الأصوليون
أحمد مطر
الأُصُوليّون قومٌ لا يُحبّونَ المحبَّةْ
ملئوا الأَوطان بالإرهابِ
حتّى امتلأَ الإرهابُ رَهبةْ!
وَيلهُمْ!
مِنْ أينَ جاءوا؟!
كيفَ جاءوا؟!
قَبْلَهُمْ كانت حياةُ الناس رَحْبَةْ
قَبْلَهُمْ ما كانَ للحاكمِ أن يَعطِسَ
إلاّ حينَ يستأذِنُ شَعْبَهُ!
وإذا داهَمَهُ العَطْسُ بلا إذن
تَنَحى.
ورجا الأُمَّةَ أن تَغفرَ ذَنَبهْ!
لم يَكُنْ مِن قَبلهم رُعْبٌ
ولا قَهْرٌ..
ولا قَتلٌ..
ولا كانتْ لدى الأوطان غُربةْ
كان طَعْمُ المُرِّ حُلواً
وهَواءُ الخَنْقِ طَلْقاً
وكؤوسُ السُّمِّ عَذْبَةْ!
كانتِ الأوضاعُ حَقَاً.. مُسْتَتبَّةْ!
ثُمَّ جاءوا...
فإذا النَّكْسَةُ
تَأتينا على آثار نَكْبَةْ
وإذا الإرْهابُ
يَنْقَّضُّ على انقضاضنا من كُلِّ شُعْبَةْ:
واحدٌ.. يقرأُ في المسجد خُطْبَةْ!
واحدٌ.. يَشرَحُ بالقرآن قَلْبَهْ!
واحدٌ.. يَعْبُدُ رَبَّهْ!
واحدٌ.. يحْمِلُ "مِسْواكاً" مُريباً!
واحدٌ.. يَلْبَسُ جُبُّةْ!
آهِ مِنْهُمْ
يَستفزّونَ الحُكوماتِ
إنْ فَزَّتْ عَلَيْهِمْ
جَعلوا الحبَّة قُبَّةْ!
فإذا ألقتْ بِهِمْ في الحَبسِ
قالوا أصبحَ الموطِنُ عُلْبَةْ
وإذا ما ضَرَبَتْهُمْ مَرَّةً
رَدّوا على الضَّرب.. بِسُبّةْ!
وإذا ما شَنَقتهمْ واجَهوا الشَّنقَ بِضربَةْ!
وإذا مَدَّتْ إليهم مِدْفَعاً
مَدّوا لها في الحالِ.. حَربَةْ!
وإذا ما حَصَلوا
في الانتخابات على أَعظَمِ نِسبَةْ
زَعَموا أنَّ لَهُمْ حَقاً
بأنْ يَسْتَلموا الحُكْمَ..
كأنَّ الحكمَ لُعْبَةْ!