لقد تكالب أعداء الله على الإسلام من كل جهة فهم لا يريدون تطبيق الشريعة ولا الدعوة إلى الله ونشر الإسلام ولا ظهور أجيال قوية تخدم الإسلام وتعلي راية الحق.
وإن تكالبهم هذا كتكالب الأفعى على قصعتها كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسند أحمد من حديث ثوبان رضي الله عنه ( يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تداعى الأكلة على قصعتها قال قلنا يا رسول الله أمن قلة بنا يومئذ قال أنتم يومئذ كثير ولكن تكونون غثاء كغثاء السيل ينتزع المهابة من قلوب عدوكم ويجعل في قلوبكم الوهن قال قلنا وما الوهن قال حب الحياة وكراهية الموت ).
وهذا مع الأسف ما صار إليه حالنا وتدهورت أمورنا عندما أصبحت حياتنا باسم الدنيا وللدنيا ومن أجل الدنيا قال عليه الصلاة والسلام( إذا عظّمت أمتي الدنيا نزعت منها هيبة الإسلام وإذا تركت الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حُرمت بركة الوحي وإذا عملت بالمعاصي سقطت من عين الله جل جلاله).
فوجد أعداء الله أنه لن يتحقق ما يصبوا إليه إلا إذا فسدت المرأة لأنها مربية الأجيال وصانعة الرجال. ويوم تكون حياتنا باسم الله ولله وفي الله سيأتي نصر الله وما ذاك على الله بعزيز.
فبفسادها تُذل الأمة وتصبح عجينةً سهلة التشكيل في أيدي الأعداء, فلا تكوني معولا في أيديهم يهدمون به مجتمعك..
فهاهم يريدون أن تخرج المرأة من طوعها ومكثها في بيتها وانشغالها في تربية أبناءها فأشغلوا تفكيرها بحب أحدث الموضات في الملبس وأدوات الزينة وتقليد الكافرات الماجنات اللاتي يظهرن على القنوات الإفسادية في كل شيء.
فأخذت تتساهل المرأة المسلمة في أمر دينها شيئا فشيئا بحجة أنها تواكب العصر ؛ أي عصر هذا الذي يجعل المرأة تخرج من حيائها وحشمتها وعفافها إلى التبرج والسفور بحجة مواكبة ذاك العصر!
واعلمي أخيتي أن أعداء الله يريدونك أن تبقي سلعة رخيصة في أيديهم فلا تطيعيهم لأنكِ أسمى وأرقى وأعز من ذلك فأنتِ الجوهرة الثمينة المصونة التي تكون بثباتها وقوة إيمانها قادرة على مواجهة أعداء الله إذا تكالبوا عليها.
فأعداء الله ليس هم من غير المسلمين فحسب ولكن بعضهم ممن قد سمّوا بالمسلمين وهم غير أهلاً له من رجالٍ ونساء , فنجدهم يظهرون من وراء الشاشة هذه الأيام ليحاربون الإسلام وينشرون الرذيلة , فلم يتجرؤا على ذلك إلا بعد أن وجدوا دعما كبيرا لهم من قِبَل أعداء الإسلام, حتى إن إحداهن سخرت من رسولنا صلى الله عليه وسلم ومن الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه ومن السنة ومن علماء المسلمين ودعت إلى اختراق المجتمع كل هذا في ديار المسلمين وأمام نساء المسلمين دون رقيب أو حسيب فليندحروا وليندحر من يدعمهم من أعداء الله.
إذن فما دوركِ أختي المسلمة إذا تكالبت عليكِ الأمم من كل جهة؟؟
* إن دوركِ يكمن أولا وأخيرا في التمسك بكتاب الله وسنة نبيه فهما الوحيدان اللذان يحمياكِ من كيد الأعداء.
* تربية الأجيال تربية إسلامية حسنة فهم يريدون مسح الولاء والبراء من عقول أبناءنا ولكن علينا أن نغرس ذلك في عقولهم ونفوسهم.
* سلك طريق العلماء والدعاة والمصلحين فاسمعي منهم واعملي وانشري ما تعلمتيه بكل الوسائل الممكنة.
* الإبتعاد عن الكسل والضعف وربط القلب بالله والإكثار من الدعاء والإستغفار وقراءة القرآن والإستمرار في ذلك بلا انقطاع.
*البعد عن المعاصي وتذكر الموت : فلننظر ما حدث في زلزال شرق آسيا وما حدث معه من فيضانات أودت بحياة الكثير من الناس فجأة وبدون أي سابق إنذار , وإن هذه الحادثة قد مرّت على بعض المسلمين مرور الكرام فلم يتعظوا منها ولم يخافوا من مكر الله , وإن البدن ليقشعر من هذه الأحداث التي تدل على عظمة الله .
وهذا الصحابي أبي الدرداء يوم أن فتح المسلمون جزر البحر المتوسط جلس يبكي فقالوا له: أتبكي يوم النصر يا أبا الدرداء فقال: نعم أبكي على هؤلاء الكفار عصوا الله فمكننا من رقابهم فانتصرنا عليهم, وأخشى أن يأتي اليوم الذي نعصي فيه الله فيمكنهم الله من رقابنا فينتصروا علينا.
أختي المسلمة: والآن ما وظيفتكِ في هذه الحياة؟ وماذا قدمتِ لدينك وأمتك؟
أعرف أنكِ صادقة مع نفسك وشجاعة ولا أظن أنكِ إمعة تقولي( إذا صلح الناس صلحنا وإذا فسد الناس فسدنا )
وإنما تقولي(إذا صلح الناس صلحنا وإذا فسد الناس صلحنا).
واعلمي أن الدنيا ساعة فاجعليها طاعة , وأن الجنة قد حُفت بالمكاره والنار حُفت بالشهوات فكوني معتصمة بالله فمن وجد الله وجد كل شيء ومن فقدَ الله فقدَ كل شيء .
رفع الله قدرك ومحا خطأك وأنار قلبك بنور الإيمان آمين/ مما راق اختكم في الله
شدىالروح