من المعلوم لدى كثير من المسلمين أن جسم المرأة كله عورة , ما عدا الوجه والكفين ففيهما خلاف مشهور بين اهل العلم .
لكن الذي قد لا يعلمه الكثيرون أن مسمى " العورة" هذا ينقسم إلى قسمين , لكل قسم منهما حَدُّه ( أي تعريفه ) ولكل منهما حكمه الخاص به .
فقد قسم أهل العلم عورة المرأة إلى :
أولا : عورة مغلظة :
تعريفها ( حدها ) : اختلف العلماء في تحديد مقدار العورة المغلظة ,, فقال بعض اهل العلم حدها من الركبة الى السرة , وهو قول الجمهور , وقال البعض الاخر حدها من الركبة إلى أعلى الصدر , والقول الثاني قوي , لأنه حتى أصحاب القول الأول قال كثير منهم أن هذه المنطقة التي تشمل البطن والصدر وأعلى الظهر لا ينبغي كشفها أمام غير الزوج إلا لضرورة فكأنها تأخذ حكم العورة المغلظة أيضا .
حكمها : يجب على المرأة المسلمة بالإجماع ستر العورة المغلظة عن كل إنسان , سواء كان رجلا أو امرأة , من محارمها أو من غير محارمها , إلا عن إنسان واحد أحلها الله له وأحله لها وربط يينهما بميثاق غليظ , ألا وهو زوجها .
ثانيا : عورة مخففة :
تعريفها : هي جميع جسد المرأة فيما عدا العورة المغلظة , والوجه والكفين الذي فيهما خلاف .
حكمها : يجب على المرأة المسلمة تغطية العورة المخففة وسترها عن الرجال الأجانب , ويجوز كشفها أمام النساء والمحارم كالأب والأخ والأولاد ونحوهم .
مما سبق من البيان يُعلم أن كل ما يجسد العورة المغلظة أو يكشفها أو يشف عنها لا يجوز للمرأة المسلمة لبسه ولو في بيتها أمام محارمها كالأب والأخ والابن أو حتى أمام النساء , ولا يشك مسلم عاقل منصف أن البنطلون مما يجسم هذه العورة ويبين حدودها , لذلك أجمع جميع من نعرف من أهل العلم المعتبرين على حرمة لبس البنطلون حتى في البيت أمام المحارم والنساء إلا أن يكون فوقه جلباب ساتر واسع لا يشف ويغطي إلى ما تحت العورة المغلظة ( أي الى ما تحت الركبة).
من آثار مخالفة شرع الله عز وجل وأمره في هذه المسألة :
ما من أمر من أوامر الله عزوجل تتم مخالفته إلا ولابد أن تظهر آثار تلك المعصية على الفرد والمجتمع , ويعاني منها الإنسان .
ومخالفة أمر الله عز وجل في هذه المسألة , واستهانة كثير من النساء بهذا الأمر الرباني النبوي - هذه الاستهانة والمخالفة التي لم تظهر إلا في هذا العصر - أدت إلى ظهور أنواع جديدة من الفساد في المجتمع قلَّما سمعنا عنها فيما مضى .
فاليوم صرنا نسمع- والعياذ بالله - عن زنا المحارم , وعن الأخ – واحيانا الاب - الذي يغتصب أخته أو بنته , ونحو ذلك .
وأقل شيء أن تثير هذه المرأة غريزة أخيها أو محرمها – إن لم يكن تجاهها - فتجاه النساء الأخريات فتكون قد فتنته وساعدت في إفساد المجتمع .
وتهاونُ النساءِ بهذا الأمر بين بعضهن البعض أدى إلى انتشار الزنا المثلي أو ما يسمى بالسحاق والعياذ بالله , واقل شيء أن تنظر المرأة لعورة أختها مما هو حرام اتفاقا لنص حديث النبي صلى الله عليه وءاله وسلم : ( لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل ولا تنظر المرأة إلى عورة المرأة ) .
وصدق الله العظيم القائل في كتابه الكريم : (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون) .
الواجب على المرأة المسلمة في بيتها :
فالواجب على المرأة المسلمة في بيتها أن تتقي الله عزوجل وتطيعه , فلا تلبس البنطلون , ولا أي ثوب يكشف او يجسم عورتها المغلظة . بل ترتدي من الثياب ما يستر جسدها دون تكلف ولا إفراط ولا تفريط , فترتدي قميصا ( أي : جلبابا ) واسعا سميكا لا يشف عن لون جسدها ولا يجسمه , يصل إلى الركبتين على الاقل او تحتهما.
ولا بأس بظهور الشعر والوجه والرقبة واليدين إلى المرفقين والقدمين إلى الكعبين او فوقهما بقليل , أما ما زاد على ذلك من العورة المخففة فلا يحسن بالمرأة المسلمة أن تكشفه أو تجسمه . فإذا وصل الأمر إلى تجسيم العورة المغلظة – وهي ما بين الركبة والسرة او ما بين الركبة واعلى الصدر كما بينا سابقا – كما يحدث عند لبس البنطلون أو "الشورت" او غيره من الألبسة الكاشفة فذلك هو الحرام بعينه والعياذ بالله .