مهور النساء وحياتهن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم
1- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : " جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إني تزوجت امرأة من الأنصار .... قال: وعلى كم تزوجتها؟ قال: على أربع أواق فقال النبي صلى الله عليه وسلم" على أربع أواق؟ كأنما تنحتون الفضة من عرض هذا الجبل ... " رواه مسلم في النكاح حديث (1424) والأوقية أربعون درهماً .
2- وهبت امرأة نفسها للنبي صلى الله عليه وسلمفما رغب فيها ، فقال رجل: فزوجنيها يا رسول الله إن لم تكن لك بها حاجة. فقال: هل عندك من شيء تصدقها ؟ فقال: ما عندي إلا إزاري هذا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إزارك إن أعطيتها جلست ولا إزار لك فالتمس شيئاً، قال : ما أجد، قال: التمس ولو خاتماً من حديد، قال: فالتمس فلم يجد شيئاً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هل معك من القرآن شيئ؟، قال: نعم سورة كذا و سورة كذا لسور سماها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : زوجتكها بما معك من القرآن " متفق عليه ورواه عدد من الأئمة منهم مالك والشافعي وأحمد من حديث سهل بن سعد.
3- وروى أحمد والترمذي بإسنادهما عن عامر بن ربيعة عن أبيه أن امرأة من فزارة تزوجت على نعلين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرضيت من نفسك ومالك بنعلين؟ قالت: نعم فأجازه. قال الترمذي حديث حسن صحيح وضعفه بعض الأئمة .
4- عن ابن سيرين عن أبي العجفاء السلمي قال : قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- لا تغالوا صدُقة النساء فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا أو تقوى في الآخرة لكان أولاكم بها النبي صلى الله عليه وسلم ما أنكح شيئاً من بناته ولا نسائه على أكثر من ثنتي عشرة أوقية " رواه الترمذي في النكاح حديث (1114) وقال: هذا حديث حسن صحيح وقال بعده " والأوقية عند أهل العلم أربعون درهماً وثنتا عشرة أوقية أربع مئة وثمانون درهماً " ورواه أحمد في مسنده حديث (340 ) وصححه أحمد شاكر .
فهل نساء هذا العصر ومنهن صواحب المنتدى يرضين بمثل هذه المهور تأسياً بالصحابيات الكريمات اللاتي تعدل الواحدة منهن ملىء الأرض من أمثالهن؟، وهل يرضين أن يعشن مثل معيشتهن ويسكن في مثل مساكنهن ويلبسن مثل لباسهن ويتخلقن بمثل آدابهن وأخلاقهن ويخدمن أزواجهن كخدمتهن؟!.
إن المرأة في بعض المجتمعات الاسلاميه والعربيه تعيش حياة لا يلحقها فيها النساء لا في الماضي ولا في الحاضر فالمرأة في الهند هي التي تدفع المهر، وفي أوربا وأمريكا لا تكلف المرأة زوجها عشر هذه التكاليف التي تكلفها هنا النساء أزواجهن بل يقاسمن أزواجهن في تكاليف الحياة.
وأقول : لا وجه لتجمع النساء في المنتديات للمطالبة بحقوق النساء ولا داعي لمطالبة بعض الأحزاب بهذه الحقوق فالظلم متبادل بين الرجال والنساء فمن له حق على الآخر إما أن يصبر وإما أن يرفع قضيته إلى المحاكم الشرعية ، شأن المظالم في هذا الباب شأن المظالم الأخرى الواقعة من الرجال على الرجال ومن النساء على النساء، ولا يجوز للمسلمين أن يركضوا وراء أعداء الإسلام فإن هذه التجمعات والمطالبات إنما هي من أساليبهم وأوضاعهم السيئة المظلمة التي لا يوجد لها حلول في أديانهم المحرفة هي التي دفعتهم إلى هذه التكتلات والمطالبات، أما ديننا والحمد لله ففيه من النصوص والأحكام ما يحمي كلاً من الرجل والمرأة من الظلم في أي ميدان من ميادين الحياة وفيه الحلول الحاسمة لكل المشكلات.
والمحاكم في هذه البلاد ولله الحمد تعطي المرأة حقها قبل الرجل والمجتمع يحترمها ويغار عليها ويذب عنها فحال المرأة هنا غير حالها في الدنيا جميعها.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه
ربيع بن هادي عمير المدخلي
5 ذي الحجة 1424هـ