بسم الله الرحمن الرحيم
البريولية
التعريف :
البريلوية فرقة صوفية ولدت في الهند أيام الاستعمار البريطاني وقد غالى أفرادها في محبة وتقديس الأنبياء والأولياء بعامة ، والنبي صلى الله عليه وسلم بخاصـــة ، وأضفوا عليهم صفات تعلو بهم عن خصائص البشر .
التأسيس وأبرز الشخصيات :
- مؤسس هذه الفـــرقة أحمد رضا خان بن تقي على خان ( 1272 - 1340هـ) الموافق ( 1865 - 1921م ) ، ولقد سمى نفسه عبد المصطفى . ولــــــد في بلدة بريــلي بولاية أترابرديش وتتلمذ على الميرزا غلام قادر بيك الشقيق الأكبر للميرزا غلام أحمد القادياني .
- زار مكة المكرمة ، وقرأ على بعض المشايخ فيها عام 1295هـ ، وكان نحيلاً حاد المزاج مصاباً بالأمراض المزمنة ، شديد الغضب ، بذيء اللسان ، من أبرز كتبه( أنبـــاء المصطفى ) و ( خالص الاعتقاد ) و ( دوام العيش ) و (الأمن والعلى لناعتي المصطفى ) و ( مرجــــع الغيب ) و ( الملفوظات ) وله ديوان شعر ( حدائق بخشش ) .
- جاء في وصيته : " إذا تيـــسر للأقارب أن يرســلوا مع الفاتحة هذه الأشيـــاء مرتين في الأسبوع أو ثلاث مرات فليفعلوا : الحليب المجمد والرياني والكباب الشامي والخبز بالسمن والقشطة، والفيريني ، وعدس الأرز مع الزنجيل ، وماء التفاح وماء الرمان وأيس كريم " وهي وصية نافذة في أتباعه إلى اليوم .
- ديدار على بريلوي ، ولد سنة ( 1270هـ ) في نواب بـــور بولاية ألــور ، وتوفـــي في أكتوبر 1935م ومن مؤلفاته ( تفسير ميزان الأديان ) و ( علامات الوهابية ) .
- نعيم الدين المراد آبادي ( 1300 - 1367هـ) الموافق (1883 - 1948م) وهو صاحب المدرسة التي سماها ( الجامعة النعيمية ) ويلقب بصدر الأفاضل ، ومن كتبه ( الكلمة العليا ) و ( في عقيدة علم الغيب ) .
- أمجد علي بن جمال الدين بن خدابخش : ولد في كهوسي ، وتخرج في المدرسة الحنفية بجونبور سنة 1320 هـ ، وكان موته سنة ( 1367 هـ ) الموافق ( 1948م ) وله كتاب ( بهار شريعت ) .
- حشمت علي خان : ولد في لكهنو ، وفرغ من دراسته سنة 1340هـ ، وكان يسمي نفسه كلب أحمد رضا خان معتزاً بهذه التسمية ، وله كتاب ( تجانب أهل السنة ) ، ويلقب بـ (غيظ المنافقين) ، وكان موته سنة ( 1380هـ ) .
- أحمد يار خان : ( 1906 - 1971م ) ، كان شديد التعصب للفرقة ، ومن مؤلفاته ( جاء الحق وزهق الباطل) ، و ( سلطنة مصطفى ) .
الأفكار والمعتقدات :- يعتقد أبناء هذه الطائفة بأن للرسول صلى الله عليه وسلم قــدرة يتحكم بهـــا في الكون ، يقول أمجد علي : " إن النبي صلى الله عليه وسلم نائب مطلق لله سبحانه وتعـــالى ، وإن العالم كله تحت تصرفاته ، فيفعل ما يشاء ، يعطي ما يشاء لمن يشاء ، ويأخذ ما يشـــاء ، وليس هناك أحد مصرف لحكمه في العالمين ، سيد الآدميين ، ومن لم يجعله مالكاً له حرم من حلاوة السنة " .
- وان محمداً صلى الله عليه وسلم ـ والأولياء من بعده ـ لديهم قدرة على التصــــرف في الكون ، يقول أحمد رضا خان : ( ياغوث " أي يا عبد القادر الجيلاني " إن قدرة " كن " حاصلة لمحمد من ربه ، ومن محمد حاصلة لك ، وكل ما يظهر منك يدل على قدرتك على التصرف ، وأنك أنت الفاعل الحقيقي وراء الحجاب ) .
- لقد غالوا في نظرتهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم حتى أوصلوه إلى قريب من مـرتبة الألوهية - والعياذ بالله - يقول أحمد رضا خان في " حدائق بخشش 2/104 ": ( أي يا محمد صلى الله عليه وسلم لا أستطيع أن أقول لك الله ، ولا أستطيع أن أفرق بينكما ، فأمرك إلى الله هو أعلم بحقيقتك ) .
- كما بالغوا في إضفاء الصفات التي تخالف الحقيقة على النبي صلى الله عليه وسلم ، حتى جعلوه عالماً للغيب .
يقول أحمد رضا خان في كتابه " خالص الاعتقاد ص 33 ": ( إن الله تبارك وتعالى أعطى صاحب القرآن سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم جميع ما في اللوح المحفوظ ) .
- ويزعمون أن النبي صلى الله عليه وسلم والأولياء يعرفون ما استأثر الله بعلمه ، يقول أحمد رضا خان في خالص الاعتقاد ص 53 - 54 : ( إن النبي صلى الله عليه وسلــم لا يخفى عليه شيء من الخمس المذكورة في الآيـــة الشريفـــة ، وكيف يخـــفى عليـه ذلك والأقطاب السبعة من أمته الشريفة يعلمونها ، وهم دون الغــــوث ، فكيف بســيد الأولين والآخرين الذي هو سبب كل شيء ومنه كل شيء ) .
- لديهم عقيدة اسمها ( عقيدة الشهود ) حيث إن النبي صــلى الله عليه وسلــــم في نظرهم حاضر وناظر لأفعال الخلق الآن في كل زمان ومكان ، يقول أحمد يار خان في كتابه ( جاء الحق ) 1/ 160 : ( المعنى الشـــرعي للــحاضر والنــاظر : هو أن صاحب القوة القدسية يستطيع أن يرى العالم مثل كفه من مكان وجوده ، ويسمع الأصوات من قريب ومن بعيد ، ويطوف حول العالم في لمحة واحدة ، ويعين المضطرين ، ويجيب الداعين ) .
- ويقول أحمد سعيد صاحب كتاب ( تسكين الخواطر ) ص 85 : ( لا يخلوا مكان ولا زمان إلا والرسول صلى الله عليه وسلم موجود فيه ) .
- يجعلون صفة الحاضر الناظر كذلك لأشخاص آخرين من أمثال أحمد رضا خان ذاتــه ، إذ يزعم في كتابه أنوار رضا ، صفحة 246 ، قائلاً : ( إن أحمد البريلوي حي موجود بيننا ، ويعيننا ، ويغيثنا ) .
- ينكرون بشرية النبي صلى الله عليه وسلم ويجعلونه نوراً من نور الله . يقول أحمـــد يار خان في كتابه ( مواعظ نعيمية ) ص 14 : ( إن الرسول صلى الله عليه وسلم نور من نور الله ، وكل الخلائق من نوره ) ويقول أحمد رضا خان في أشعاره ( ما قيمة هــــذا الطــــين والماء إذا لم يكن النور الإلهي حل في صورة البشر ) .
- يحثون أتباعهم على الاستعانة بالأنبياء والأولياء ، ومن يستنكر عليهم ذلك يرمــــــونه بالإلحاد ، يقول أمجد علي في كتابه ( بهار شريعت ) 1/122 : " إن المنكرين للاستمداد بالأنبياء والأولياء وبقبورهم ، ملحدون ) .
- يشيدون القبور ويعمرونها ويجصصونها وينيرون فيه الشموع والقناديــل ، وينـــذرون لها النذور ، ويتبركون بها ويقيمون الاحتفالات لأجلها ، ويضعون عليها الزهور والورود والأردية والستائر ، ويدعون أتباعهم للطواف حول الضريح تبركاً به .
- لديهم غلو شديد في تقديس شخصية عبد القادر الجيلاني ، ويعظمون باقي الأولياء من أئمة المتصوفة وينسبون إليهم أفعالاً خيالية خارقة للعادات متسمـــة بالنسيج الخــــرافي الأسطوري .
- ومن سخيف اعتقاداتهم ما ورد في كتاب " ملفوظات " لأحمد رضا خان 3/276 " إن الأنبياء عليهم السلام تعرض عليهم أزواجهم فهم يبيتون معهن " .
- ويقولون بالإسقـــاط ، وهي صدقة تدفع عن الميت بمقدار ما ترك من الصلاة ، والصيام وغيرها ، ومقدار الصدقة عن كل صلاة أو صيام تركه الميت هو مقـــدار صـــدقة الفطـــر المعروفة ، وقد يعمدون إلى الحيلة في ذلك ، إذ يوزعون مقدارًا يغطي سنة واحـــدة ، ثم يستردون ذلك هبة ، ومن ثم يعيدون توزيعه ، ويكررون ذلك بعدد السنين التي تركت فيها تلك الفريضة .
- أعظم أعيادهم هو ذكرى المولد النبوي الشريف إذ ينفقون فيه الأموال الطائلة ، وهو يوم مقدس مشـــهود لديهم ، ينشدون فيه الأناشيد التي تمجــد الرسول صلى الله عليه وسلم من خلال القصص الخرافية ، ويقرأون فيه كتاب ( سرور القلوب في ذكر المولــد المحــــبوب ) الذي ألفه أحمد رضا خان والذي ملأه بالأساطير والخيالات .
- الأعراس : وهي تعني زيارة القبور والاجتماع عليها (الموالد)، من مثل عرس الشيخ الشاه وارث في بلدة ( ديوه ) ، وعرس الخواجه معين الدين جشتي ، حيث يجتمع له الملايين ويختــلط فيه الرجال بالنساء ، وتحصل فيه المفاسد التي لا تحمد عقباها نتيجة ذلك .
- إن من يترك الصوم والصلاة يجــد له خلاصاً ، أما الطــامة الكبرى والمصيبة العظمى في نظرهم فإنما تقع على من يتخلف عن الاحتفال بالمولد، أو الفاتحة أو العرس . وهم يكفرون المسلمين من غير البريلويين لأدنى سبب، ولم يتركوا تجمعاً إسلاميا ولا شخصية إسلامية من وصف الكفر . وكثيراً ما يرد في كتبهم بعد تكفــير أي شخص عبارة ( ومن لم يكفــره فهو كافر ) ، وقد شمل تكفيرهم الديوبنديين والندويين وزعماء التعليم والإصلاح ومحرري الهند من الاستعمار ، وقد شمل الشيخ اسماعيل الدهلوي وهو من علماء الهند الذين قاموا بمحاربة البدع والخرافات ، ومحمود إقبال ، والرئيس الباكستاني ضــياء الحق وعدداً من وزرائه .
- وهم يكفرون شيخ الإسلام ابن تيمية ، وينعتونه بأنه مختل وفاسد العقل ، ويدرجون معه تلميذه ابن القيم .
- لا يوجد لهم عدو على وجه الأرض ، ظاهرها وباطنها ، أشد كراهية له من الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، إذ يرمونه بالكفر ، وبأشنع التهم وأسوأ الألفاظ ؛ وما ذلك إلا لأنه وقف أمام الخرافات موقفاً حازماً داعياً إلى التوحيد الخالص .
- وهم يعملون دائماً على شق صفوف المسلمين ، وتوهين قوتهم، وإضعافهم وإدخالهم في متاهات من الخلافات التي لا طائل تحتها ، فمن ذلك : إصرارهم على بدعة تقبيل الإبهامين عند الآذان ومسح العينين بهما، واعتبار ذلك من الأمور الأساسية ولا يتركها- في نظرهم - إلا من كان عدواً لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويزعمــون أن من يفعــل ذلك لن يرمد أبداً ، أنظر مؤلفهم ( منير العينين في تقبيل الإبهامين ) .
الجذور الفكرية والعقائدية :
- تصنف هذه الفرقة من حيث الأصل ضمن جماعة السنة الملتزميــــن بالمذهب الحنــفي ، والحقيقة أنهم في الاعتقاد صوفية ، وقد مزجوا عقائدهم بعقــــائد أخــرى مأخــوذة عــــن النصرانية كالاحتفال بالمولد النبوي على غرار الاحتفالات بعيد رأس السنة الميلادية .
وهم يعلون شخصية النبي لتوازي الخرافات المنسوبة إلى شخصية عيسى عليه السلام .
- والسبب عيشهم ضمن القارة الهندية ـ ذات الديانات المتعددة ـ فقـــد انتقــلت أفكـــار من الهندوسية والبوذية لتمازج عقيدتهم الإسلامية .
- لقد أضفوا على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى الأولياء صفات تماثل تلك الصفات التي يضفيها الشيعة على أئمتهم المعصومين في نظرهم .
- ولقد انتقلت إليهم عقائد المتصوفة والقبوريين وشركهم ونظرياتهم في الحلول والوحدة والاتحاد حتى صارت هذه الأمور جزءاً من معتقداتهم .
هذا ويؤخذ على البريلوية :
- التطرف الشديد والغلو في تصوير شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم والأنبياء ومزج ذلك بعقائد المشركين .
- إسقاط فريضة الحج .
- مجانبتهم الصواب في هجومهم وافتراءاتهم على شيخ الإسلام ابن تيمية ، وعلى الإمــام محمد بن عبد الوهاب وعلى كل دعاة التوحيد الخالص .
- إطلاق العنان لألسنتهم في تكفير المسلمين لمجرد مخالفتهم في الرأي .
- سعيهم الدؤوب لتفريق كلمة المسلمين وتوهين قوتهم .
- على الرغم مما سبق فان هذه الفرقة تحتاج إلى من ينير لها الطريق ويزيل عن أعين أصحابها أوهام الجهل والخرافة والتخلف حتى تكون على الجادة المستقيمة .
الانتشار ومواقع النفوذ :
- انطلقت الدعوة من بريلي بولاية اوترابرديش بالهند ، لتنــتشر في القارة الهنـــدية كلهــا ( الهند والباكستان ) .
- لهم وجود في انجلترا إذ تسمى جمعيتهم هناك باسم ( جمعية أهل الســنة ) و ( جمعيـــــة تبليغ الإسلام ) ويقتصر نشاطهم هناك على تخريب أعمال الآخرين وإثارة القلاقل والفوضى بينهم . وبسببهم حدث اضطراب دموي بين المسلمين عام 1980م ، ( أنظـــر الغــارديان ، أغسطس 1980م ) .