رقابة الأسرة
عندما يدرك أفراد الأسرة ما يجب عليهم فهمه من نصوص شرعهم ، ودلالات دينهم ، ويحرصون على ذلك عملآ ، فان نتيجة ذلك الالتزام بالأخلاق ، ومراقبة الأعمال لتزنها من منطلق الفهم الصحيح ، حتى توجه الأبناء مند حداثة أعمارهم التوجيه السليم ، وتغرس في نفوسهم حب الفضيلة لفضلها ، وعمق أثرها ، وكراهية الرذيلة لسوئها ، وآثار نتائجها ، لأن الرذيلة يتمثل فيها شبح الجريمة التي يحسن بالأسرة تجسيمها لدى الناشئة ، وإيصاد الطرق المؤدية إليها ، ليكبر هذا الإحساس معهم ، فيرونها شبحآ مخيفآ ، وعملآ رذيلآ ، تكبر أحاسيسهم حياله مع الأيام ، حتى إذا كبروا ، وصاروا في موطن المسئولية ، وعمق الفهم ، أدركوا بالدليل الشرعي سر ما رسخ في قلوبهم ، ودور ما أنشئوا عليه من أعمال وأفكار ، حيث أدرك ذلك المفهوم 0
فالصغير عندما يتعود ذلك عملآ ، وتنطبع به أخلاقه سلوكآ ، فان الأمر سيعظم في قلبه ، والمصدر الذي جاء منه وهو كتاب له ، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، الذي استجاب من أجلها ، سيكون له مكانة راسخة في أعماقه ، لأن هذا من تعظيم حرمات الله ، كما قال تعالى ( ذلك ومن يعظم حرمت الله فهو خير لهُ عند ربه ) سورة الحج 30
إن الأسرة التي تحرص على غرس الروح الإيمانية في قلوب أبنائها ، منذ تفتح براعمهم ، فإنما تحصنهم لمجابهة الحياة ، والاستعداد لإدراك المخاطر ، لأن الأيمان بالله وبكتبه وبملائكته وبرسله ، وباليوم الآخر ، وبالقدر خيره وشره ، ترسخ هذا الأيمان يعطي الأبناء سلاحآ قويآ ويدفعهم للعمل ، وينمي عندهم بغض الشر ، وإدراك خطرة ، ويجب إليهم الخير ، ويرعبهم في البحث عن مداخله ، والاستئناس بأهله ، لأن من شب على شي شاب عليه ، وبذلك يسلم الأحداث بتوفيق من الله ، من الجنوح في صغرهم ، ومن ثم الابتعاد عن الجريمة في كبرهم ، لأنها لم تجد في قلوبهم بابآ مفتوحآ ، ولا ارتياحآ يدفعها للآستقرار 0