ومايهمنا أن نأكده في هذا المقام ،هو أن كل ما نقوله في حق المرأة إنما نقوله من منطلقغيرتنا على أخواتنا بصفتنا مسلمين, وحرصنا على صيانة الأخت وحمايتها ،وليسمن منطلق عداوتنا للمرأة!إن ثمة توجيهاً خفياً - بل قد صار اليوم معلناً- يستهدف وضع المرأة المسلمة في ظروف مقصودة تسلبها العفة، بل تسلبها الثقة بنفسهاومقوماتها. ولا جرم أن الهدف من وراء ذلك رهيب!إنه تحطيم السدود الروحية التي حفظت فيالأمة حتى الآن مشاعر العزة والحرية الدافعة إلى الجهاد والبذل في سبيل الله..لقدبات وضع المرأة المسلمة في عصرنا في مهب الأعاصير، فليس من الحكمة أن يتركزمام المرأة للأمواجتفتك بها حيث تشاء مع أولي الأهواء.لاريب أن الواجبيضع على عاتق كل منا نصيبه في إعادة المرأة المسلمة إلى ما كانت عليه زمن عائشة بنت الصديق؛ زمن النبي محمد صلى الله عليه وسلم, ولا يستثنى من ذلكصغير ولا كبير ولا حاكم ولا محكوم..إننابحاجة جميعا أن نقوم -قومة لله صادقة- بدعوة المرأة لإنقاذها..إننا بحاجة حقاإلى المرأة..نعم، بحاجة إلى أن نأخذها من أيدي الفسقة والفجرة، وأن تعود إلىأيدٍ أمينة.إننا نريد أن نقول لهؤلاء الذين يريدون فقطالمرأة راقصة وغانية ومتبذلة ومتبرجةفي الشوارع و عارضة أزياء.. نقول لهم: ارتفعوا عن هذه الأوحال !فليس في حياة الأمم الجادة مجال لرقاعة السفهاء و ثرثرة السخفاء.إننابحاجة أن نقول للمرأة وبلا مواربة:
مهلاً .. مهلاًلقد ملأتِ الدنيا شراً بجهلكملأتِقلوب الناس فتنة
نقول لها هذا لنسلمها حجابها، ولتقر في بيتها.وأقول لا داعي للاستعجال؛ فقد قال ربنا سبحانه وتعالى:{وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى}فالصبر الصبر مع النساء، فإنهن أرق أفئدة وألين جانبا، ولكن استعمل أيها الرجل ما وصاك الله به: {وَاللاَّتِيتَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِوَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّسَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا}أختاهنحن لا ننكر أن الهوة فسيحة بين ما نحن عليه ،وما يجب أن نكون عليه , ولكنما ينبغي أن يكون هذا محبطاً لمعنوياتنا ولا مثبطا لهممنا
فهيا أختاه ... هيا أختاه
أخت مضطرة للعمل .. فماذا تفعل؟نسأل الله لها العافية .. فوراً تتجه إلى الله، وتسأله أن يعافيها فيعافيها.إن صدقت الله فسيصدقها الله ؛ " إن تصدق الله يصدقك " [النسائي وصححه الألباني]أخت تلبس (الإيشارب) تنتظر أن يهديها الله !! أخت تتمنى أن تلبس النقاب !!مدي يدك إلى اللهيهديكأخت تعلم معاصيها، ولا تقوى على التوبة منها..هيا ارفعي يدك إلى الله، وسيري إليه يأخذ بيدك إليه، ويرفعك من هذا الذي أنت فيه..{ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ }فعليكِ أختاه البداية، وعلى الله سبحانه التمام.. اللهم تمم علينا فضلك يا رب.يقول النبي صلى الله عليه وسلم:" يقول الله: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم، وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة " [البخاري]بالله أختاه..
ما تقولين في امرأة الله يذكرها في نفسه سبحانه وتعالىوفي خير ملإويتقرب إليها أكثر مما تتقرب إليهويأتيها جل جلاله هرولة..؟أليست بحقأهم امرأة في الدنيا ؟!اللهم اهد المسلمين والمسلماتاللهم اهد نساء المسلمينوصلى الله وسلم وبارك على النبي محمد وآله وصحبه أجمعين. والحمد لله رب العالمين
الشيخ محمد حسين يعقوب