بداية جديدة
د. سامية حسين علي
لا أستطيع وصف سعادتي الغامرة عندما أنظر إلى السماء، فيها شمسي وقمري ونجومي، تحمل صورة أيّامي وذكرياتي عن أصدقائي وأحبّائي، أرفع بصري بشموخ لأحملق في سمائي الصّافية؛ كي أغرق في بحور الضوء نهاراً، أو أتتبّع مسار أشعة نجومها ليلاً، يا له من مصدر للمتعة والسعادة!
على الرغم من تكاثر السحب والغيوم، فالشمس تنتصر لتلوح في الأفق، والقمر يُعاود بزوغه بين أمواج الظلام المُتلاطمة، ونجومي مصابيح تُرشدني إلى طريقي، ما بين عشرات الطرق والمسالك.
عندما أنظر إلى السماء أشعر بعزة لا أجد لها تفسيراً، أرى فيها أحلامي وآمالي، ألمح فيها ظلالاً من حياتي، أتجاهل بعض أجزائها القاتمة، أنظر دائماً إلى جانبها المشرق، بحثاً عن أمل أتعلّق به، لا يلبث أن يتلاشى عندما أُحوِّل نظري عنه.
ترتسم على شفتيَّ ضحكات جنونية، أُحس بالسعادة تغمرني. عندما أفشل في تتبّع حلمٍ بارق مرّ بين طيّات السحاب أرى أصدقاءً مخلصين يُلوِّحون من بعيد، ووجوه كدتُ أن أنساها أو نسيتُها بالفعل منذ أمدٍ طويل.
ألمحُ من بعيد نجومي تحملُ صورتي، كما أراها تتلاشى. تذوب ثم تتجمّع لتتكوّن من جديد كما كانت دائماً، وكما أحب أن أكون حتى الآن، وحدي بين سماء خالية إلا من وجوه باسمة، أو أيدٍ ملوحة من بعيد.
لها أون لاين