ما زلت تتلاعب يا ليل بأحلامي .. ترمي على فؤادي نبضاتك المؤلمة .. وأنا أمضي خلفك علي ألتمس نورًا مختبئا هنا أو هناك .. مساحاتك المعتمة تتمدد .. تلغي بقايا الأمل في قلبي .. بل وأراك تصطحب معك دخانًا كثيفًا فيه شيئًا من رائحتك ..
حاولت فيك يا ليل .. أن أرسم وجهًا للقمر .. ولكن دموعي المحرقة نقشت ملامح الصورة .. فـأحرقت كل المعالم ..
أيها الليل .. دعني أسافر إلى هناك .. علي أتدفأ من برد الماضي .. أهرب من هزيمتي معك .. وسأحاول إزالة بقايا الوشم التي تركتها .. سأضع دمعتي الأخيرة .. وأيضًا هناك من يصطحبني .. إنه الحزن .. ليحملني جرحًا لا يبرأ .. وأحمله ألمًا لا يهدأ .. ولكن ..لا أمان منك أيها الليل .. فأنا خائف من تسللك من بين خيوط الأسى .. لأثق حينها أنك سترتشف كل اللحظات في صمت .. وأتجرع أنا حينها الآهات ..
إنني الآن أبحث عن زاوية بعيدة .. زاوية تلغي كل الألوان .. علي أدفن الألم فيها ..