[grade=8B0000 FF0000 FF7F50]
هم أبو حنيفة النعمان بن ثابت،نشأ والده ببلاد العراق في بلدة يقال لها (نسا) وكانت ولادة ابنه النعمان في الكوفة سنة ثمانين للهجلرة وفي أيام عبد الملك بن مروان الأموي وما زال والده يرعاه حتى ترعرع.
صناعته وتعلمه:
اشتغل بالبيع والشراء وأعمال التجارة، ولم يتصل بعلم ولم يعرف أحدا من رجاله، لاشتغاله بأعماله هذه وعدم ارشاد أحد له.
الا أن أعماله في التجارة دلت على وفرة عقله وسعة ذكائه ولفتت اليه رجلا من أئمة الدين يقال له الشعبي فنصح له بدراسة العلم وحضور مجالسه والانتفاع بآراء العلماء، فصادفت النصيحة هوى من أبي حنيفة فترك السوق مؤقتا وانقطع للعلم في الكوفة،الى أن بلغ فيه مبلغا عظيما فرحل الى البصرة لما سمع من وجود أكابر العلماء فيها،فدخلها وتردد الى مجالس العلم فيها،وسرعن ما أدهش أهلها بذكائه وسرعة بديهته وحل المشكلات من المسائل ورد أساتذته الى الصواب.:rainbow:
عبادته وأخلاقه:
عرف أبو حنيفة بطاعته لربه واخلاصه في عبادته واحياء الليل في الصلاة وقراءة القرآن وحدث جيرانه أنهم كانوا يسمعون صلاته وقرآنه بالليل، وبكاءه من خشية الرحمن.
وقد اشتهر بالزهد والقناعة وقلة الكلام والعفو عمن أساء اليه ولم يعرف عنه أنه اغتاب أحدا قط، كان كريما بماله، مساعدا الضعفاء، معوانا لمن يرجوه، مواسيا أهله وجيرانه. وكان أبو حنيفة حليما واسع الصدر، شتمه رجل قائلا له:" يا زنديق".فقال له: (غفر الله لك هو يعلم مني غير ما تقول).tar:
عمله:
كان أبو حنيفة يتجر في الخز وكان موفقا في عمله الى أن ترك الخز والتجارة وانقطع للعلم في أول أمره، حتى أشبع نفسه، فعاد للتجارة في الخز، وفتح له دكانا في الكوفة، وجعل له شركاء يسافرون له في شراء ذلك، ثم يبيعه بنفسه، ويكتفي بما يصيبه من الربح، ولا يرغب في أكثر من نصيبه. ولم تشغله التجارة عن العلم ومواصلة البحث كما أنه لم يهجر التجارة من أجل العلم، لأن فيها رزقه وكفافه الذي لا يطمع في سواه.
وقد حاول المنصور العباسي وغيره من الأمراء أن يمنحه جوائز وهدايا فلم يقبل من أحد شيئا، وحدث أن اختلفت زوج المنصور مع زوجها في أمر يختص بها، وارتضيا أبا حنيفة حاكما بينهما، فحكم بكلام ألاضى زوجة المنصور فبعثت وراءه بهدية فسرعان ما ردها قائلا:
" انما نصرت دين الله لا تقربا من أحد ولا طلبا لدنيا":rose:
نكبته:
في زمن مروان بن محمد آخر ملوك بني أمية ظهرت فتنة في العراق، وكان واليها يزيد بن هبيرة، فجمع أئمة الفقة وولى كلا منهم عملا ليرضوا ويرضى العامة تبعا لهم، وأرسل لأبي حنيفة يطلبه مساعدا له في أعماله، فأبى كل الاباء، معتقدا أن مساعدته له انما هي مساعدة في مظالم الناس، فحبس جمعتين ثم ضرب أياما متوالية، وأعيد عليه الأمر فقال:" دعوني أستشر غيري" ففرح ابن هبيرة وأخرجه من السجن ليستشير، ولكنه رحل الى مكة وأقام بها الى أن زالت دولة بني أمية وقامت الدولة العباسية فرجع الى الكوفة زمن المنصور فأكرمه وأمر له بعشرة آلاف درهم، ولنه رفض المنحة جميعها.
وفي زمن المنصور هبت انتفاضة أيضا في البصرة أثارها ابراهيم بن عبد الله بن الحسن بن الحسين بن علي. وعلم المنصور أن أبا حنيفة يساعده فأرسل اليه، وطلب أن يجعله رئيسا لقضاة المسلمين، فأبى فحبسه وشدد عليه الحبس، وأهانه بالضرب والتشهير في الأسواق بحجة أنه لا يطيع الولاة، ولا يرضى بالقضاء بين الناس.
وما زال يضربه كل يوم بالسياط ويشهر به حتى انقضت عشرة أيام ذاق فيها الأمام صنوف العذاب وألوان البلاء وهو صابر.ثم اضطر بعد ذلك الى البكاء والأنين، ففاضت روحه بعد خمسة أيام أخرى.
وهكذا انتهت حياة هذا الامام، وكان موته سنة خمسين ومائة هجرية.
مات وعمره سبعون سنة وله ولد واحد يقال له حماد.ry:
[/grade]