بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أعلن الرئيس الأمريكي قبل يومين نجاح جنوده في اغتيال زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.
وبالأمس نشر موقع (بي بي سي) البريطاني تقريرا عن المصير الذي آلت إليه جثة بن لادن.
جاء في التقرير ما يلي: ((يقول المسئولون الأمريكيون إن جثة أسامة بن لادن عوملت باحترام ودفنت في البحر، إلا أن بعض المسلمين يرون أنه لم يكن هناك مبرر لعدم دفنه في الأرض.
وحسب الشريعة الإسلامية يتعين دفن جثة الميت بأسرع ما يمكن، وقد التزمت القوات الأمريكية بذلك ودفنت جثة بن لادن في غضون ساعات من مقتله.
وقال مسئول أمريكي: (تم اتباع الخطوات التقليدية للدفن على الطريقة الإسلامية).
وأقيمت الشعائر الدينية على متن حاملة الطائرات الأمريكية (يو إس إس كارل فنسون) حيث لفت الجثة بكفن من قماش أبيض ووضعت في كيس مثقل ثم وضعت على لوح خشبي وأنزلت في مياه بحر العرب.
جرت مراسم الدفن في السادسة صباح الاثنين بتوقيت جرينتش أي بعد 12 ساعة تقريبا من العملية التي أصيب فيها بن لادن برصاصة في الرأس.
وذكرت محطة أيه بي سي الأمريكية أنه بعد الرصاصة الأولى أطلقت عليه رصاصة أخرى للتأكد من موته.
ونقل الجثمان جوا إلى أفغانستان حيث جرى التحقق من هوية بن لادن، وقال المسئولون إن عينة من الحامض النووي (دي إن أيه) جرت مطابقتها مع عينات من أفراد عائلته، وقالت مصادر أخرى إن تقنيات التعرف على الملامح استخدمت أيضا.
وقال مسئول عسكري أمريكي: (قرأ أحد الضباط الشعائر الدينية المعدة سلفا وترجمها للعربية شخص يتحدث اللغة).
وقدم المسئولون الأمريكيون سببين لاختيار الدفن في البحر: أولهما أنهم لم يرغبوا في أن يتحول قبره إلى مزار، والثاني أنه لم يكن هناك وقت للتفاوض مع دول أخرى لترتيب دفنه في الأرض)) انتهى.
أقول: كتبت خلال الأسبوع الماضي سلسلة من المواضيع في هذه الزاوية عن أهداف الولايات المتحدة من غزو أفغانستان وذكرت فيها أنه لم يعد هناك وجود لأسامة بن لادن اليوم على أرض الواقع لأنه إما قتل في بداية ذلك الغزو وإما أنه معتقل في مكان سري حتى اليوم وإما أنه مختبئ في مكان محصن بعيدا عن كل وسائل الاتصالات والمواصلات حتى لا يتم اكتشافه، وأنه في كل الأحوال لم يعد له أي تأثير في مجريات الأحداث، لكن هذا الرأي لم يعجب بعض الأخوان الذين وصف أحدهم ما كتبته بأنه يصلح فقط (لأفلام الكارتون) ولا يمتّ للواقع بصلة.
وتعقيبا على ذلك أطرح التساؤلات التالية: هل من المعقول أن تظفر القوات الأمريكية بأكبر أعدائها وأعداء العالم الغربي كله ولا تنقل جثمانه إلى أراضيها أو إلى إحدى قواعدها في أي مكان في العالم وتدعو وسائل الإعلام العالمية كلها لتصوير جثمانه وعرض الصور على العالم كله انتقاما منه وتشفيا فيه واستعراضا لعضلاتها ونجاحها في التخلص منه بعد أكثر من عشر سنوات من مطاردتها المزعومة له؟!
ولماذا تسارع إلى دفن جثته في البحر بعد 12 ساعة فقط على نجاحها المزعوم في اغتياله؟!
لماذا لم تسلم جثته إلى أحد من أفراد أسرته الكبيرة العدد والممتدة فروعها في عدة دول؟!
لماذا لم تستدع أحدا منهم لإلقاء نظرة الوداع عليه ودفنه في أي مكان سري في أفغانستان أو باكستان أو حتى في جبال الهملايا أو في صحراء كالاهاري المقفرة؟!
الإجابة المنطقية عن كل تلك الأسئلة هي أنه لم يوجد جثمان من الأساس وأن القصة كلها مختلقة، وأن أسامة بن لادن ميت منذ سنوات طويلة لكن أخفت أجهزة الاستخبارات خبر وفاته حتى تفبرك تسجيلات صوتية ومرئية له ولكبار مساعديه الذين لقوا نفس مصيره يهددون فيها الدول الغربية بهجمات مدمرة حتى تظل جذوة الصراع مستمرة ويظل الشعب الأمريكي مؤيدا لاستمرار قوات بلاده في أفغانستان ويخصص مئات المليارات من ميزانية بلاده لتمويل عملياتها في ذلك البلد.