بسم الله الرحمن الرحيم
قد يستحسنُ أحدُنا أمراً، ويراه طريقاً لنصرة الإسلام، فيتحمس لذلك الأمر، ويُعرِضُ عن كل رأي يخالفه أيا كان قائله وأيا كانت أدلتُه؛ إلا أنّ طالبَ النجاة -بحق- يدرك أنَّ من شرَعَ هذا الدين هو الأعلمُ -سبحانه وتعالى- بما يصلح دينَه، فإن سمع المتّبعُ بدليل شرعي ينقض استحسانه، قدح في رأي نفسه، ووقف عند النص غير مبالٍ بما ثارت له نفسُه يوما من الأيام.
وقد أعجبتني مشاركةٌ في هذا الأمرِ، نُشِرَت في بعض المنتديات، وأنا أنقلها لكم للفائدة -مع تعديل يسير-:
بسم الله الرحمن الرحيم
في الشريط السادس من شرح العلامة الفقيه محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله- لكتاب الجهاد والسير والإمارة من صحيح الإمام مسلم رحمه الله .
وعندما وصل الحديث إلى غزوة الأحزاب وعند أمر النبي صلى الله عليه وسلم الصحابي الجليل حذيفة رضي الله عنه بالذهاب ليأتيه بخبر القوم وأمره النبي صلى الله عليه وسلم بأن لا يذعرهم عليه، فلما وصل حذيفة رضي الله عنه وجد أبا سفيان يُصلي ظهره بالنار فأراد أن يرميه؛ ولكنه ذكر قولَ النبي صلى الله عليه وسلم "ولا تذعرهم علي" قال حذيفة: "ولو رميته لأصبته..."
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعليقا على هذا الموقف :
(( في هذا الحديث دليل على كمال عقل الصحابة رضي الله عنهم، وأن الغيرة التي في قلوبهم لا تحملهم على مخالفة أمر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، لو كان من أهل الطيش الذين يدعون أنهم ذو غيره لقتله لأنه تمكن منه بسرعة، ولكن حبس النفس على طاعة الله ورسوله هذا هو الجهاد، وليس الجهاد هو التهور وأن الإنسان ينفعل ويتقدم في موضع قد يكون ينهى عن التقدم فيه، ولكن الجهاد هو أن يجاهد الإنسان نفسه ويصبرها على طاعة الله ورسوله، أي نعم، في ظني والله أعلم لو وقع مثل هذا لكثير من شبابنا اليوم لقتله ثم تأول، لكن هؤلاء القوم أعني الصحابة رضي الله عنهم يعلمون أن طاعة النبي صلى الله عليه وسلم هي الخير كله.. )) ا.هـ.
رحم الله الشيخَ ابن عثيمين وبارك الله في علمه، وأحسن الله إلى من نقل هذه الفائدة.
منقول