"نوال السعداوي" السعودية
الجمعة 18, ديسمبر 2009
محمود المختار الشنقيطي
لجينيات ـ لا يحتاج القارئ إلى كثير تفكير ليعرف أني أقصد بهذه العنوان تلك الكاتبة التي قالت أنها سوف تتزوج بأربعة رجال،والحقيقة أن أوجه الشبه بينهما متعددة – لا أقصد حرف النون الذي في مستهل اسميهما – والحقيقة الثانية أن (نوال السعداوي) السعودية،تفوقت على أستاذتها نوال السعداوي المصرية.
قبل أن أذكر أوجه الشبه أشير إلى أن الخلاف الرئيس ليس على أن تعدد المرأة الأزواج،ولا أن تنسب أبناءها إليها،أو تدعو إلى أن يتحجب الرجل - كما تدعو إلى ذلك الدكتورة نوال السعداوي - كل تلك الموبقات،ليست هي القضية،بل القضية هي الإيمان بوجود الله،سبحانه وتعالى،والتصديق بما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولو أن (النوالين) قالتا أنهما غير مؤمنتين بوجود الله،سبحانه وتعالى،لارتاحتا،وأراحتا. وقد سئل{لاحظت الخطأ عند إعادة القراءة،لتصيد الأخطاء،فتركته عامدا} نوال السعداوي (فرع مصر) إن كانت تؤمن بوجود الله،فزاغت،وراغت،وقالت أنها تؤمن بقيم (الخير،والحق ..).
نعم،هذه هي القضية،من لا تؤمن – أو لا يؤمن – بوجود الله،فكل قضية بعد ذلك – وإن عظمت – لا تعد شيئا،بالقياس على القضية الكبرى.
نعود لأوجه الشبه بين (النوالين) :
أولا : كنت سوف أقول أن الشبه الأول،أن على كل منهما أن تشكر الله على نعمة الحجاب. ثم وجدت أن هذه الإشارة ليست من الفكر في شيء،فتجاوزتها. مع ذلك فأنا أحمد الله على نعمة الحجاب،فمن لم تفتنك بجمالها،آذتك بعكسه.
أولا : إذا كانت (نوالس) – أي نوال السعودية – تقول : ( أصل الموضوع كان تعنتي وإصراري على أحادية العلاقات) فقد سبقتها (نوالص) – نوال المصرية – فقالت في مؤتمر نسائي عقد في العاصمة الكينية نيروبي :
(نحن من أنصار "الوحدانية" أو "التعدد"للطرفين حتى لا يسود الزيف والظلم والازدواجية في القيم والأخلاق){جريدة المسلمون العدد 243 في 9/2/1410هـ = 29/10/1989م}.
ثانيا : تقول (نوالس) (أما عن النسب فتحليل الحمض النووي "DNA" سيحل المشكلة) . وقد قالت (نوالص) في مؤتمر نيروبي : ( إذا كان يسمح بتعدد الزوجات وليس بتعدد الأزواج منعا لضياع النسب وعدم معرفة الأب فلماذا،مع التقدم العلمي لا يسمح بتعدد الأزواج؟){ المصدر السابق}. معلوم أنها تقصد بالتقدم العلمي (الحمض النووي).
تلميذة تتفوق على أستاذتها!!
مع شديد الأسف،فإن (نوالس) بزت أستاذتها (نوالص)،وتفوقت عليها.
(نوالص) دعت إلى (الوحدانية) أو (التعدد) للجميع،مما يشي بأن الموضوع من باب الفكر. هي تطرح (فكرة)،تبين وجهة نظرها. أما (نوالس) فقد (شطحت) وحددت أربعة رجال،وكيف ستختارهم : (أختارهم مختلفي الأشكال والأحجام،أحدهم ذو لون أشقر،وآخر ذو سمرة بقامة طويلة أو ربما قصيرة) ولو سمحت لها الجريدة التي نشرت المقالة، قد (تشطح) في ذكر مزيد من التفاصيل عن (أزواجها)!! بالمناسبة تلك الصحيفة التي نشرت مقالة (نوالس)،أقرب ما تكون إلى (الناطقة الرسمية) بلسان الكنسية المصرية،ولا تترك فرصة للإساءة إلى الإسلام إلا استغلتها،فهنيئا لهم بها،وهنيئا لها بهم (اتلم المتعوس على خايب الرجا)
لا نعلم حقيقة،لماذا حددت (نوالس)،عدد أزواجها بأربعة؟!!!! – الإشارة في (أو تسعة) واضحة - هل هو التقليد للرجل والسلام؟!!! أم أنها (تنورت) عن طريق (الفن) فشاهدت أحد الأفلام المصرية،وبالتحديد ذلك المشهد الذي يدخل فيه أربعة رجال على امرأة،من أجل سؤالها عن فتاة مفقودة. فتدخلهم إلى المنزل،وتقول : أربعة رجاله مرة وحدة .. أحمدك يا رب!!! وخشيت أن يظن المشاهد الساذج أن المقصود أربعة خطاب – مثلا – ثم تنتقي منهم واحدا،تكمل المرأة قائلة : والله ميهمنا العدد!!!
من قرأ مقالة (نوالس)،يعرف أنها تظاهرت بــ(العقلانية) وهي تبحث عن سبب مقنع لمنع تعدد الأزواج،ولا ندري كيف فات على الكتابة،وهي ترد عن إحدى تلك الحجج،أنها قارنت نفسها بــ(المومسات)،والزوجة الخائنة في أفضل الأحوال،وهي تسعى لإثبات أن المرأة تستطيع أن تتعامل مع عدد من الرجال!!!!! نعود للحديث عن (العقلانية) التي تختفي خلفها الكاتبة،ولا ندري كيف نسيت أن تخفض عدد أزواج المرأة،بسبب أن المرأة لها خصوصيتها،أو تعاني ما لا يعانيه الرجل؟!!!
مع شديد الاعتذار لكل السيدات الفضليات،والفتيات الشريفات،جاء في جريدة غير إسلامية :
(تعاني المرأة من بعض التوتر والعصبية قبل بدء الدورة الشهرية،ونزول دم الحيض. ويطلق الأطباء على هذه الظاهرة عبارة (أعراض ما قبل الدورة الشهيرة) ويعاني من هذه الظاهرة 90بالمائة من النساء (..) يطلق على أعراض ما قبل الدورة الشهرية (PMS) بتعبير آخر هو التوتر المصاحب لما قبل الدورة الشهرية،ومن بين هذه الأعراض،الضيق والحدة والتذمر والتغير المزاجي وزيادة الوزن وحساسية الثديين وزيادة الشهية إلى الطعام والإمساك وحكة الجلد والحساسية وخشونة التصرف والصداع وآلام الظهر والأرق والخمول والاكتئاب وفقدان الرغبة في الجنس .. بل الرغبة الخفيفة في تدمير الذات){ جريدة الهدف الكويتية العدد 1379 في 2/6/1415هـ = 5/11/1994م}.
أولا : سبق أن نقلت هذا النص في مقالة (لعنة الأنوثة)،وزعمت أنه يهدف إلى جعل المرأة – الفتيات خصوصا - تكره (أنوثتها)،لذلك فإنني أكرر اعتذاري– لسيداتنا الفاضلات،وفتياتنا الشريفات – عن نقل هذا النص،ولا زلت عند رأيي في أنه يسعى لدفع المرأة إلى كراهية نفسها.
ثانيا : يبدو أن تلك الأعراض مجتمعة قد هاجمت (نوالس)،مما جعلها تكتب تلك المقالة!! لا تخلو المقالة من (الضيق،والحدة،والتذمر،وخشونة التعبير .. وعوارض أخر.
ربع (نوالس)!!
كثيرا ما قرأت عبارة ترددها الناقمات على شرع الله في تعدد الزوجات { ذلك الحل الرباني الرائع،والذي أفسده الرجال .. نعم الرجال ثم النساء} وهي وصف زوجة المعدد بأنها حصلت على (نصف زوج) أو (ربع زوج) ... وعلى (القياس) نسأل : هل يعني ذلك أن كل واحد من (أزواج) الدرة المصونة (نوالس)،قد حصل على (ربع نوالس)؟!!! هذه والله أم المصائب .. وأبوها!!
وبعد ... أولا : لولا أن أحد إخواننا كتب هنا – في موقع "بناء" – مقالة تحت عنوان ( كاتبة سعودية تطالب بالزواج من 4 رجال،يا فضيحتاه){بعد كتابة هذه الأسطر رأيت من أنزل المقالة،وكتب عنها أخ آخر،في نفس هذا الموقع }،لما كتبت عن الموضوع،إذ أن هناك مشكلة حقيقية في هذا الزمان،وهي أن من يبحث – أو تبحث – عن الشهرة فعليه بمهاجمة الإسلام،وثوابته .. فذلك يدر (الشهرة) العريضة،وربما (اللجوء السياسي)،كما حدث مع الدكتورة نوال السعداوي – وغيرها – حيث يغدق عليهم (زرق العيون) الخيرات .. وفي حالة (نوالس) ربما أمنوا لها (الأزواج أيضا)!!!
ثانيا : من حق – من الواجب على - كل من رأى انتهاكا لشرع الله أن يغضب،ولكن عليه ألا ينسى،أن هذه الدنيا زائلة .. وقد روي عن الحبيب صلى الله عليه وسلم قوله – في ما معناه – يؤتى بأشد أهل الدنيا تنعما،فيغمس في النار غمسة ثم يسأل : هل رأيت نعيما قط؟ فقول : لا يا رب. ويؤتى بأشد أهل الدنيا بؤسا فيغمس في الجنة غمسة،ثم يسأل: هل رأيت بؤسا قط؟ فيقول : لا يا رب.
فاللهم أرنا الحق حقا،وارزقنا إتباعه،وارنا الباطل باطلا،وارزقنا اجتنابه،وأجرنا من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن. واردد إليك أمتك (نادين البدير) ردا جميلا.
محمود المختار الشنقيطي – المدينة المنورة
لجينيات