أريد أن انتحر
في الساعة العاشرة مساء جاءتني رسالة على الجوال مكتوب فيها ( أنا أريد أن انتحر ).
فكتبت الرقم واتصلت عليه، وتحدثت معه فقال لي: أريد أن أقابلك.
وفعلاً تقابلنا , فرأيته شاباً في ( 22 ) من العمر، ومعه سيارة جميلة، وأدخلته إلى مكتبي، وبدأ الحوار بيني وبينه.
الشاب: أنا أريد أن انتحر لأن عندي وساوس دمرت قلبي.
فقلت له: اطمأن وهدأ من روعك.
الشاب: أريد أن أعرف ربي، أريد أن أكون مثلكم أريد أن أغير نفسي.
فقلت: هل تصلي ؟
الشاب: لم أصلي منذ سنتين.
فقلت له: إذن أنت بحاجة إلى أن تتقرب من الله تعالى حتى يمنحك الطمأنينة.
ثم فتحتُ جهاز الكمبيوتر، وفتحتُ بعض المشاهد المؤثرة من صور الانتحار، وأهوال القبور، والمواعظ المتنوعة عن القبر و...
فرأيتُ عليه علامات التأثر والحزن والخوف فأغلقتُ الجهاز، وبدأتُ معه في حديث هادئ عن الهداية وطريق السعادة ومفتاح التوبة.
وكان القرار الصائب: أريد الهداية... ذهبنا إلى سيارته، وأخرج أشرطة الغناء ووضع الدخان أيضاً معها في كيس، وأخذتها ورميت بها بعيداً.
قلت له: ما رأيك أن نتناول العشاء ؟
فقال: أريد أن أذهب للبيت لأتوضأ وأصلي ركعتين.
فقلت له: سنتجول قليلاً بالسيارة ثم تذهب لبيتك , ثم سرنا دقائق بالسيارة وتحدثنا عن أسباب السعادة، وحلاوة الإيمان، وأن الانتحار طريق إلى النار، وأن الأمة بحاجة إلى كل واحد منا وفي نهاية اللقاء توادعنا بابتسامة جميلة، وسلام حار،، وتواعدنا أن نلتقي في أوقات أجمل...
وعندي إشارات حول هذه القصة:
*أن الذنوب تميت القلوب وتجعل العذاب ينزل بها وأعظم عذاب ينزل على القلب هو ( الحزن والغم والقلق، حتى إن صاحبه يفكر في الخلاص من الحياة عن طريق الانتحار، وصدق الله: } ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا {.
* أن السعادة والطمأنينة لن يذوقها إلا من اقترب من الله وأناب إليه كما قال تعالى: ( من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ).
* لا بد للدعاة أن ينزلوا للميدان وخاصة أماكن تجمع الشباب كالجلسات على الأرصفة والشواطئ والمقاهي والمنتزهات وغيرها.. وعندما ينزل الدعاة هناك... حينها يحصل اللقاء بالشباب ومحادثتهم ودعوتهم إلى الله، وتوزيع الشريط والكتيب عليهم، وفي ذلك من المنافع مالا يعلمه إلا الله تعالى.
والتوفيق لهذه الأعمال لا يملكها إلا العلي الأعلى..
بقلم : الشيخ سلطان العمري
ياله من دين