الجسم لا يتكون فقط من المواد العضوية، بل يحتوي على كمية قليلة من العناصر المعدنية والأملاح، وهي تشكل حوالي 4% من جسم الإنسان. ويعتبر الكالسيوم من أهم العناصر المعدنية الموجودة في جسم الإنسان.
الكالسيوم (كلمة لاتينية calx, وتعني الكلس)، وتم استخلاصه لأول مرة بواسطة السير همفري دافي في عام 1808 عن طريق التحليل الكهربائي لخليط من الكلس وأكسيد الزئبق. هو العنصر المعدني الأكثر وفرة في جسم الإنسان، وهو موجود بنسبة 99% تقريباً في الأسنان والعظام، وبنسبة 1% في الدم وداخل الخلايا.
الكالسيوم عنصر هام جدا، ويكفي أن نقول بأن بناء العظام والأسنان يعتمد على هذا العنصر, فالأم الحامل بحاجة ماسة إلى كمية إضافية من الكالسيوم لأن الجنين يستمد غذاءه من الأم وبخاصة في آخر شهور الحمل، وأيضا الأم المرضعة, لأن الصغار بحاجة ماسة إليه لبناء عظامهم وأسنانهم. ووجود مادة الكالسيوم في الدم ضروري لعملية التخثر في حالة النزف، لأن الكالسيوم ينشط الخميرة الخاصة التي تعرف باسم (ترومين) وهي خميرة التخثر، إضافة إلى أهمية وجود الكلس لخلايا الجسم لمساعدته على أداء وظائفه على الوجه الأكمل وبخاصة الجهاز الهضمي والجهاز الدوري, وإن تأثيره واضح على انقباض عضلات القلب.
وكشفت دراسة أميركية جديدة في جامعة ولاية شمال كارولينا، أن الحصول على ما يكفي من الكالسيوم في الفترات المبكرة من عمر الإنسان، يعين على تفادي وطأة وتأثير الروتين اليومي في المستقبل على صحة العظام، إضافة إلى تأثيره الإيجابي في تفادي البدانة.
كما أن تناول الكالسيوم بكميات معتدلة يحمي -بإذن الله- من هشاشة العظام، ويساعد على تقوية العظام، وتقليل خطر إصابة القولون بالسرطان, ويخفف من ارتفاع ضغط الدم, ويخفف من الأعراض التي تسبق الدورة الشهرية.
مصادر الكالسيوم:
عندما يفكر أكثر الناسِ بالمصادر الطبيعية الغذائية للكالسيوم، فهم يفكرون في الحليب ومنتجات الألبان الأخرى فقط, ولكن هناك مصادر أخرى للكالسيوم لا تأتي من الألبان، مثل عصير البرتقال، والحبوب، وحليب الصويا المضاف إليها الكالسيوم، والبقول، والخضروات الورقية، السمكوالسردين والسلمون، وتحتوي الوجبة الواحدة من هذه المواد على نفس كمية الكالسيوم من كوب الحليب.
ومن مصادر الكالسيوم أيضا المكملات الغذائية, وتتوفر تشكيلة واسعة من المكملات الغذائية للأنواع المختلفة من الكالسيوم. عندما تختار إحدى مكملات الكالسيوم، ابحث عن العلامات التجارية الموثوق بها. وتجنب الأطعمة التي تأتي من العظام والصدف الملوث؛ لأنها تَحتوي على معادن سامة. وبعض المكملات الغذائية لا تملك موافقة إدارة الغذاء والدواء عليها، ولكنها قد تملك ختم معايير الجودة للنقاوة التي وضعها الصيادلة في الولايات المتحدة الأمريكية. وتحتوي هذه المكملات على نسبة تلوث ضئيلة جدا. لذلك تبقى أفضل طريقة للحصول على الكالسيوم هي من خلال الأطعمة؛ لأن جسمك يمتص الكالسيوم منها بطريقة أفضل.
ما معدل احتياج جسم الإنسان للكالسيوم؟
عظام الإنسان في حالة تغير دائم, لذلك لا بد أن يكون في الجسم مستودع للكالسيوم, وكلما تقدم عمر الإنسان قل المخزون، مما يؤثر سلبا على العظام.
وتختلف الحاجة اليومية للكالسيوم باختلاف العمر والجنس. فيكون بمعدل 500 إلى 800 مليجرام للأطفال، و1200 مليجرام لأعمار بين 19 والى 25 سنة، و800 مليجرام للأعمار بين 25 و50 سنة.
وزيادة نسبة الكالسيوم في الجسم مضرة كنقصانه. وينصح بتجنب تناول المواد الغذائية التي تقلل من امتصاص الجسم للكالسيوم وتدمره.
فافتقار الجسم للكالسيوم يسبب نخر الأسنان وتقوس العظام وهشاشتها وانحطاط في قوة العضلات وتشنجها وآلام عصبية وغير ذلك، مما يؤثر على الصغار والكبار على السواء. أما زيادة نسبة الكالسيوم في الجسم فتسبب حصوات الكلى وتقليل امتصاص معادن أخرى.