قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لأصحابه : تمنوا فقال
أحدهم : أتمنى أن يكون ملء هذا البيت دراهم فأنفقها في سبيل الله فقال :تمنوا قال آخر أتمنى أن
يكون ملء هذا البيت ذهبا فأنفقها في سبيل الله قال تمنوا قال آخر أتمنى أن يكون ملء هذا البيت
جواهرا -أونحوه - فأنفقه في سبيل الله فقال عمر : تمنوا فقالوا : ماتمنينا بعد هذا
قال عمر : لكني أتمنى أن يكون ملء هذا البيت رجالا مثل أبي عبيدة بن الجراح
ومعاذ بن جبل وحذيفة بن اليمان فأستعملهم في طاعة الله
-التاريخ الصغير للبخاري 1/79 والمستدرك مختصرا 3/262 وسير أعلام النبلاء 1/14
قال ابن عباس رضي الله عنهما : أسرت الروم عبدالله بن حذافة السهمي صاحب
النبي صلى الله عليه وسلم فقال له الطاغية تنصر وإلا ألقيتك في البقرة -لبقرة من نحاس -
قال ماأفعل فدعا بالبقرة النحاس فملئت زيتا وأغليت ودعا برجل من أسرى المسلمين
فعرض عليه النصرانية فأبي فألقاه في البقرة فإذا عظامه تلوح وقال لعبدالله تنصر وإلا
ألقيتك قال ماأفعل فأمر به أن يلقى في البقرة فبكى فقالوا قد جزع قد بكى قال ردوه
فقال عبدالله لاترى أني بكيت جزعا مما تريد أن تصنع بي لكن بكيت حيث ليس لي إلا
نفس واحدة يفعل بها هذا في الله كنت أحب أن يكون لي من الأنفس عدد كل شعره في
ثم تسلط علي فتفعل بي هذا قال ابن عباس فأعجب منه وأحب أن يطلقه فقال له قبل
رأسي وأطلقك قال ما أفعل قال تنصر وأزوجك بنتي وأقاسمك ملكي قال ما أفعل
قال قبل رأسي وأطلقك وأطلق معك ثمانين من المسلمين قال أما هذه فنعم فقبل رأسه
وأطلقه وأطلق معه ثمانين من المسلمين
فلما قدموا على عمر بن الخطاب رضي الله عنه قام إليه عمر فقبل رأسه قال ابن عباس
فكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يمازحون عبدالله فيقولون قبلت رأس علج
فيقول لهم أطلق الله بتلك القبلة ثمانين من المسلمين