، ويفوت ما قصدته من تأنيسه لها وغير ذلك لو تركها وفعله، وكان مما يمكن تداركه مع فوات الفضيلة كالصلاة أول الوقت أو في الجماعة.
مظاهر من العقوق : ــ
ابكاءهما وتحزينهما سواء بالقول او الفعل , او بالتسبب في ذلك .
كمن يذم والديه او يشتمهما , ويدخل فيه ترك استئذانهما , وعدم الاعتداد برايهما ..
ـ نهرهما وزجرهما سواء برفع الصوت او الاغلاظ عليهما بالقول بل ادناه مما نهي عنه ـ التأفف ضدهما او العبوس في وجهيهما
بل حدّد تعالى المستوى الأدنى لعقوق الوالدين في كتابه المجيد حيث يقول جلّ وعلا: "إمَّا يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أُفٍ ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريما"(1).
يذكر الاستاذ الحناوي :
كان لي قريب , ترك له والده اموالا طائلة وعقارات متعددة .. غضبت عليه امه يوما , ودعت عليه دعوة مرة قاسية , واذا بالسوء يحيق به من جرائها , لقد مات فقيرا مع انه لم يزاول المعاصي ولا الكبائر , بل كان ابي يتصدق عليه .. مختصرا *
اسباب العقوق :
الجهل : الجهل مرض قاتل ... من جهل اثار البر في الدنيا والاخرة ومن جهل اثار العقوق في الدنيا والاخرة فلا يلومن الا نفسه .
سوء التربية ... من الوالدين ... وعدم الحرص على تربيتهما التربية الصالحة
عقوق الوالدين لوالديهما .... والبر كما يقال دين كما تدين تدان فكما تبر تبر وكما تعق والديك تعق
الزوجة السيئة فكثير من الزوجات ,. تصبح بين لحظة واختها حجر عثرة على بعض الضعفاء في بر والديه .
كيف تبر والديك !!!?
في حياتهما :ـ
طاعتهما واجتناب معصيتهما
الاحسان اليهما بكل مايحمله لفظ الاحسان سواء بالقول او بالفعل
الفرح بهما , الاصغاء لهما , التودد لهما , طلب ا لبركة برضاهما , التحبب اليهما بكل سبل المحبة
وحتى تؤتي ثمار البر اجعلهما اعز واحب شخصين عليك ... فالحب داعية التحبب ..
تلبية ندائهما , واستئذانهما لاي امر وطلب المشورة منهما
كثرة الدعاء لهما والاستغفار لهما .... ( رب ارحمهما كما ربياني صغيرا )
البر بالوالدين بعد موتهما او احدهما :ـ
برهما بعد مومتهما يشمله الحديث النبوي جاء رجل من بني سلمة فقال : يارسول الله , هل بقي من بر أبوي شيئ أبرهما به بعد موتهما ؟
قال : "نعم، الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنقاذ عهدهما من بعدهما ، وصلة الرحم التي لا توصل إلاّ بهما , ، وإكرام صديقهما ". احمد 3ـ 498.
مظاهر مخلة ...
كثير ا من نرى عقوق الابناء للوالدين في عدم مثلا استئذانهما في احب الامور لهما
كثيرا مانرى بر ولكن
كتحلة القسم تبر امها فتزورها .... وفي زيارتها تؤذي امها بابنائها وتحملها كثير امن اعبائهم
البعض يبر امه بان يجعلها مربية لابنائه ...
يبر والديه بالكلام الطيب والزيارة ولكن يهمل الانفاق عليهما ولو على سبيل الهدية .
كثير ا ما نسمع او ممن نعرف كان بارا بوالديه ولكن بعد زواجه اصبحت والديه كالغرباء في اقل احوال العقوق عنده ....
امي وزوجتي ...
يصبح فتيل الغيرة بين النساء اشده ان كان على محبوبا ....
فامه تغار من ابنها المحبوب لديها والذي خطفته زوجته
وزوجته تغار هي الاخرى من حبه لامه واكرامه لها ...
(( أسكن في قلب الأم رحمة تحن بها إلى ولدها وتصبح فراغة الهم إلا من ولدها ، فما على الزوجة إلا أن تقدر ذلك ، فإذا انطلقت من منطلق الغيرة أو وسوس الشيطان لها بالوساوس والخطرات قطعت الوالدة عن ولدها وقطعت الزوج عن أمه وأبيه وعندها تتأذن لسخط الله-والعياذ بالله- وغضبه .
الله أعلم كم من قلب أم تقرح بسبب أذية الزوجة وأضرارها ، الله أعلم كم من عين بكت ودمعت بسبب ظلم الزوجة وأذيتها لوالدي الزوج ، الله الله على المرأة المؤمنة أن تخاف الله وتتقيه وإذا كانت تعين بعلها على الظلم وعلى القطيعة فلتعلم أنه سيأتي يوم يؤذنها الله هي وبعلها بالعقوبة ، فالعقوق لا خير فيه فإنه من الذنوب التي يعجل الله بها العقوبة ، يقول بعض العلماء : إذا كانت المرأة تعين زوجها على عقوق الولدين تجمع بين ذنبين وبين إساءتين :
الذنب الأول : أنها شريكة له في عقوق الوالدين-والعياذ بالله- .
والذنب الثاني : أنها قاطعة للرحم . وجاء في الخبر أنه ما من ذنب أحرى أن تعجل عقوبته في الدنيا مع ما أدخر الله لصاحبه من عقوبة الآخرة من قطعية الرحم ، فقطيعة الرحم عذابها عاجل ، ولذلك قال الله في كتابه : { فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ @ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمْ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ } .
لو كانت الزوجة صالحة والضرر حاصل لها من الوالدين بدون سبب ؟!
وإذا كانت المرأة ترى من والدي الزوج أمورا توجب لها الضرر فعليها أن تسأل العلماء وأن ترجع لأهل العلم حتى تعلم ما الذي يجب عليها !!!!!
قبل الختام نحب ان نختم بالمسك بنماذج من السير العطرة للبر بالوالدين ....
تأمل اسماعيل عليه السلام في بره لوالده ابراهيم الخليل عليه السلام بقوله له لما راى في المنام انه يذبحه قال له : (( ياابت افعل ماتؤمر ))
كان من الصفات التي اعلنها عيسى عليه السلام مؤصلا للخلق الانبياء من البر وصلة الخير
(( وبرا بوالدتي ) )
من بر السلف وأخرج البخاري في الأدب المفرد والبيهقي في شعب الإيمان عن سعيد بن أبي بردة قال: سمعت أبي يحدث أن ابن عمر شاهد رجلا يمانيا يطوف بالبيت حاملا أمه وراء ظهره يقول:
إني لها بعيرها المذلل إن أذعرت ركابها لم أذعر
ثم قال: يا ابن عمر أتراني جزيتها؟ قال: لا ولا بزفرة واحدة.
قيل لعمر بن ذر : كيف كان بر ابنك بك ؟
قال : ما مشيت نهارا قط الا مشى خلفي , ولا ليلا الا مشى امامي , ولا رقي سطحا وانا تحته ـ
من البارين بوالديهم بندار المحدث , قا ل عنه الذهبي : ( جمع حديث البصرة , ولم يرحل برا بامه )
قال عبد الله المروزي : سمعت بندارا يقول : اردت الخروج ـ يعني الرحلة لطلب العلم ـ فمنعتني امي , فأطعتها , فبورك لي فيه ـ
عامر بن الزبير : ( مات ابي , فما سالت الله حولا كاملا الا العفو عنه )
وهذا شاعر يصور وَلَهَ الوالدةِ على ولدها ry: ، وإن كان عاصياً مسيئاً ، فيقول :
أغرى امرؤٌ يوماً غـلاماً جاهلاً
بدراهـمٍ كي ما ينالَ به الضــرر
قال ائتني بفـؤاد أمِّـك يا فتى
ولك الدراهـمُ والجـواهرُ والدُّرر
فمضى فأغرز خنجراً في صـدرها
والقلبَ أخـرجه وعاد على الأثر
لكـنَّه من فـرط سـرعته هـوى
فتدحـرج القلب المضرج إذ عثر
ناداه قـلبُ الأمِّ وهـو معفر
واخيرا وليس اخرا
البر موضوعه طويل وحديثه شائق وافانينه عظيمة
قطفت لكم من ازهاره وبعض من ثمارة في مقالة قد لاتحمل اكثر من تلك الثمار
المراجع :
كتاب ـ عقوق الوالدين ـ للحمد
ـ مقالة للشيخ المختار الشنقيطي ـ ((http://www.shankeety.net/osra4.htm ))
ـ برالوالدين ـ خطبة مكتوبة للشيخ احمد فريد ـ