<div align="CENTER">بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
<span style='colorrimson'>هذه القصيدة للشاعر لعبدالله البردوني ... قالها معارضاً لقصيدة ابو تمام (فتح عمورية)
<span style='font-size:13pt;line-height:100%'>ما أصدقَ السيفَ! إن لم ينضهِ الكذِبُ * * * وأكذبَ السيفَ إن لم يصدق الغضبُ
بيضُ الصفائحِ أهدى حينَ تحملُها * * * أيدٍ إذا غلبتْ يعلُو بها الغلَبُ
وأقبحُ النصرِ... نصرُ الـأقوياءِ بلا * * * فَهْمٍ.. سوى فهم كم باعوا... وكم كسبوا
أدهى من الجهلِ علمٌ يطمئنُّ إلى * * * أنصافِ ناسٍ طغوا بالعلمِ واغتصبو
قالوا: همُ البشرُ الأرقى وما أكلوا * * * شيئاً.. كما أكلوا الإنسانَ أو شربوا
ماذا جرى... يا أبا تمَّام تسألني؟ * * * عفواً سأروي.. ولا تسأل.. وما السببُ
يَدمى السؤالُ حياءً حينَ نسألـهُ * * * كيف احتفت بالعدى (حيفا) أو (النقبُ)
مَنْ ذا يُلبي؟ أما إصرار معتصمٍ * * * كلا وأخزى من (الأقشين) ما صُلبوا
اليومَ عادتْ علوجُ (الروم) فاتحةً * * * وموطنُ العربِ المسلوبِ والسّلَبُ
ماذا فعلنا؟ غضبنا كالرجالِ ولم * * * نصدق.. وقد صَدَقَ التنجيمُ والكتبُ
فأطفأتْ شُهُبُ (الميراج) أنجمنا * * * وشَمسُنا... وتحدّت نارَها الخطبُ
وقاتلت دوننا الأبواقُ صامدةً * * * أما الرجالُ فماتوا... ثمّ أو هربوا
حكامنا إنْ تَصدوا للحمى اقتحموا * * * وإن تَصدى لـهُ المسعمرُ انسحبوا
هم يفرشونَ لجيشِ الغزوِ أعينهِم * * * ويَدّعُونَ وثوباً قبل أن يَثِبوا
الحاكمون و«واشنطن» حكومتهم * * * واللامعونَ.. وما شَعّوا ولا غربوا
القاتلُونَ نبوغَ الشّعبِ ترضيةً * * * للمعتدينَ وما أجْدتهم القربُ
لـهم شموخ (المثنى) ظاهراً ولـهمْ * * * هوًى إلى «بابك» الخرمي» ينتسبُ
ماذا ترى يا (أبا تمام) هل كذبت * * * أحسابُنا؟ أو تَناسى عرقُه الذهبُ؟
عروبةُ اليومِ أخرى لا ينمّ على * * * وجودها اسمٌ ولا لونٌ... ولا لقبُ
تسعونَ ألفاً (لعمّوريّة) اتقدوا * * * وللمنجمِ قالوا: إننا الشهبُ
قيل: انتظارَ قطاف الكرم ما انتظروا * * * نُضْجُ العناقيدِ.. لكن قبلـها التهبوا
واليوم تسعونَ مليوناً وما بَلغوا * * * نُضجاً.. وقد عُصرَ الزيتونُ والعنبُ
والـيوم تـسعون مـليوناً ومـا بلغوا * * * نـضجاً وقـد عصر الزيتون والعنب
تـنسى الـرؤوس العوالي نار نخوتها * * *إذا امـتـطاها إلـى أسـياده الـذئب
(حـبيب) وافـيت من صنعاء يحملني * * * نـسر وخـلف ضلوعي يلهث العرب
مـاذا أحـدث عـن صـنعاء يا أبتي؟ * * * مـليحة عـاشقاها: الـسل والـجرب
مـاتت بصندوق »وضـاح«بلا ثمن * * * ولـم يمت في حشاها العشق والطرب
كـانت تـراقب صبح البعث فانبعثت * * * فـي الـحلم ثـم ارتمت تغفو وترتقب
لـكنها رغـم بـخل الغيث ما برحت * * * حبلى وفي بطنها »قحطان« أو »كرب«
وفـي أسـى مـقلتيها يـغتلي »يمن« * * * ثـان كـحلم الـصبا... ينأى ويقترب
»حـبيب« تسأل عن حالي وكيف أنا؟ * * * شـبابة فـي شـفاه الـريح تـنتحب
كـانت بـلادك (رحلاً)، ظهر (ناجية) * * * أمـا بـلادي فـلا ظـهر ولا غـبب
أرعـيت كـل جـديب لـحم راحـلة * * * كـانت رعـته ومـاء الروض ينسكب
ورحـت مـن سـفر مضن إلى سفر * * * أضـنى لأن طـريق الـراحة التعب
لـكن أنـا راحـل فـي غـير ما سفر * * * رحلي دمي... وطريقي الجمر والحطب
إذا امـتـطيت ركـاباً لـلنوى فـأنا * * * فـي داخـلي... أمتطي ناري واغترب
قـبري ومـأساة مـيلادي عـلى كتفي * * * وحـولي الـعدم الـمنفوخ والـصخب
»حـبيب« هـذا صـداك اليوم أنشده * * * لـكن لـماذا تـرى وجـهي وتكتئب؟
مـاذا؟ أتعجب من شيبي على صغري؟ * * * إنـي ولـدت عجوزاً.. كيف تعتجب؟
والـيوم أذوي وطـيش الـفن يعزفني * * * والأربـعـون عـلى خـدّي تـلتهب
كـذا إذا ابـيض إيـناع الـحياة على * * * وجـه الأديـب أضـاء الفكر والأدب
وأنـت مـن شبت قبل الأربعين على * * * نـار (الـحماسة) تـجلوها وتـنتخب
وتـجتدي كـل لـص مـترف هـبة * * * وأنـت تـعطيه شـعراً فـوق ما يهب
شـرّقت غـرّبت من (والٍ) إلى (ملك) * * * يـحثك الـفقر... أو يـقتادك الـطلب
طوفت حتى وصلت (الموصل) انطفأت * * * فـيك الأمـاني ولـم يـشبع لها أرب
لـكـن مـوت الـمجيد الـفذ يـبدأه * * * ولادة مـن صـباها تـرضع الـحقب
»حـبيب« مـازال فـي عينيك أسئلة * * * تـبدو... وتـنسى حـكاياها فـتنتقب
ومـاتـزال بـحـلقي ألـف مـبكيةٍ * * * مـن رهبة البوح تستحيي وتضطرب
يـكـفيك أن عـدانـا أهـدروا دمـنا * * * ونـحن مـن دمـنا نـحسو ونـحتلب
سـحائب الـغزو تـشوينا وتـحجبنا * * * يـوماً سـتحبل مـن إرعادنا السحب؟
ألا تـرى يـا »أبـا تـمام« بـارقنا * * * (إن الـسماء تـرجى حـين تحتجب)
</span></span></div>