بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين ومتمما لمكارم الأخلاق محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم،،، أما بعد:
قال الله تعالى :" يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين " التوبة : 119.
أمر الله تعالى المؤمنين بأن يتقوا الله ويكونوا مع الصادقين لا مع الكاذبين .
وقال تعالى:" والصادقين والصادقات " الأحزاب:35 .
هذه في جملة الآية الطويلة التي ذكرها الله في سورة الأحزاب وهي :" إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات " إلى أن قال " والصادقين والصادقات " إلى قوله :" أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما "
فذكر الله الصادقين والصادقات في مقام الثناء .
وقال تعالى :" فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم "محمد: 21.
أي لو عاملوا الله بالصدق لكان خيرا لهم ولكن عاملوا الله بالكذب فنافقوا وأظهروا خلاف ما في قلوبهم . فلو صدقوا الله بقلوبهم وأعمالهم وأقوالهم لكان خيرا لهم ولكنهم كذبوا الله فكان شرا لهم .
فدل ذلك على أن الصدق أمره عظيم وأنه محل للجزاء من الله تعالى .
إذا علينا أن نصدق وعلينا أن نكون صادقين صرحاء وعلينا أن لا نخفي الأمر عن غيرنا مداهنة أو مراء .
كثير من الناس إذا حدث عن شيء فعله وكان لا يدري فعله أن لا فإنه يكذب ويقول: ما فعلت.
لماذا؟! أتستحي من الخلق وتبارز الله بالكذب؟!
قل الصدق ولا يهمنك أحد وأنت إذا عودت نفسك الصدق فإنك في المستقبل سوف تصلح حالك أما إذا أخبرت بالكذب وسوف تكتم الناس وتكذب عليهم فإنك سوف تستمر في غيك ، ولكن إذا صدقت فإنك تعدل مسيرك ومنهاجك .
فعليك بالصدق فيما لك وفيما عليك حتى تكون مع الصادقين الذين أمر الله أن تكون منهم .
عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم :"إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقا ، وإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى الناس ، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا " متفق عليه .
وهذا يدل على فضيلة الصدق وحسن عاقبته وأن الصادق هو الذي له العاقبة والكاذب هو الذي يكون عمله هباءً .
ولهذا يذكر أن بعض العامة قال : إن الكذب ينجي فقال له أخوه : الصدق أنجى وأنجى .
والبر من نتائج الصدق وقوله :" وإن البر يهدي إلى الجنة " فصاحب البر _ نسأل الله أن يجعلنا وإياكم منهم _يهديه بره إلى الجنة والجنة غاية كل مطلب .
وقوله :" وإن الرجل ليكذب " وفي لفظ :" لا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا " .
والكذب من الأمور المحرمة بل قال بعض العلماء : أنه من كبائر الذنوب ، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم توعده بأنه يكتب عند الله كذابا .
فالكذب كله حرام ، وكله يهدي إلى الفجور .
أسأله سبحانه أن يجعلنا مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بتصرف من كتاب : رياض الصالحين . شرح الشيخ : محمد بن عثيمين .رحمه الله.
أختكم في الله