الحمد لله رب العالمين والصلاة على رسول الله وبعد :
في جلسة تأمل ... وبمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ... وبالتحديد في مسجده عليه الصلاة والسلام.
هناك ... حيث الراحة النفسبة ولا أخفيكم ، فلم أجد مثل تلك الراحة في حياتي قط .
هناك ... تعرف يقيناً معنى سباحة الروح في عالم الطهر والصفاء .
هناك ... تجد ما افتقده عُبَّاد الدنيا ؛ الراكضون وراء الشهوات ؛ من سعادة لايفي بوصفها قلم كاتب ولا لسان خطيب ، ولا شعر شاعر ، أو مدح مادح.
هنـــــاك في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم
كلمـــات خرجت من قلبي ... وخواطر سطرتها أناملي وأرجو الله أن ينفع بها الكاتب والقارئ .
أيها الغالي :
حينما تتكلم عن رحلتك إلى مدينة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لاتدري من أين تبدأ الحديث. فالمواقف كثيرة، والخواطر مختلطة، والعبرة مختلجة، ولكني مع هذا عزمت أن أبدأ الحديث من حيث وصلت إلى مدينة رسول الله – صلى الله عليه وسلم - .
عجبـــا ! .... ماسر هذا الشعور ؟! وما أجمله ! .
في كل مرة أزور بها مدينة رسول الله ينتابني شعورا عظيما حينما أدخل إلى مدينة رسول الله ، لاأدري هل أنا الوحيد الذي أشعر به أم أن من حولي كلهم يشعر به؛
كلا ؛ بل أن كل من شرفه الله بالإقامة أو زيارة مسجد الحبيب صلاة الله وسلامه عليه لابد وأن لامس قلبه برد المحبة حين وطئت قدماه هذا الثرى الطيب ؛ الذي لامسته أقدام النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحابته الكرام.
الـــله ... ما أروع ذاك الشعور
ذلك الشعور الذي جاء مصداقا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال عليه الصلاة والسلام
( إن الإيمان ليأرز إلى المدينة ، كما تأرز الحية إلى جحرها ) رواه البخاري ومسلم.
في كل مكان من مدينة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، مدخلها ، شوارعها ، أزقتها ، جبالها ، أوديتها ، وسهولها ، تشعر بتلك الراحة النفسية العجيبة التي تنسيك هموم الدنيا وغمومها بما فيها
فياحُسْن المدينة وطيب المقام بها.
كتب الله لي ولكم الحياة والممات في مدينة رسول الله ، ورزقني وإياكم الإخلاص في القول والعمل.
تلك البداية ولعل الوقفات والخواطر تأتي مع الأيام فما كان من صواب فمن الله وحده ، وماكان من خطأ فمن نفسي القاصرة والشيطان ، والله ورسوله منه بريئان.
قريـــبا : الوقفة الثانية (دمعة على التوحيد)