حراسة الخواطرالقلبية وحفظها من مصيدة الشيطان :
يدخل الشيطان على القلب كما يدخل اللص على البيوت
يتسلل خلسة على حين غفلة دون فطنة من احد محاولا تجاوز العراقيل من أقفال ووسائل إنذار كذلك الشيطان يدخل على القلب حين غفلته وعدم إحكام قفله بالذكر المستمر الغير منقطع وعند إهمال صيانة أجهزة الإنذار
لان الله سبحانه وتعالى خلق فينا جهاز للإنذار يحذرنا عند الخطأ أو حين ارتكاب المعصية ويمهلك فرصة لتدارك الوضع قبل أن تكتب سيئة حتى أن الملائكة المكلفون بكتابة السيئات مأمورين أن يرفعوا القلم لمدة من الزمن لعل العبد العاصي يستغفر عن ذنبه قبل فوات الأوان وهذا من الرحمة الإلهية .
أما إذا تمكن الشيطان من التسلل إلى تلك المضغة
مع غفلة صاحبها زرع فيها بذرة شر وانسحب حتى تنمو
خفية ثم بتعاهدها بسقيه حرصه إلى أن تصبح إرادة تثمر عملا فيجد العبد نفسه عاجزة عن رد هاته الإرادة والعزيمة بعدما ضربت جذورها في أعماق القلب وأينعت أوراقها فطرحت ألفاظا وعبارات ثم سقطت ثمارها على صاحبها بأفعال يصعب التراجع عنها وتداركها ولولا رحمة الله بقبول التوبة لما استطاع احد منا اقتلاع هاته الشجرة الخبيثة من أعماقها .
إني احذر نفسي وإياك من الخواطر التي نحسبها تريحنا في بعض الأحيان إلا أن عواقبها الخفية أكثر من
متعتها الوقتية .
ولابن القيم أفكار نيرة تستحق الذكر في هذا الموضع لعل الأخذ بها ينجينا من حبائل الشيطان الخفية .
لا بد لحفظ خواطرنا نأخذ بعين الاعتبار أسباب منها:
1- العلم الجازم باطلاع الرب سبحانه ونظره إلى قلبك وعلمه بتفصيل خواطرك .
2- حياؤك منه
3- إجلالك له أن يرى تلك الخواطر في بيته الذي خلق لمعرفته ومحبته.
4- خوفك منه أن تسقط من عينه بتلك الخواطر
5- إيثارك له أن تساكن قلبك غير محبته .
6- خشيتك أن تتولد تلك الخواطر ويستمر شرارها فتأكل ما في القلب من الإيمان ومحبة الله فتذهب به جملة وأنت لا تشعر.
7- أن تعلم أن كل خاطر هو كالحبة في فخ منصوب لصيدك وأنت لا تشعر.
8- أن تعلم أن الخواطر الرديئة لا تجتمع هي وخواطر الإيمان ودواعي المحبة والإنابة بل هي ضدها من كل وجه وما اجتمعا في قلب إلا وغلب احدهما صاحبه وأخرجه واستوطن.
9- أن يعلم أن تلك الخواطر بحر من بحور الخيال لا ساحل له.
10- أن تلك الخواطر هي وادي الحمقى وأمــــاني الجاهلين فلا تثمر لصاحبها إلا الندامة والخزي .
أما الخواطرالايمانية هي باب النجاة في الدنيا والآخرة وهي أصل الخير كله.