بسم الله الرحمن الرحيم
" فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق "
بيان توضيحي صادر عن كتائب المرابطين في فلسطين
الحمد لله الذي اختارنا أرض الرباط فلسطين ارض التضحية والفداء واختارنا لها جندا للبذل وقوافل من الشهداء ونصلي ونسلم على المصطفى خير الورى من تباركت هذه الأرض بخطاه الطاهرة واختلط هواؤها بأنفاسها العطرة.
فان لهذه الأرض المباركة خصوصية الزمان والمكان .. التاريخ والإنسان.. قطعة من سماء الخالق في دنيا البشر، تذكرك بآيات القران وخطى الأنبياء ، وأصوات صهيل الخيل وحداء القوافل .... همسات مزامير الليل، صلوات ونوافل، وروائح الأشجار والأزهار والأشياء .... لكن للأرض سرا وسحرا وعشقا ذاب فينا حتى صار جزءا منا.
انطلقنا من ارض فلسطين، من رحم قضيتها وجهادها، انفتحت أعيينا على وطن منهوب وشعب مغلوب، فنذرنا أنفسنا وما نملك من أجل قضيتنا العادلة فكانت بدايتنا الدين فكرا وإيماء وهوية.
شعبنا الصابر المرابط/
لقد كان لتجسده هذه المعاني من خلال النضال والفعل المقاوم، وهو الطريق الذي اخترناه ومنذ البداية اثر اندلاع الانتفاضة الأولى وفي إطار الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عبر خلاياها العاملة في قطاع غزة، ولقد أثبتنا من خلال تجربة العمل ومحنة المعتقل، صدقا مع النفس وطهارة لليد ونقاء وتجردا في عملنا وصبرا وتجلدا في السجون وأقبية التحقيق النازية وفي إطار الوقفة مع النفس والذات والعودة الى الفطرة السليمة بدأت مراجعاتنا العميقة والدقيقة لهوية الفكر والانتماء وصدقية المعتقد وبدا شعورنا يتنامى أننا في المكان الخطأ وفي التنظيم غير المناسب وتزامنت هذه المراجعات وزادت قوة في بداية الانتفاضة الثانية والتي سرعان ما انخرطنا فيها ولكن تحت الإطار السابق والذي لم يستمر لأكثر من اشهر معدودة وجدنا خلالها أن هناك من الجيل الجديد من يشاركنا تلك الأفكار فحسمنا انحيازنا إلى هويتنا الإسلامية وديننا الحقيق بالإتباع.
ولكن لا ننكر فضل إخواننا في الجبهة الشعبية علينا وذلك من خلال تربيتنا على العمل العسكري وحب الجهاد في سبيل الوطن ونشأتنا على الوحدة الوطنية والمحافظة على رصف الصفوف لأبناء الشعب الواحد من الصداقات التي كونها في سجون الاحتلال والتي مازالت متاربطة ومستمرة إلى هذا الوقت.
وبدأت هجرتنا إلى ديننا وفرارنا إلى الله تعالى طمعا في ثوابه ورغبة في رضاه ودعاء له أن نكون ممن شملهم بعفوه ومغفرته.
وكان لواقعة استهداف الشهيد عبد الرحمن أبو بكرة والشهيد نضال سلامة والشهيد وسام محارب زمانا ومكانا في ليلة القدر وعلى ارض المقبرة في خان يونس دورا حاسما في اتخاذ القرار بترك العمل في إطار الجبهة الشعبية وبدأنا من خلال مجموعات اعتمدت في بدايتها على المجهودات الفردية والإمكانات الخاصة وقد اخترنا لتبني عملياتنا وفعالياتنا كتائب الشهيد وديع حداد وذلك بمثابة فترة انتقالية لم نحاول أن ننسلخ عن ماضينا النضالي وذكرياتنا مع أصدقاء وأحباب فكان هذا الاسم في البداية والذي قمنا من خلاله بفعاليات خاصة ومشتركة مع فصائل أخرى والتي جسدت من خلالها رؤيتنا إلى ضرورة الانفتاح والتعاون مع كل الأيدي الشريفة في ساحتنا النضالية ثم كانت قفزتنا النوعية بان استقر رأينا على أن يكون الانفصال الكامل حتى على صعيد الاسم حيث قمنا بتبني عملياتنا باسم كتائب المرابطين في فلسطين، ولابد في هذا الإطار أن نقدم كل الشكر والتقدير لكل من مد يد العون والدعم المادي والمعنوي سواء ما كان على صعيد الفصائل ونخص الفصائل الإسلامية والمجموعات المجاهدة أو على صعيد الأفراد والرجال الشرفاء من قضى منهم نحبه ومن ينتظر وما بدلوا تبديلا.
شعبنا الأبي المجاهد:
لقد تأسست كتائب المرابطين في فلسطين في خان يونس بتاريخ 4/8/2004 حيث كان عملنا في الكتائب ما قبل هذا التاريخ تحت ما يسمى كتائب الشهيد وديع حداد وإن كافة العمليات التي قمنا بها وتبنيناها باسم كتائب الشهيد وديع حداد جميعها جاءت بمجهوداتها الذاتية وإمكانياتها المادية والعسكرية الخاصة وهي عمليات مصورة وأرست هذه العمليات بوجود كتائب المرابطين في فلسطين، مع العلم أن مكان وجودنا وكافة عملياتنا وبياناتنا تنطلق من مدينة خان يونس فقط ولا يوجد لنا أي مجموعات خارجها، وأن هناك الكثير من المجموعات التي تتوجه إلينا للعمل من خلالنا ولكن الإمكانيات والدعم هو من يقف حائلاً لذلك.
وقد كان انتمائنا إلى الجبهة الشعبية سنة 1989م وانضممنا إلى جهازها "النسر الأحمر" وتم مطاردتنا من قبل قوات الاحتلال في عام 1992م وتم القبض علينا في نفس العام وقضينا فترات محكومية متفاوتة لا تقل عن ثماني سنوات وبعد اتفاق أوسلو تم إخلاء سبيل الكثير من الرفاق والأخوة في سنة 1999م، وكانت الانتفاضة الباسلة بتاريخ 28/9/2000م والتحقنا بالعمل العسكري من بداية أحداث هذه الانتفاضة تحت إطار المفهوم العام للجبهة الشعبية والإطار الواسع لها، ثم تدرجنا في العمل لتنضم أيدينا إلى إخواننا في فصائل المقاومة الشعبية (ألوية الناصر صلاح الدين)، ثم تأسست كتائب الشهيد وديع حداد في مدينة رفح حيث كانت مستقلة تماماً عن جميع أعمالنا ولم نكن موجدين فيها كأعضاء في هذا الوقت حيث أننا كنا نعمل ضمن ألوية الناصر صلاح الدين، ثم انضممنا نحن أبناء مدينة خان يونس إليهم بعد أن تم تأسيس كتائب الشهيد وديع حداد وصار عملنا في كتائب الشهيد وديع حداد في إطار الأخوة رفاق السجن، وقد كان الدعم العسكري في لحظة انضمامنا من مدينة خان يونس بين الدعم الذاتي ودعم بعض الأخوة من التنظيمات والفصائل الأخرى، وقد كانت أغلب عملياتنا في كتائب الشهيد وديع حداد مصورة ولكن للأسف لم نحصل عليها لعدم اهتمام البعض في هذه الأشرطة والوثائق، فكان انفصالنا من كتائب الشهيد وديع حداد في نهاية عام 2004م، وكان طريقنا إلى إنشاء كتائب إسلامية تحت راية لا اله إلا الله محمد رسول الله وتم عملنا تحت اسم كتائب المرابطين في فلسطين من مدينة خان يونس الباسلة وسيبقى هذا الاسم ساطعا في سماء فلسطين مهما تحالكت الظروف علينا ومهما مورس علينا من ضغوط، ولا نسمح بأن تعفر علينا الغبار تحت أي ظرف كان وسنبقى صامدين في سبيل هذا الدين والوطن، وقد كان عملنا العسكري في إطارنا الضيق بسبب قلة الموارد العسكرية والمادية وقد كان هذا العمل من جهود أعضاء الكتائب، وقد كانت بعض عملياتنا مشتركة مع إخواننا في الأجنحة العسكرية والتنظيمات الأخرى.
أبناء شعبنا المرابط:
نقف اليوم برؤوس شامخة ومعنويات عالية ثقتنا بالله أولاً وبعدالة قضيتنا ونضالنا وحتمية نصرنا وتمكيننا مهما طال الزمن وتكاثرت المحن والفتن.
"إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم" ومن هذا المنطلق فإننا نؤكد على الآتي:
أولاً: إن عملنا خالص لوجه الله تعالى لا نبتغي إلى أجره وتوفيقه فلم نعمل من أجل منفعة شخصية ولا مناصب زائلة فلسنا في جيب أحد ولا تحركنا جهات أو أشخاص.
ثانياً: إن إيماننا بأن الوحدة الفلسطينية هي الطريق الامثل والأسلوب الأفضل من أجل تحقيق أهدافنا الوطنية، لذلك فنحن قد جسدنا وحدتنا بالنضال والدماء وسنستمر على الدرب مع كل الشرفاء.
ثالثاً: إن عملنا في إطار الجبهة الشعبية لا يعني سابقا أننا تخلينا عن ارثنا النضالي ولا عن روابطنا من الصداقة والمحبة لكل من شاركنا هذا الدرب فالحر لا ينسى وداد لحظة، رغم اختلافنا الذي أفرزه هذا الخروج وعتابنا الشديد على من حاول أن ينقص من قدرنا وقدراتنا وقد عمل البعض على أن يسرق منجزاتنا إلا أن الحقيقة واضحة وجلية وبين أيدينا أرشيفنا الكامل وتوثيقنا لأعمالنا.
رابعاً: إن حقنا الثابت والواضح الذي كفلته لنا كل الشرائع السماوية وكل الوثائق الإنسانية في فلسطيننا حق لا يقبل التجزئة ولا المساومة لذلك فإن مقاومتنا وحقنا فيها شرعي ووطني طالما يدنس الاحتلال تراب أرضنا الطاهرة ولقد أثبت أعدائنا نازيتهم وعدم احترامهم للمواثيق والتعهدات وليس اختراقاتهم المتكررة عنا ببعيد، لذلك نرى أننا في حاجة إلى الاستمرار في الاستعداد ومواصلة خط الكفاح والنضال حتى التحرير الكامل لأن الحقوق لن تعود عبر الطاولات والمفاوضات والتنسيقات.
خامساً: إن استمرارنا في مشوارنا النضالي والجهادي يلزم أن تكون بين أيدينا الإمكانيات اللازمة التي تحقق لنا هذا الهدف وأن ذلك أكبر من قدراتنا الخاصة، لذلك فإننا نثمن كل من قدم لنا الدعم بالعدة والعتاد ومن رأى فينا عنوانا لصدق النضال وفعالية تدعم الأقوال بالأفعال.
سادساً: نطير في هذا المقام كل عبارات المحبة والتقدير إلى جميع أسرانا وأبطالنا البواسل في سجون الاحتلال، ممن دفعوا أجمل سنين عمرهم من أجل قضيتنا ونطالب بالعمل على إطلاق سراحهم وتحرير من قيدهم، كما ونتمنى الشفاء العاجل لجرحانا البواسل في كل مكان على أرض فلسطيننا الحبيبة.
إننا في كتائب المرابطين في فلسطين نعني بكل كلمة في هذا البيان وأننا على قدر المسئولية وتتحمل تبعة كل ما جاء في هذا البيان
الله اكبر والنصر للإسلام .... الله اكبر والخزي والعار للعملاء والجبناء
المجد للشهداء والحرية للأسرى والنصر للمقاومة
وإنه لجهاد ... نصر أو استشهاد
كتائب المرابطين في فلسطين