بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الحمد لله ، نحمده ، ونستعينه،ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه، وعلى آله وصحبه ، وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد: فإن المحبة في الله ، عزوجل ، من أعظم عرى الإيمان ، وقواعده، كما أخبر بذلك الصادق المصدوق - صلى الله عليه وسلم-.
وللمحبة جسور أقامها ربنا تبارك وتعالى بين المؤمنين ، ووصل قلوبهم بها، وقد ذكر سبحانه وتعالى هذه الجسور في كثير من المواضع في كتابه العزيز: كقوله:
"إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ" (الحجرات :الآية 10)
وقوله جلت قدرته :" وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ" ( آل عمران :الآية103)
ويقول تبارك اسمه :" وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ " (الأنفال :الآية 63)
وقصر سبحانه وتعالى الولاية على المؤمنين ، فقال :" والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض" ( التوبة : الآية 71)
وقال سبحانه وتعالى :"إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ .وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ " ( المائدة :الآيتان: 55،56)
وقد ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم- ، جسور المحبة أيضا، فهو الذي أسسها وأرسى بناءها ، ومد حبال الود في قلوب أتباعه إلى يوم الدين.
قال عليه الصلاة والسلام، من حديث أبي هريرة (( حق المسلم على المسلم ست: إذا لقيته فسلم عليه ، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فحمد الله فشمته ، وإذا مرض فعده ، وإذا مات فاتبعه)).
ولما رأيت هذا الأمر واضحا جليا، استعنت بالله عزوجل في جمع مادة هذه الرسالة، وقد تناولت فيه بعضا من تلك الجسور "جـــســور الـــمـحـبـة "،
تذكيرا لنفسي أولا ، ثم حثا لإخواني على مد هذه الجسور فيما بينهم، لتنتشر المحبة والآلفة والمودة بين المسلمين....
فهيا نتحاب.. وهيا نتآلف.. وهيا نتراحم..
المصدر: من كتاب في رحاب الأخوة..
بقلم : د. عائض القرني..