الحمد لله حمد الشاكرين وبعد:
هي همسات ...في اذن كل سائر الى الله:
تعرفهم بسيماهم...
لطالما أدمت الأقدام أشواك الطريق، و آلمت القلب مرارةالغربة، و هدّ الجسد بعد المسافة، و أثرت في الأكتاف و السواعد عصاالترحال...
لكن في القلب جنة، و للروح أفراح، و مع كل نفس تهليل وبهجة.
الأمن يأتيهم مع الخوف و راحتهم يبصرونها في التعب
يرون سعادتهم فيالهم و غاية أملهم مع الألم.
عيونهم تتوق، و قلوبهم في شوق..
و لا يزال لسانهم يلهج: "و عجلت إليك رب لترضى"
أفئدتهم دليلهم و عزائمهم شموعهم، فإذاأبصرتهم "فلا تعد عيناك عنهم"، تطفل في مجالسهم و زاحم الناس عليهم، اصبر نفسك معهم و بهداهم اقتده.
إن مالت النفس عنهم فازجرها، و إن طرفت العين طرفة لمن دونهم فانهرها
واردع القلب إن تقلب، و علل الروح بالصبر الجميل.
عاتب نفسك، و شاغلها، و قل لها:
تعب ساعة و راحة للأبد، فتجـــــلدي
شقاء للحظة ثم نعيم و خلود، فتحـــــملي و تجــــملي.
فعما قريب فجر يسفر، و نسيم صبا، وخيام تلوح
و عما قريب بلبل يشدو، و ابتسامة على محياك و سلام قولا من رب رحيم
"وقل رب أنزلني منزلا مباركا و أنت خير المنزلين"
و كأني بك و قد جاء يوم عيدك، فوضعت عصا ترحالك و نفضت غبار عنائك، و خلعت أثواب أسفارك
حملوك للدور و القصور، و حف بك الغلمان و الحور
سرت و صبرت، فوصلت و نلت.
وما ظلمك مقدار ذرة، بـــــل عفا و ستر، و أوفى و تفضل.
و اجتمع المتسامرون المتحابون، عندها لا يفترون، يتذكرون زمانهم الأول:
"إنا كنا قبل في أهلن امشفقين، فمن الله علينا و وقانا عذاب السموم"
فيا من تاق لتلك النهاية،أمامك الطريق، و لك الخيار، ضع قدمك على عتبات الانطلاق اعزم و شمر و قل بسم الله مجراها و مرساها
و لا تستصعب البداية، فإنها تهون إن فطنت للغاية.
منقول للفائدة