الكتاب القيم : الرضا بعد القضاء قصص حكم وفوائد
فإن هذه الدنيا لا تخلو من المصائب والمحن والرزايا ولا ينتظر فيها الصحيح إلا السقم، والكبير إلا الهرم، والموجود إلا العدم، وأن الله جلَّ وعلا كتب مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سَنَة
من أقوال الصحابة والسَّلف الصالح
رُوي أنَّ أبا بكر رضي الله تعالى عنه كان إذا عزَّى قومًا قال:" ليس مع العزاء مصيبة ولا مع الجزع فائدة والموت أشدّ مما قبله، وأهون مما بعده، فاذكر مصيبتك برسول الله r تَهُن عليك مصيبتك"
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:" إن الخير كُلُّه في الرِّضا، فإن استطعت أن ترضى وإلَّا فاصبر"
قال علي رضي الله عنه:" الصِّبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، ولا إيمان لمن لا صبر له"
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:" الصَّبر نصف الإيمان واليقين الإيمان كُلُّه"
إنَّ مِنَ الشِّعر لَحِكَمَةً
عزَّى الإمام الشافعي رحمه الله صديقًا له، فقال:
إنَّا نُعَزِّيكَ لا إنِّا على ثِقَة من الحياة ولكن سُنَّة الدِّينِ
فما المُعزَّى بباقٍ بعدَ مَيِّتِهِ ولا المُعزِّي ولو عاشا إلى حينِ
ألا إِنَّما الدُّنيا غضَّارةٌ أيكةٍ إذا اخضرَّ منها جانبٌ جفَّ جانبُ
فلا تفرحنَّ منها لشيءٍ لن تَفيدَه سيذهب يومًا مثل ما أنت ذَاهِبُ
وما هذه الأيَّام إلَّا فجائعُ وما العيشُ واللَّذاتُ إلا مصائبُ
اصبر لكلِّ مُصيبةٍ وتجلدِ واعلم بأنَّ المرءَ غيرُ مخلدِ
أو ما ترى أنَّ المصائبَ جَمةٌ وترى المنيةَ للعبادِ بمرصِدِ
من لم يصبْ ممن ترى بمُصيبةٍ هذا قَبيلٌ لست فيه بأوحدِ
وإذا أتتك مُصيبةٌ تشجى بها فاذْكُرْ مُصابَكَ بالنَّبيِّ مُحمدِ
ساهم في نشره فكم بيننا من حزين لعله يصله هذا الكتاب فتنال الأجر من الله تعالى بإزالة همه