قال تعالى : { يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير }
خلقنا الله تعالى أجناساً شتى و ألواناً مختلفة و لغات عدة ، و قبائل و شعوباً ، من أجل ماذا؟
أوَ ليس من أجل أن نتعارف و نتعايش ؟
مع من ؟ نفسك ، أم الآخر ، أم الحياة بكل ما فيها من أحداث و وقائع و مفاجآت ؟
لا ...لا يمكنني أن أتعايش في هذا العصر المخيف ، لا أقوى ...لا أستطيع .
لا حل و لاملجأ و لا منجى إلا بالعزلة .
إذن ، من الذي يقوى على التعايش ؟ ما هي سماته و إلى ماذا يحتاج كي يتعايش دون أن يفقد ذاته و هويته ؟
و أنت ، ماذا ستختار ، العزلة أم التعايش ؟
ألا يمكن خلق مساحة مشتركة ، نعتزل أشياء و نتعايش مع أخرى ؟
الا يمكننا ان نزرع المحبة والالفة على اساس التقوى والصدق !!!!!!! ونعتزل العبث بأعصاب الاخرين ونطهر قلوبنا
من الخبث والشرور.
المسلم ، هل خلقه الله كي يتعايش ؟ لماذا ؟ و ماذا يجد في ميثاقه من أدوات تعينه على إتقان هذا الفن ، و هل هو مكلف به و سيحاسب عليه و يُسأل عنه ؟
طبعا...لا محالة سيحاسب.
هل ما نراه في المنتديات من الغمز واللمز بين الفتيان والفتيات هو حالنا الحقيقي؟ ام انه الهروب من اعباء ؟هل ذلك من اخلاقنا ام انه دخيل علينا ؟ هل نرضاه ام جبرنا عليه؟
اخواني دعونا نتعايش , نفيد بعضنا البعض , نخاف على بعضنا , ونحافظ على كرامة وشرف اخواننا واخوتنا , ونراعي الله في مواضيعنا وردودنا .
أنت تمثل الإسلام في عيون الآخرين الذين يطرقون المنتدى .. فَدَعْ عنك الكِبْرَ , والعصبيةَ , والهوى , والإعجابَ بالرأي .... فإياكَ أنت تكون مفتاحاً للشر مغلاقاً للخير .. فأنت على ثغرة .. فإيّاك إيّاك !
أليس المنتدى للإرشاد .. فَعَلامَ الشدّةُ والقسوةُ والمفاصلةُ والعناد؟!
كأنك أوتيتَ علمَ الأولين والآخرين , وأنتَ لَمَّا تبلغِ الحلمَ في العلم !
لماذا أنتَ المصيب دائماً ؟ .. لماذا لا تقبل النصحَ من الآخرين ؟ .. لماذا تظن سوءَ الفهم وقصورَ العلم في الآخرين ؟ اخاك من نصحك وليس من نافقك واراد الايقاع بك!!!!!!!
أمَا قرأتَ قولَ الله تعالى : (( لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ )) سورة التوبة 128 .