بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه الى يوم الدين... وبعد
قال تعالى
لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78)
المائده
أمة الاسلام يامن قال فيكم ربكم عز وجل
كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ ۚ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110)آل عمران
احذروا ان تصلوا الى المستوى الذي توعدكم ربكم فيستبدلكم بغيركم
تذكروا قول الله عز وجل
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54)
المائدة
ايها المسلمون تدبروا كلام ربكم تعرفوا على الاسباب التي ادت ببنىء اسرائيل الى ان يلعنهم الله (كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه) وها نحن اليوم نكرر جريمتهم النكراء ونصمت امام سيل المنكرات الجارف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق)
ونحن اليوم يا امة الاسلام نطيع المخلوق ونعصي الخالق بالصمت على استحلال المحرمات من قبل الانظمه العلمانية العميلة التي تنفذ مخططات اعداء الدين نلتزم الصمت بعد ان استبعد شرع الله ورضينا بالتحاكم الى الانظمة الوضعية الكافرة التزمنا الصمت عندما اشيعت المعاصي واستحلت وبشكل علني وتم تأسيس المؤسسات وتجيش الجيوش لخدمتها وحمايتها والذي يحميها الجندي المسلم الذي من المفترض عليه ان يحمي حمى الاسلام لا حمى الطواغيت ومؤسساتهم ان من اسباب اعلان الجهاد التعدي على الارض والدين والاعراض ولايخفى عليك اخي المسلم ان كل هذه الامور قد انتهكت من قبل الانظمة العلمانية العميلة
أنهلك وفينا الصالحون ؟
روى البخاري ومسلم عن زينب بنت جحش رضي الله عنها (( أن النبي صلى الله عليه وسلم استيقظ من نومه فزعاً وهو يقول : " لا إله إلا الله . ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذا – وحلق بين إصبعيه السبابة والإبهام – " فقالت له زينب رضي الله عنها : يارسول الله ، أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال : نعم إذا كثر الخبث
كونك مسلم يا عبدالله يجب عليك ان تهتم لامر الدين والاصلاح وتغيير المنكر بدرجاته.. و في الحاله التي نتكلم عنها لن يتم تغيير المنكر الا بالعودة الى الكتاب والسنة والتكاتف والاعتصام بكتاب الله والعمل مع الموحدين المخلصين لهذا الدين
قال تعالى
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102)
وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103))
آلعمران
اخي من اجل ان يعود للامة سؤددها يجب علينا الامتثال لامر الله والالتفاف حول كتابه عز وجل والتمسك به والعمل بما جاء فيه ولن يتم لنا ذلك الا اذا نبذنا الخوف من غير الله وعملنا مجتمعين على تغيير هذا المنكر العظيم الذي هو ابعاد الشرع عن التحكيم بالجهاد في سبيل الله...اعلان الجهاد على هؤلاء الطواغيت في كل بقعة من بقاع الوطن الاسلامي فالجهاد كما ذكرت سابقا فرض عين على كل مسلم لاستعادة الشريعة التي نقضها اذناب الاستعمار و مخلفاته فلا يجب ان نخاف منهم كخوفنا من ربنا فإن عذاب الله اشد فالحذر الحذر من الوقوع في شرك الخوف فتترك ما يجب عليك من الجهاد والامر بالمعروف والنهي عن المنكر خوفا من بشر.. فالخوف لايجب الا من الله قال تعالى
{وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبّهِ جَنَّتَانِ} [الرحمن:46]، وهذا الخوف من أعلى مراتب الإيمان،
فالخوف من العبادات التي لا يجوز ان تصرف لغير الله لان الله يغضب وكذلك نبيه صلى الله عليه وسلم يغضب اذا صرف شيئا" من العباده لغير الله وهكذا خليفته ابا بكر رضي الله عنه غضب واشتد غضبه لقتال المرتدين فالمسلم لايرضى ان تنتهك حرمات الله وفي صدره قلب ينبض وفي عروقه دم يجري
فيجب على كل مسلم ان يستشعر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال : ( بينا أنا قائم إذا زمرة ، حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال : هلم فقلت : أين قال : إلى النار والله ، قلت : وما شأنهم ؟ قال : إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى ، ثم إذا زمرة ، حتى إذا عرفتهم ، خرج رجل من بيني وبينهم فقال : هلم : قلت : أين ؟ قال : إلى النار والله ، قلت : ما شأنهم ؟ قال : إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى ، فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم ) .
وعن سهل بن سعد قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم- : ( إني فرطكم على الحوض ، من مر علي شرب ، ومن شرب لم يظمأ أبداً ، ليردن علي أقوام أعرفهم ويعرفوني ، ثم يحال بيني وبينهم ) ، زاد أبو سعيد : ( فأقول : إنهم مني ، فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ، فأقول : سحقاً سحقاً لمن غير بعدي ) .
فيا اخي المسلم هل ترضى ان يبعد شرع الله وتحكم القوانيين الوضعية وتستبدل الحياة من ايمانية الى حياة جاهلية بهيمية يأمر فيها بالمنكر وينهى عن المعروف ويقرب الخائن ويبعد المؤمن الموحد الصادق وتستنزف مقدرا ت الامة على الفجور وتدمير الاسلام والمسلمين فأنت غدا موقوف بين يدي ربك ومسئول عن ما يحدث لانك مسلم ولم يتمعر وجهك في الله قط فلا يكفي ان تكون صالح في نفسك وتتفرج على انتهاك حرمات الله.. معدوم الغيره وكأن الذي يحصل لايعنيك بشيىء ولا تجعل همك ان يرضى عنك الخلق بمسايرتهم وتلطيف ما يروجه مشايخ السلاطين لترك فريضة الجهاد بحجة درء الفتنة وعدم اكتراثهم لغضب الرحمن وانعدام غيرتهم على حرمات الله المنتهكه
ذكر ابن ابي الدنيا (انه اوحي الى يوشع بن نون( اني مهلك من قومك سبعين الفا" من خيارهم وستين الفا من شرارهم) قال يارب هؤلاء الاشرار فمابال الاخيار قال انهم لم يغضبوا لغضي وكانوا يواكلونهم ويشاربونهم .
وذكر ابن عبد البر (ان الله تعالى امر ملكا من الملائكة ان يخسف بقرية فقل يار ب ان فيهم فلانا الزاهد العابد قال به فابدء واسمعني صوته انه لم يتمعر وجهه فيي يوما قط)
قال تعالى
( الم (1)
أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2))
العنكبوت
وقال ايضا
(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِنْ جَاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ ۚ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ (10)) العنكبوت
والجهاد تمحيص للمؤمنين الصادقين ليميز الله الخبيث من الطيب
قال تعالى
(أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ (142)آل عمران
لذلك ايها المسلم اذا اردت تحقيق التوحيد قولا وعملا عليك ان تخلص العمل والنية ورفع راية الجهاد لاعلاء كلمة الله وتكون في صف من ينادي للجهاد وتنصر اخوانك المجاهدين الموحدين في افغانستان والشيشان والعراق وفلسطين وفي كل مكان ولا تلتفت الى من يطعن في اخوانك المجاهدين ويصفهم بأوصاف خلت من كل القيم الاسلامية .... عليك ان تعلم ان المجاهدين الموحدين الذين يقاتلون الامريكان والصهيانة والرافضة هم جند الله الذين يسعون لاقامة الخلافة الاسلامية في ربوع الارض ومن القادة الذين برزوا على ساحات القتال في زماننا هذا اسد الجهاد شيخنا المجاهد اسامه بن لادن وحكيم الامة في عصرنا الحاضر ايمن الظواهري وامير الامارة الاسلامية بأفغانستان الملا عمر وابا عمر البغدادي امير دولة العراق الاسلامية والجنود البواسل في الشيشان والعراق وافغانستان وغيرها من بقاع الارض التي تحذوا حذوهم حفظهم الله وسدد خطاهم ومن سار معهم تحت راية التوحيد ويسقط من ذلك من قاتل تحت راية جاهلية ... فاحذر اخي المسلم من الوقوع في اعراضهم فإنهم اعلام الجهاد في وقتنا الحاضر فعلى العلماء واجب عظيم تجاه الجهاد والمجاهدين وبيان الحق من الباطل
قال تعالى
( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ ۙ أُولَٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (159)) البقرة
اخي من اجل ان يعود للامة سؤددها يجب علينا الامتثال لامر الله يجب علينا تحطيم الاصنام التي هي القومية العربية والزعامات اللاعربية الموالية التي نصبها الغرب الكافر لتحقيق مصالحه وكذلك العاطفة هي من اهم الاسباب التي تحول بين المسلم وبين تحكيم عقله على ما يجري على الساحه الاسلامية فكثير من المسلمين يعظمون هذه الزعامات ويحبونهم حب اخرق لسبب وهو اغداقهم عليهم المال ويعيشون مترفين بينما اخرين من المسلمين يعيشون في فقر مدقع بسبب سرقة هذه الزعامات لاموال الامه وحرمان هذه الزعامات لشعوبها من ابسط الحقوق فهذه الاموال التي تهدر هي حق للامة مجتمعه وليست لاحد دون احد مرجعها الى بيت اموال المسلمين وليست بنوك سويسرا وامريكا في حساباتهم يستفيد منها اعداء الدين فهذه الانظمة العلمانية تتنافس فيما بينها في ارضاء شياطين الغرب الكافر وتخطب وده وتهابه اكثر مما تهاب الله عز وجل.
هذه الانظمة يجب على كل مسلم التبرء منها لانها حادّة الله ورسوله وحاربت الاسلام في عقر داره فهم ومخابراتهم اليد الطولى للاستعمار في ديار الاسلام يهدمون الاسلام ويؤسسون الكفر
قال تعالى
لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ ۖ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ أُولَٰئِكَ حِزْبُ اللَّهِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (22)المجادلة
عليك ايها المسلم ان تحذر من الوقوع في الولاء لهذه الانظمه
قال الله عز وجل
إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55)
وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (56)
المائدة
ونهانا عزو وجل عن اتخاذ اعداء الدين اولياء
فقال
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (57)
المائدة
اخي المسلم ان الانظمة القائمة حاليا في البلاد الاسلامية ما هي الا ايدي خبيثة تريد ان تجتث الاسلام من صدور المؤمنين وتغرس محله الكفر والزندقه تنفيذا" لمخطات اسيادهم من ابناء القردة والخنازير فهذ ه الانظمة ان رأيتها من وجه النفاق فهم من اسياد المنافقين
قال تعالى
وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَىٰ شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14)
البقرة
واذ رأيتها من وجه الردة فهم سادة المرتدين لكفرهم بما انزل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم والاعراض عن تحكيمه والتحاكم الى غيره
وان نظرت اليهم من وجه الشرك فهم اذناب المشركين لانهم تولوهم فهم من منهم
قال تعالى
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51)
المائدة
لذا يجب على الامة مجتمعه السعي الى تنصيب خليفة والخليفة في العقيدة الاسلامية ليس ضروري ان يكون يحمل شهاداة عليا في العلم الظاهر من البكاريوس او الماجستير ولا حتى الدكتوراه ولا يجب ن يكون برفسور في علوم الدنيا وجاهل في امر الدين بل الذي يتولى امر المسلمين يجب ان يكون فقيها" ربانيا" وليس فقيها ماديا يتكسب من وراء منصبه عليه ان يسير على خطى الحبيب اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ومن ثم خليفته من بعده وعمر رضي الله عنهم اجمعين ولا يمنع ان يكون الخليفة فقيها و صاحب علم نافع من العلوم الدنيوية فآن الطامة الكبرى التي تعاني منها الامة ان الاستعمار سلمها الى رعاع همج متآمرون لايفقهون في دين الله شيىء فصبوا عليها الفساد والضياع صبا" كما يصب الرصاص في قوالبه.... وذلك نرى ان الكثير من المسلمين قد افتتن بالحياة المادية وركنوا الى حب لدنيا وكراهية الموت واصبحوا سطحيين كل يعيش ويفكر في نفسه فقط ولا تهمه مصلحة الاسلام بل اصبح الاسلام في المساجد ...والصلاة عادة وليست عباده ...
فالخليفة الفقيه هو السد المنيع لحماية الامة من اعداءها وهو الباب الذي يمر منه ما تحتاجه الامه فإن كان فقيه فسيراقب الله ويمنع ما يضرها وان كان جاهلا و متآمرا فلن يراقب الله وسوف يدمر الامة لارضاء اسياده ...هذا ان كان خليفة واحد على الامة فكيف ان كان عليها ما يفوق العشرة .. كلهم من اجهل الجهلاء في امر دينهم وهذا الامر واضح مما يحدث في زماننا المعاصر وما تعانيه الامه من جراء استيلاء العملاء على زعامة الامة وتمزيقها الى دويلات كل دولة تعاني من العذاب والاستعباد والذل بسبب البعد عن الله وابعاد شرع الله عن التحكيم وخيانة هذه الزعامات لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم وتنفيذ مخططات شياطين الغرب الكافر... والادلة على ذلك كثيرة منها الحرب على افغانستان والعراق واخرها الحرب على غزة....
ففي هذه الحرب افتضح كل من يسمون بولاة امور وهذا من اجمل الردود على المرجئة الذين يطبلون ويزمرون لطواغيت الامة الاسلامية فماذا هو جوابهم بعد الان وماهي اعذارهم..؟ وقد افتضح امرهم حيث انه بلغ عدد المتآمرين في هذه الحرب من الزعامة اربعه و هم الذين اصروا على اليهود بتعجيل القضاء على المقاومة في غزة واما الباقون فهم صامتون وراضون على الاحداث التي اودت بحياة الابرياء والاف الجرحى مما جعل الزعيم البعيد غير المسلم يتفطر قلبه على ما يحدث ويتخذ اجراءات ويطرد سفراء اليهود بينما القريب يتآمر او يصمت ويتفرج بل ويساعد في قتل الابرياء من الشيوخ والنساء والاطفال ويشد عليهم الحصار ويمنع السلاح ويجوع المسلمون ويحول قطاع بأكمله يعش فيه مليون ونصف انسان الى سجن عملاق يحرم فيه المسلم من العيش بسلام.
ايها المسلمون
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
سيد الشهداء حمزة ورجل قام إلى إمام جائر ، أمره ونهاه ، فقتله
اخي المسلم
ليس في الأمة كالصحابة في الإصابة للحكم المشروع ، والهدي المتبوع . فهم أحق الأمة في إصابة الحق والصواب واجدر الخلق بموافقة السنة والكتاب ، ويشهد لهذا ما رواه الإمام احمد وغيره عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: (( من كان متأسياُ فليتأس بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإنهم أبرّ هذه الأمة قلوبا ، وأعمقها علما ،وأقلها تكلفا ، وأقومهم هديا ، وأحسنهم حالا ، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه وإقامة دينه ، فاعرفوا لهم فضلهم واتبعوا آثارهم ، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم )) .
وقال صلى الله عليه وسلم: «إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرعِ، وتركتم الجهادَ، سلَّطَ اللهُ عليكم ذلاً لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم».
فالواجب علينا تجاه ما يحدث ان نتأسى بسلفنا الصالح ونحي شعيرة الجهاد في انفسنا هذه الشعيرة الغائبة لدى السواد الاعظم ونستشعر حياة سلفنا الصالح الذين تربوا على الجهاد ذلك لانهم ادركوا ان الدنيا ممر عبور وليست دار اقامه يخلد الانسان فيها عليه ان نستشعر حبهم للجهاد وتسابقهم عليه الصغير قبل الكبير
قال الحافظ ابن حجر : قال موسى بن عقبة عن ابن شهاب : استَهَم يوم بدر سعد بن خيثمة وأبوه فخرج سهم سعد فقال له أبوه : يابني آثرني اليوم , فقال سعد : يا أبت لو كان غير الجنة فعلت : فخرج سعد إلى بدر فقتل بها , وقتل أبوه خيثمة يوم أحد.
وهذا مثل من تسابق الصحابة رضي الله عنهم على الجهاد في سبيل الله تعالى الذي يعدُّونه سبيلا للشهادة التي هي أسرع طريق إلى الجنة وإلى علو الدرجات فيها.
فهذا سعد بن خيثمة وأبوه رضي الله عنهما كل واحد منهما يريد الخروج مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى بدر, ولايستطيعان الخروج معًا لاحتياج أسرتهما وعملهما الزراعي إلى بقاء أحدهما , فلم يتنازل أحدهما عن الخروج رغبة في الشهادة حتى اضطرا إلى الاقتراع بينهما , فكان الخروج من نصيب الابن سعد .
ومع ذلك فإن نفس أبيه خيثمة ظلت تنازعه الرغبة في الخروج فطلب من ابنه أن يؤثره بنصيبه من ذلك , وكان ابنه في غاية الأدب مع أبيه ولكنه في غاية الشوق إلى الجنة حيث أجابه بهذا الجواب البليغ "يا أبت لو كان غير الجنة فعلت" .
ولما كان الله تعالى يعلم صدق نيتهما في طلب الشهادة وهبها لهما , فحينما فاتت خيثمة في بدر نالها في أحد .
وقال ابن إسحاق : وأتاه – يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم - الخبرُ عن قُريش بمسيرهم ليمنعوا عيرهم, فاستشار الناس , وأخبرهم عن قريش , فقام أبو بكر الصديق , فقال وأحسن , ثم قام عمر بن الخطاب , فقال وأحسن , ثم قام المقداد بن عمرو فقال : يارسول الله , امض لما أراك الله فنحن معك , والله لانقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى
(قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَداً مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ) (المائدة : 24 )
, ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون, فو الذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى برك الغماد لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه , فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرا ودعا له بخير.
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أشيروا علي أيها الناس وإنما يريد الأنصار وذلك أنهم عَدَد الناس , وأنهم حين بايعوه بالعقبة قالوا : يارسول الله إنا براَء من ذمامك حتى تصل إلى ديارنا , فإذا وصلت إلينا فأنت في ذمتنا نمنعك مما نمنع منه أبناءنا ونساءنا . فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخوف ألا تكون الأنصار ترى عليها نصره إلا ممن دهمه بالمدينة من عدوّه , وأن ليس عليهم أن يسير بهم إلى عدوّ من بلادهم .
فلما قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم , قال له سعدُ بن مُعاذ , والله لكأنك تريدنا يارسول الله ؟ قال: أجل , قال : فقد آمنا بك وصدقناك , وشهدنا أن ماجئت به هو الحق , وأعطيناك على ذلك عُهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة [ فَصلْ حبال من شئت واقطع حبال من شئت , وسالم من شئت وعاد من شئت , وخذ من أموالنا ما شئت وأعطنا ما شئت , وماأخذت منا أحب إلينا مما تركت , وما أمرت به من أمر فأمرنا تبع لأمرك ]), فامض يارسول الله لما أردت فنحن معك , فو الذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ماتخلف منا رجل واحد , ومانكره أن تلقى بنا عدوَّنا غدا إنا لصُبُرٌ في الحرب صُدُقٌ عند اللقاء , ولعل الله يُريك منّا ما تقرُّ به عينُك , فسرْ بنا على بركة الله .
فُسرَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بقول سعد , ونشطه ذلك , ثم قال : سيرُوا وأبشروا , فإن الله تعالى وَعدني إحدى الطائفتين, والله لكأني الآن أنظرُ إلى مصارع القوم
إنها كلمات معدودات صدرت من سعد والمقداد ومنْ قبلهما من أبي بكر وعمر ولكنها في المقاييس المعنوية للحروب دفعات قوية من الإيمان نبهت الغافل ودفعت المتردد إلى الإقدام , وأيقظت المشاعر نحو التجرد من حظ النفس والاندفاع بقوة نحو نصرة دين الله تعالى وإن كان الثمن هو النفوس .
اخي المسلم ان رسولنا صلى الله عليه وسلم قد خط لنا الخطوط لانه علم مما سيكون حالنا مما علمه الله
فقد روى الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، والطبراني في معجمه، والحاكم في مستدركه، من حديث ثوبان رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((يوشك أن تداعي عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها)) قال قائل: أمن قلة يومئذ؟ قال صلى الله عليه وسلم : ((بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعنّ الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفنَّ في قلوبكم الوهن)). قال قائل: ما الوهن يا رسول الله؟ قال: ((محبة الدنيا وكراهية الموت.
اخي المسلم لقد جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم مخرجا من هذه الغثائية وسبيل الى العزة والرفعة والفوز في لدنيا والاخرة اتباع قوله صلى الله عليه وسلم
فعن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة )
وفي رواية : ( لا تزال طائفة من أمتي قائمون بأمر الله لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس ) رواه مسلم في صحيحه،
فهذه الطائفة هي الامتداد لمنهج النبي صلى الله عليه وسلم فعلى كل مسلم يريد ن يخرج نفسه من الغثائية المذمومه التي ذمها نبي الله صلى الله عيه وسلم ان يحذو حذو هذه الطائفة ولا يكترث بمن خالفه من القاعدين المتخلفين الذين غرتهم مناصب الحياة...
لايخفى على كل مسلم تسلط ابناء القردة والخنازير على امة الاسلام لضعفها وخوارها وحبها للدنيا فلا سبيل الى العزة الا بالرجوع الى الاسلام واحياء شعيرة الجهاد ونبذ المكتسبات المادية التي تورث الوهن والتخاذل
والجهاد يجب ان ترفع رايته لقتال العدو الاول الطاغوت الذين هو من ابناء جلدتنا ويتكلم بألسنتا هم العملاء وهم السجانين للامة والجلادين.
فالجهاد فرض عين على الامة اليوم لتتحرر من العبودية والذل لغير الله كما تحرر سلف الامة بقيادة سيد الانبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم من طواغيت الجاهلية ونشروا نور الاسلام في بقاع الارض فقد اخبرنا ربنا عز وجل عن احوال الامم من قبلنا واعراضهم عن الحق واتباعهم الباطل لذلك ضيق عليهم سبل العيش في الحياة الدنيا ثم مردهم الى عذاب اليم في الاخرة
فقال عز من قائل
(وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ (65)
وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ ۚ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ ۖ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ (66) المائدة
وقال ايضا
(وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (96)
الاعراف
هذه هي احوا ل من سبقنا من الامم ونحن اليوم نسلك مسلكهم في البعد عن الله ونعيش حياة بلا مشاعر ولا احساس ولا نعتبر بما حدث لمن قبلنا ولا ما يحدث لاخوانا المستضعفين في مشارق الارض ومغاربها فالامة غارقة في جاهلية مظلمة رغم الجهود التي يبذلها المخلصين لهذا الدين العظيم لانتشالها من غيبوبتها التي طال امدها بسبب الوقوع في المحرمات التي استبيحت بأسم الحضارة و التقدم والرقي
قال امير المؤمنين عمر بن الخطاب فاروق الامة الذي فرق الله به بين الحق والباطل
نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله..
اسأل الله العظيم رب العرش المجيد ان يجد كل مسلم ما فقده في قلبه في ثنايا هذه السطور ويعزم على العودة الى الله مقتديا بسلف الامة الذين لا يخشون في الله لومة لائم ويكون مستعدا لبذل نفسه وماله في سبيل اعلاء كلمة الله
واخر دعوانا ان الحمدلله رب العالمين