معهـد الفـرقـان للعلـوم الشـرعيـة
قسـم الـرسـائـل الـدعـويـة
? إِنَّ عِبـَادِي لَيـْسَ لَكَ عَلَيْهِـمْ سُلْطَـانٌ ? .. [الحجر:42]
الحمـد لله والصـلاة والسـلام علـى رسـول الله صلى الله عليه وسلم وبعـد /
فـقـد قـال بعـض الصحـابـة:
« إن المـؤمـن يُنضـي شيطـانـه كمـا يُنضـي أحـدُكـم بعيـره في السفـر ».
يُنضـي: يُضعـف أي يهـزلـه، ويجعلـه نِضـواً، والنِّضـو: الـدابـة التـي هـزلتهـا الأسفـارُ، وأذهبـت لحمَهـا .
أي أن المـؤمـن يُتعـب شيطـانـه فيضعفـه ويجعلـه هـزيـلاً مـن حـزنـه وكمـده ؛ لأنـه لا يستطيـع إغـواءه كمـا أن الإنسـان تتعـب راحلتـه في السفـر وتهـزل لطـول السفـر وشـدتـه.
وتلك هـي حـال المـؤمـن مـع شيطـانـه في صـراع دائـم معـه، يـرد كيـده ووسـواسـه بـدوام الاستقـامـة علـى طـاعـة الله تعـالـى.
وفـي هـذا المقـام يـروي ابن أبـي الـدنيـا فـي كتـابـه « مكـائـد الشيطـان » عـن بعـض السلـف قـال:
« إن شيطـانـاً لقـي شيطـانـاً فقـال: مـالـي أراك شحيبـاً ( أي متغيـراً هـزيـلاً )، فقـال: إننـي مـع رجـل إن أكـل ذكـر اسـم الله فـلا آكـل معـه، وإن شـرب ذكـر اسـم الله فـلا أشـرب معـه، وإن دخـل بيتـه ذكـر اسـم الله فـأبيـت خـارج الـدار .
قـال الآخـر: لكنـي مـع رجـل إن أكـل لـم يسـم الله فـآكـل أنـا وهـو جميعـاً، وإن شـرب لـم يسـم الله فـأشـرب معـه، وإن دخـل داره لـم يسـم الله فـأدخـل معـه »