بسم الله الرحمن الرحيم
أحداث مبكية مؤسفة , تلك التي تعيشها هذه الأسرة , أحداث مؤلمة , كل سطر منها يحوي آهة مكتومة
تنزف دموعا في بعض أحيانها .
هذه القصة سلسلة من المواقف العجيبة ولا عجب !!! فإنها مأساة عمر طويل , فلاغرابة أن يجتمع فيها كل هذا
الزخم الهائل من المآسي المحزنة .
والحق أنني لو لم أقف على هذه القصة وأحداثها لظننتها نسجا من الخيال .
في أحد أحياء تبوك حصلت أحداث هذه القصة , عاشت أم سماهر حياة هانئة مع والديها , وقاما بتربيتها حتى
تحصلت على الشهادة الجامعية من إحدى جامعات المملكة , كانت أم سماهر تحلم بحياة هانئة , حياة مستقبلية ثم
لم تلبث إلى أن تقدم إليهاشاب من عائلة كريمة .. حتى تم الزواج
كانت حياتهم هانئة في بداية زواجهم إلى أن رزقا بابنتهم الكبرى ( سماهر )
كان زوجها حريصا على صلاة الجماعة ودائما مايزور جيرانه , صاحب طرفة , كثير الإبتسامة ... لكن هل استمرت
هذه الصفات ؟!
كانت أم سماهر تظن أن حياتهم سوف تكون وتستمر على السعادة , لكن حدث شيء لم يكن في الحسبان .
مرت الأيام والسنون تغير كل شيء في حياتهم , تعرف زوجها على رفقة من رفقاء الشيطان ,مضت الأيام وخطوات
الشيطان تمتد مع كل أسف يوما بعد يوم , وسرعان ما أوصلته الخطوات الطويلة إلى وحل التدخين , ثم استمرت إلى
حضيض المخدرات , والله المستعان .
ماذا يرجى من صاحب مخدرات بعد أن غاب عقله , غاب ضميره ..
عاشت أم سماهر بعد انحراف زوجها آلاما وأحزانا , وكل يوم يمر عليها وهي في حالة أشد من قبل , وبدا الأمر
يزداد من سوء إلى أسوأ ,
كل يوم يمر عليها وهي في حالة عصيبة , تقاسي الألام وهي صابرة محتسبة . إذ بخبر الصاعقة
الذي أرق فؤادها , وحطم مستقبلها , وعصف بأحلامها ,, يمر الأسبوع الأول وهو غائب عن عمله والأسبوع الثاني
والثالث إلى أن استمر غيابه إلى شهرين ثم فصل من عمله لارزق له بعد الله إلامن هذه الوظيفة , انقطع رزقه فأين له
ولعائلته من مصدر رزق , باع جميع سياراته , أتظنون أنه باعها من أجل أهله , لا والله إنه من أجل قطعة حشيش أو
إبرة هيروين , ضحى بأولاده من أجل هذه الأشياء .
وهكذا قاست أم سماهر وعائلتها الأمرين : قاست انحراف زوجها الذي تاه في غياهب الضلال , وقاست مع أولادها ,
الجوع والفقر بعد أن تحولت من بساتين الترف والنعم الذي لايمكن تخيله .
ولا أنسى ذلك اليوم الذي قدمت فيه متعبا من العمل , إذ رأيت زوجها بملابس النوم حاملا معه سكينا متوترا منفعلا
يريد ضرب أحد الأطفال الذين لم يتجاوز العاشرة من عمره لأنه أزعجه خلال النوم ولم يجعله ينام فهرب الطفل
مذعورا إلى بيته وأقفل الباب على نفسه , فقام الزوج بضرب الباب بقوة بالسكين يريد الدخول لضرب الطفل
المسكين بالسكين ....
استمرت الآلام والأحزان عليه وهي لازالت صامدة مستمرة في تربية أبنائها حتى لايتيهون في وحل الظلام , فقامت
بتربيتهم أفضل تربية حتى أصبحوا مضرب مثل في الحي ..
وهم في هذه العيشة , سافر الزوج دون علم أهله وتركهم دون عطف بلا ماء ولا كهرباء , مر اليوم وهم دون أكل
واليوم الثاني إلى أن وصل اليوم الثالث لم تتحمل الأم أمام تساقط أبنائها وهم يتضرعون جوعا , لايستطيعون
حراكا , أخذت العباءة وحجابها وخرجت من بيتها , إذ بولد جارهم عبدالرحمن , أخذت تناديه وهي تبكي (( قطعة
خبز أرجوك ياعبد الرحمن لنا ثلاثة أيام ما أكلنا شيء )) فأخبر عبد الرحمن أهله بذلك , نذرت أخته أن لاتأخذ ريالا
واحدا من مكافأتها وكان قد قرب رمضان فأخذت أغراض شهر رمضان لهم ...
ثم تم طردهم من المنزل , ذهبت أم سماهر وأبنائها الثلاثة إلى أهلها خارج المدينة , رفضت أن تعود , أما الزوج
فإنه بقي في مدينته ..
من ذلك الوقت لم أعلم عنهم إلاشيئا واحدا أن الزوج أتخذ حيلة لإرجاع زوجته , فأخبرها أنه استأجر شقة قام
بتأثيثها , أتت المسكينة لاتعلم شيئا مما سيحدث لها , تظن أن سعادتها عادت
من جديد , فلما نظرت إلى المنزل وجدت البيت دون تأثيث خاليا مما كان يدور في بالها , عادت إلى الفقر من جديد ,
عادت إلى الأيام التي كانت عليها , عاودتها الأحزان والآلام , لامعين لهم إلاالله سبحانه وتعالى
لك الله يا أم سماهر , وأعانك على المصائب وهدى الله زوجك
وأسعدك في الدنيا والآخرة
داعـــــي الخـــيـر