يعبر عدد من الكاتبين عن برنامج "ستار أكاديمي" وأمثاله بأنه يعبر عن الواقع، وأنه ينقل صورة صادقة عنه، فهل هذا صحيح؟!
إن من العجيب أن نجعل حياة ثلة من الشباب والشابات ممن لا هدف عندهم سامياً ولا غاية كريمة هي الحياة الواقعية للشاب المسلم والشابة المسلمة، وذلك البرنامج وأمثاله هي برامج هدامة لتعاليم الإسلام في النفوس وللمروءة والنخوة العربية والكرامة الإنسانية، ولم تكن الصورة الواقعية يوماً لمجتمعنا المسلم على هذا النحو المخزي والفاضح بل إن مجتمعنا خاصة والمجتمعات الإسلامية العامة لا تزال في مجموعها كارهة لهذه البرامج، رافضة لها، مؤثرة للعفاف والفضيلة، نعم إن جزءاً طائشاً من المجتمع انساق وراء هذه البرامج بدافع الفضول أو التجديد أو غير ذلك لكن تبقى الكثرة في المجتمعات العربية والمسلمة رافضة لهذه البرامج مستنكرة لها، وخلاصة وصف هذا البرنامج أنه اجتماع مجموعة من الشباب والشابات في بيت واحد أياماً وليالي متصلة من أجل التنافس في تجميل أحوالهم في أعين المشاهدين والمشاهدات ليختاروا الفائز بعد ليالي وأيام من التنافس المحموم!!ومن أجل هذا التنافس يتبارون في أعمال دنيئة فاحشة يندى لها الجبين، فهذه تتنافس مع زميلتها في الرقص، وآخر يتنافس مع زميله في إظهار دفء أكثر في العلاقات الاجتماعية!!! وثالثة تتبارى مع الأخريات لإظهار جمال قوامها فما هذا العهر المتلفز؟!! وهل يريد الشيطان منا أكثر من ذلك، وهل هناك وسيلة أحقر من هذه الوسيلة لهدم الغيرة والنخوة فضلاً عن الدين في نفوس المشاركين والمشاركات والمشاهدين والمشاهدات؟!!
والعجيب أن الدكتور أنمار مطاوع في ملحق الأربعاء في جريدة المدينة ليوم الأربعاء 12 محرم 1425 كتب مقالة عن هذه البرامج سماها اسماً استفزازياً لا يليق بنا ولا بقيمنا قائلاً:"تلفزيون الواقع يقدم دروساً إنسانية على الهواء مباشرة" وحشى مقاله بالغرائب والعجائب فهو تارة يمجد القنوات الغربية لأنها لا تفتح البث بآيات من الإنجيل الذي سماه مقدساً، وحاشا أن يكون الإنجيل الذي بين أيديهم مقدساً وهو المليء بالتحريف والتخريف، ثم يذكر أمراً غريباً وهو أن التلفزيون الذي اخترعه المجتمع الرأسمالي الصناعي لا يمكن أن يقوم بأي وظيفة طوال ساعات بثه إلا التسلية والترفيه، هذا ما ذكره وكأن الإنسان خلق من أجل التسلية والترفيه يعكف عليهما طوال ساعات فراغه وعلى الدنيا السلام ، ثم زعم الدكتور أن تصوير أولئك الشباب طوال ساعات الليل والنهار هو جزء مما سماه من منهجية المراقبة التي تفيد بزعمه في مجال البحث العلمي ودراسات الاتصال الإنساني، وأنا أقول : يا عباد الله هل نفسد الدين والأخلاق والقيم من أجل جمع حفنة من الشباب والشابات الذين يعلم الله تعالى وحده مدى فهمهم وثقافتهم ثم ندعي أن جمعهم على هذا الوجه يفيد في الدراسات التحليلية العلمية في علم الاتصال؟!! هل بهذا الجمع المشبوه الفاسد تستفيد الأمم والمجتمعات؟!! أليس هناك وسائل أخرى أكثر التصاقاً بالدين والخلق؟!!
ثم زعم هداه الله تعالى إن مشاهدة هذه البرامج لها تأثير إيجابي مباشر على سلوك المشاهد في تعلم مفردات سلوكية جديدة عن طريق النقد أو الاتباع لما يراه من سلوكيات إيجابية إلى آخر زعمه العجيب، وأنهى مقاله بالإشادة بالسعودي الأول المتفوق الرائع الخلاوي الذي توازن في علاقاته مع الشباب والشابات !!!
ولا أقول إلا: إنا لله وإنا إليه راجعون !، كيف يكتب أمثال هؤلاء ناسين أو متناسين تماماً شريعة الإسلام وأوامره ونواهيه، ويشيدون بأفعال هم يعلمون أن الشرع لا يقرها وأنها حرام محض وأنها مفسدة للأجيال، وأنا أقول لك يا دكتور أنمار: اتق الله وأعد الجواب بين يديه لهذا الذي تشيعه في الأمة من إشادة بهذه البرامج التي هي حرام محض والتي إن أتت بفائدة موهومة فقد جرّت علينا مفاسد لا حصر لها وأذكرك بقول الله تعالى: "إن الله لا يصلح عمل المفسدين".
ثم جاء شخص آخر في الجريدة نفسها وفي العدد نفسه ليفوه بكلام عجيب مريب وهو محمد الألمعي وخلاصة كلامه هجوم على الملتزمين من الشباب الجاد ، ثم ذكر أن لمشاهدة مثل هذه البرامج قيمة اجتماعية وتربوية وأخلاقية لا يمكن للكبت والعزلة والتوجيه القسري العائلي أن يوفرها، وأن مثل هذه البرامج تشجع الشباب والشابات على التنافس مع أترابهم وأترابهن في البرنامج ومن ثم الارتقاء بالقدرات والمواهب والحث على المثابرة.
وبعد هذا الكلام العجيب المبتوت الصلة تماماً بالدين الإسلامي وتعاليمه التي تحرم تماماً هذا النوع من الفساد المعيب ، بعد هذا الكلام قال كلاماً آخر خلاصته أننا نقوم هذه البرامج بناءً على تقاليدنا وعاداتنا لذلك كان مختلاً . وأنا أعجب وأقول : إن التقويم لا بد أن يستند إلى أصل أصيل لا يتبدل ولا يتغير وهو هنا دين الإسلام والشرع المطهر ومبادئ الحلال والحرام فيه التي إن فهمناها سندرك تماماً أن هذه البرامج حرام حرام حرام وأنها أداة ضخمة لتغريب المجتمع وإفساد الدين والأخلاق، وتجرئ فتياتنا الطاهرات العفيفات على مثل هذا الفساد الخطير.
وأنا أقول : هل ترضى يا دكتور أنمار ويا أخ محمد الألمعي لبناتك الاشتراك في هذا البرنامج ؟! فإن كنتما ترضيان فلا كلام لي معكما، وإن كنتما ترفضان فكيف تثنيان على البرنامج هذا الثناء وتزكيانه هذه التزكية المنبتة الصلة تماماً بكل تعاليم الإسلام العظيم؟!!!
ولنترك الحديث مع هذين الأخوين جانباً لنتحدث عن هذا البرنامج وأثره الخطير، إذ آخر الإحصاءات القريبة تقول : إن برنامج "ستار أكاديمي" حصل من السعودية وحدها على أحد عشر مليوناً من الاتصالات فهل هذا معقول؟! وهل تردى شبابنا وشاباتنا إلى هوة عميقة من التفاهة ودناءة الأهداف والغايات إلى هذا الحد ؟! فهذا مؤشر خطير على المستوى الثقافي والفكري لأبنائنا وبناتنا ، وعلى علماء الفكر والاجتماع وعلى الدعاة والوعاظ والمشايخ وعلى التربويين جميعاً العمل على تدارك ما يمكن تداركه والارتقاء بأبنائنا وبناتنا وحمايتهم من هذا الفساد المبرمج الخطير، وإليكم ما قاله الأستاذ محمد يوسف المليفي في جريدة السياسة عدد 17/12/1424 تحت عنوان "هكذا يخنثون الشباب":
"اتصالات كثيرة جاءتني من عدد من الأمهات والآباء يطلبون مني أن أصرخ عنهم عبر زاويتي لإيقاف هذا العبث الأخلاقي الذي غزا عقول شبابنا وبناتنا على مدار الساعة، وتقول لي إحدى الأمهات: رأيت أحد المشاركين بالبرنامج كيف أنه بعد أن تمت التصفيات بين بعض الفتيات فخرجت إحداهن من هذا الماخور الذي يسمونه زوراً وبهتاناً الأكاديمية ثم وضعوا الكاميرا على صديقها الذي تعرف عليها في هذه المسابقة اللعينة فكان يبكي كالبنات ويضرب الطاولة بيده وهو يقول: آه، ما أقدر على فراقها، فتأتي فتاة أخرى وتضمه وتقبله، فيقوم ويقبلها ويضمها وهو يفرك رأسه على صدرها مردداً أنا أحبها... ثم يأتي صديقه ليهدئه على فراقه لفتاة أحلامه فيقوم بضم صديقه ويتمايل على جسده...وهكذا ...مشاهد حقيرة وساقطة ومائعة يراها كل شبابنا وبناتنا لتزرع في نفوسهم أبشع صور السقوط والانحطاط، ويصبح ما رأوه طبيعيا في حياتهم ، وهكذا يخنثون الشباب ، إلى آخر ما قاله الأستاذ وفقه الله تعالى، وأبعث من كلامه صورتين إلى الدكتور أنمار والأخ محمد الألمعي مع التحية.
وأخيراً أقول في نقاط موجزة ما يلي:
1. إن الله تعالى لم يخلق الإنسان للترويح والترفيه إنما خلقه لغاية جادة وهي عبادته وعمارة الأرض بموجب ما يريد سبحانه، وللترويح في الإسلام جانب لا يطغى فيه الهزل على الجد، ولا الدنايا وسفاسف الأمور على معاليها على أن الشريعة الإسلامية انفردت بين كل الأديان والمذاهب ببيان صور من الترويح المباح وزانت بها الشخصية الإنسانية على نحو فريد.
2. إن هذه البرامج لا يمكن أن تصور واقعنا، فواقعنا مخالف تماماً لهذا، ونحن نجاهد في هذه الحياة لعبادة ربنا كما شرع سبحانه، ونجاهد لعمارة الأرض وإقامة الحضارة المادية المتوازنة المرتبطة بالروح المؤمنة، ونجاهد للحصول على حقوقنا السليبة، ومقدساتنا المدنسة، وهناك أكثرية من الشعب العربي والمسلم يجاهد للحصول على لقمة كريمة ومعيشة شريفة، فمثل هذه البرامج لا تصور واقعاً ولا تشرف أحداً.
3. إن الإشادة التي نلحظها بدخول واحد من أبناء هذه البلاد إلى هذه البرامج لهي إشادة مريبة مشبوهة تدعو سائر الشباب إلى الاقتداء بهذا المثل السيئ حقاً ولا تفيد في شيء.
4. إن هذه البرامج تهدف إلى تسويق الفجور وتعويد الشباب على الفسق تحت ستار التعايش الواقعي؛ لذلك لا أملك إلا أن أدعو للثلاثة الذين وصفوا البرنامج وصفاً "واقعياً"وهم الأستاذ خالد باطرفي الذي حذر أصحاب القنوات السعوديين ودعاهم إلى تقوى الله، ولكني أطلب منه أن يراجع مسألة الرأي والرأي الآخر التي ذكرها في صدر الكلام عن هذا البرنامج لأن الرأي الآخر إذا كان شاذاً أو جامحاً تجاه تقرير الرذائل فإنه لا يجوز عرضه لأنه يضل به أناس كثيرون ، وهو نفسه حفظه الله طالب بمنع البرنامج وأمثاله وهو كلام حق رائع، وكذلك كلام الأستاذ وليد البسام الذي عنون لمقاله:" إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة" وهو عنوان موفق، وكذلك الأستاذ خالد السليمان الذي عنون لمقاله عنواناً موفقاً أيضاً:"ستار أكاديمي: تسويق للفجور".
5. ثم إني أدعو للأخوين د. أنمار ومحمد الألمعي بالهداية وعدم كتابة ما يمكن أن يؤاخذوا به في الآخرة فمسؤولية الكلمة عظيمة، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في نار جهنم سبعين خريفاً نسأل الله لي ولهما ولسائر المسلمين السلامة، والله الموفق.
منقول من موقع التاريخ
ويشهد الله كم أكره هذا ( الرجل ) وودي لو إني أشوفه في جده عندنا وأرويه نجوم الليل :wacko: في عز الظهر ngry:
محبكم / أبو أسامه :wub: