كنت قرأت قصة لأم سفيان الثوري رحمه الله وأم سفيان امرأة ذات
رسالة فلما مات أبوه وسفيان صغير فلما بلغ عمره دون التاسعة أو
العاشرة كانت أمه تغزل بمغزلها فغزلت ذات يوم وباعت ما غزلته
بعشرة دراهم ثم دعت إليها ابنها سفيان وقالت : يا سفيان هذه عشرة
دراهم اذهب اطلب بها الحديث في المسجد ثم انظر يا بني إن وجدت
أثراً لما تعلمته على عقلك وقلبك وعملك فتعال أعطك عشرة دراهم
أخرى حتى تطلب بها العلم وإن لم تجد أثراً لذلك - ولاحظ معي
التوجيه هنا - فاترك العلم يا بني فإنه يأبى إلا أن يكون لمخلص.
أنا في اعتقادي أن أم سفيان الثوري هنا أكبر من مديرة جامعة
لأنها تريد لإبنها تنشئة علمية خاصة ؛ ولهذا كانت النتيجة مباشرة
بعد عدد من السنوات أن رأينا سفيان الثوري إمام المسلمين في
علم الحديث فقلت :1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27علميه الحديث كـي يتسامـى *** وامنحيـه الإحسـاس iiوالإلهامـا
وانثري في طريقه الـورد iiهـزي *** بـيـديـك الكريمـتـيـن iiالـغـمـامـا
رفـرفـي فـوقــه حـمـامـة أمـــن *** تمنـح الأمــن قلـبـه iiوالسـلامـا
وامسحـي وجهـه براحـة iiحــب *** تجعـل الوجـه مشـرقـاً iiبسـامـا
أنــت أرضعـتـه الحـنـان iiصغـيـراً *** فاجعلي حبـك الكبيـر iiالفطامـا
أم سفـيـان يــا حـديـثـة iiصـبــر *** جـعـل اليـتـم هـمـةً iiواحـتـرامـا
مغـزل العـزم فــي يـديـك iiأرانــا *** كيـف ترعـى المـغـازل الأيتـامـا
مـغـزل ينـسـج الـرجـولـة ثـوبــاً *** بـيـد الأم كــي تـصـون الغـلامـا
اغزلي الثوب ثـم بيعيـه iiحتـى *** ترفعي لابنـك الحبيـب المقامـا
امنحيـه الـمـال الـحـلال iiفـإنـي *** لا أرى مثـلـه يسـيـغ iiالـحـرامـا
وابعثـي المغـزل الجميـل إليـنـا *** كي نـداوي بنسجـه iiالأسقامـا
كي ترى الأمهات فيه iiشموخـاً *** صــار رمــزاً بــه وصــار وسـامــا
ابعثي المغـزل الجميـل iiخطابـاً *** لنـسـاء أكـثـرن فيـنـا الخصـامـا
شـرقــوا غـربــوا بــهــن غــــدواً *** ورواحــــاً تـزحـلـقــاً وارتـطــامــا
يمنحوهن في المحافـل حتـى *** أصبح العري عندهن احتشامـا
قـدمـوهــن لـلـظــلال iiشــرابـــاً *** ولجوعى النفوس منهم طعاما
أكلـوهـن فــي صبـاهـن لحـمـاً *** ورموهـن حيـن شـبـن عظـامـا
ابعثي المغزل الجميـل iiوسامـاً *** لـنـسـاء لا يـرتـضـيـن انـهـزامــا
قد عمـرن البيـوت حبـاً iiوعطفـاً *** وحـنـانــاً ورحــمــة iiوابـتـسـامـا
وبنـيـن الأجـيـال قـلـبـاً iiوروحـــاً *** وعــقــولاً تــحـــارب iiالأوهـــــام
أم سفيان وجه طفلك iiأمسى *** قـمــراً لا يـطـيــق إلا iiالـتّـمـامـا
أنـت أرضعتـه مــع الـحـب نــوراً *** من يقيـن فلـم يخـاف iiالظلامـا
أنـت أركضـت خيلـه دون iiخـوف *** بعـد أن أمسكـت يـداه iiالزمامـا
أنت أرشدته إلـى الكنـز iiحتـى *** صــار كـنــزاً وحـقــق الأحـلامــا
أم سفـيـان يــا كريـمـة iiنـفـس *** ملئـت صفحـة الحـيـاة iiالتـزامـا
حدثتنـا الأمجـاد عـنـك فقـالـت *** هـكـذا يصـنـع الكـريـم iiالكـرامـا
هكـذا صـاغـت الأمـومـة طـفـلاً *** فـغــدا ســيــداً وصــــار iiإمــامــا
منقول من موقع عبدالرحمن العشماوي