جماعة الشريعة: الشهادة ليست خسارة
كتبها إمارة القوقاز ، في 10 مايو 2010
عندما يستشهد أحد الإخوة الشباب في أول معركة له، العديد من ضيقي الأفق يقولون: "ما الفائدة التي قدمها؟ لقد كان شابا وكان لا يزال لديه الكثير ليقدمه للإسلام".
هذه الحجة، التي نسمعها في كل مرة، عندما يقتلون في مواجهة أحد المسلمين.
بهذه الكلمات يريدون أن يقولوا بأن الإخوة قد ماتوا بلا غاية وبدون فائدة، وليس هناك بركة في هذا الجهاد، ولو كان هناك بركة، لما فشلوا في ساحات المعارك. لذلك، بصراحة يشككون في الجهاد، ويشككون في المجاهدين، وويحاولون أن يقللوا من قيمة أفعال أولئك الذين إستشهدوا في سبيل الله.
(وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ نَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ هَلْ يَرَاكُمْ مِنْ أَحَدٍ ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ) 127 سورة التوبة
في الواقع كل شيء خلاف ذلك تماما. فالله يذكر المجاهدين في القرآن:
(ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ) 120 سورة التوبة
في الواقع كلمات الشفقة المختلقة لأولئك الذين تركوا ساحات الجهاد، الذين يكشفهم الله سبحانه وتعالى:
(يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ ۚ قُلْ لَا تَعْتَذِرُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ ۚ وَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) 94 سورة التوبة
هذه الآية نزلت في أولئك المنافقين الذين تخلفوا عن الجهاد بدون سبب وجيه. وبتحديد أكثر، كذلك أولئك الذين يصفون أنفسهم بالمسلمين وقاموا بترك النبي قبل معركة أحد. رؤوس النفاق عبدالله بن سلول و300 شخص الذين تركوا بنفس الطريقة رسول الله قبل بداية المعركة، بعد قولهم أنه ليس هناك جهاد، وإذا جرى فسوف يقتلون.
لذلك أولئك الذين تركوا الجهاد يجب أن يعتزلهم الناس. وأمر الله المؤمنين أن يبتعدوا عن أمثال هؤلاء،حيث أنهم شر وغير جديرين أن أن يشدوا إنتباه المسلمين. التوبيخ والعقاب لن يفيدهم، ويكفي أن يكون ملجؤهم جهنم، الذي إستحقوه بكلماتهم وأفعالهم.
(فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ ۖ إِنَّهُمْ رِجْسٌ ۖ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) 95 سورة التوبة
لذلك مصيرهم هو الذي يستحق التأسف، حيث أنهم أغوتهم هذه الدنيا وآثامهم وبنفاقهم أمام الآخرين.
المسلمون يؤمنون بالله وكتابه، الذي جاء فيه:
(إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) 111 سورة التوبة
ما هو أغلى شيء عند المرء؟ إنها الحياة. وما هو أغلى شيء عند الله، الذي نناضل من أجله؟ إنها الجنة. وعقد الله صفقة مع المؤمنين، بعد أن إشترى أرواحهم، التي يعيدونها إليه، مقابل الجنة. والشرط هو الجهاد في سبيل الله والموت في المعركة مع الكفار لرفع اسم الله ودينه.
ويؤكد الله هذه الوعد في التوراة، والإنجيل، والقرآن. والوعد لا يتبدل منذ لحظة نزول التوراة وسيظل إلى يوم القيامة! ويسأل الله المجاهدين: (وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ)، وهذا أمر منتهي ورب العالمين لن يبدل وعده. (فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ). وجميع الرسل بشروا بهذا الوعد الحق.
الجهاد والموت في سبيل الله – هو النجاح. وأحد الإخوة قبل أن يستشهد بمدة قصيرة قال بأنه أكمل أهم، ادوم شيء في حياته، بعد النفرة إلى الجهاد. إن لله فهما مختلف تماما حول حقيقة أولئك الذين يقدمون الحياة الآخرة على حياتهم ويعيدونها طوعا مقابل وعد الله.
لذلك من يجب أن نصدق: الله ورسله أم الذين يشتبكون في الإفتراءات؟ الجواب واضح.
فقط قليلو الإيمان والمنافقون يشكون في النهاية، حيث أنهم لو صدقوا وعد الله، لإنضموا حتما إلى المسيرة.
لذلك سورة التوبة أكره سورة للمنافقين، حيث أنها تدحض كل حججهم المضللة وأخرجت نفاقهم.
لذلك ليس هناك ضرورة لشفقة المنافقين، الذين هم أجدر بالشفقة، فنحن لسنا في حاجة لدموع التماسيح التي يذريفونها على الإسلام والمسلمين، فنحن لسنا بحاجة لأي شيء منهم. نحن يكفينا الله، رب العالمين!
(إِنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ يُحْيِي وَيُمِيتُ ۚ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ) 116 سورة التوبة
يا أيها المسلمين الصادقين في عهدهم مع الله! اثبتوا على وعد الله، وشجعوا بعضكم في الجهاد وساعدوا بكل وسيلة! وانقلوا أخبار الجهاد الجيدة! وستحققون نجاحا كبيرا. ولن تكون إنجازات أي أحد أكثر هيبة ومجدا، لأنكم ستجدون السعادة والهناء الداخلي، وكذلك أعظم متع الجنة – الثناء من الله.
وإذا أردتم الحقيقة الكاملة حول الجهاد، ودرجته وقيمته، فعندها انظروا إلى درجة الصفقة.
إن الله سبحانه اشترى أرواحكم. في المقابل يعدكم بالجنة، أفضل ما يمكن أن يتمناه المرء. ببيع حياتكم ومالكم أغلى ما عندكم. كذلك انظروا يد من الذي يعقدون الصفقة معه: إنها يد خير المرسلين. كذلك انظروا إلى أين كتبت شروط الصفقة! إنه أعظم ما أرسله الله، وأنزله لخير أمة!
ولأجل هذا: (انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) 41 سورة التوبة
النصر أو الجنة! الله أكبر!
جماعة الشريعة
http://caucasusemirate.maktoobblog.c...7%d8%b1%d8%a9