[align=center]رسالة مفتوحة إلى الشيخ عائض القرني
م. عبد اللطيف البريجاوي
أشعرتنا باليتم, وشككتنا بلا تحزن , ورفعت عنا مائدة العلم , وفواكه الفهم ,وأخرجتنا من الظل الظليل والخير العميم , فممن نسمع الأدب ومع من نتذاكر القرآن
ما أصعب أن يكون الإنسان يتيما ووالده أمامه , وما أقسى قرار الانسحاب من الحياة ممن يبث روح الحياة
كذا فليجل الخطب وليفدح الامر فليس لعين لم يفض ماؤها عذر
أبكيتنا
على الرغم من المآسي التي تبكي في عالمنا ( العراق وفلسطين وأفغانستان )
فلا تزد هذه المأساة مأساة لا تسد أبدا فكما ورد في الأثر (لموت قبيلة أهون من موت عالم )
لو كان موتا لاسترجعنا احتسبنا وطلبنا من الله العوض
لو كان قهرا بشتى أنواعه لقلنا مقهور كأحمد بن حنبل
لوكان قرارا مؤقتا لقلنا اعتزال كاعتزال الغزالي يستجمع فيه شيخنا ليخرج علينا بما يفتحه الله عليه
أمامي كتابك الرائع (لا تحزن )
ماذا ستقول لمليون قارئ ؟ وهو أكبر مبيع لكتاب في عصرنا ؟
فيه زهوة النصر وفسحة الأمل وقرار التطوير
لكن قفوا أيها القراء
احبسوا أنفاسكم
يا من يقرؤون لا تحزن ويستمتعون بمفرداته ويترنمون بكلماته
قفوا إن صاحب لا تحزن قد حزن )و ( إن صاحب لا تحزن قد جزع ) وإن صاحب (اصبر على إيذاء الناس لم يصبر )
أمامي كتابك الرائع (لا تحزن )
وفيه قولك : ( محادثة الإخوان تذهب الأحزان )
وفيه أيضا : ( فكر فيمن تحبهم ولا تعط من تكرههم لحظة واحدة من حياتك )
وفيه : ( لن تسعد بالأكل ولا بالنوم وإنما تسعد بالعمل)
وفيه : (لا تنتظر شكر أحد ويكفي ثواب الصمد )
وفيه : (إذا وقعت بأزمة فتذكر كم أزمة مرت بك ونجاك الله منها حينها تعلم أن من عافاك في الأولى سيعافيك في الأخرى ) وفيه من الدرر التي لا تخطر على قلب
وغير ذلك ممن بشكل حلقة في سلسلة السعادة التي وضعتها بين أيدي الناس وأوصلت الناس إليها
فكم من حزين قرأ كتابكم فدعا لكم
وكم من غريب عن الله سمع نصحكم فصار قريبا من بارئه يدعو لكم في الليل والنهار
وكم من طالب علم نقل علومكم عبر منبره للناس فاستفاد الناس ودعا لكم بخير
لمن سنترك قناة المسلمين الفضائية (اقرأ ) التي تنشر العلم والفهم بين المسلمين التي تدافع وتجاهد مئات القنوات الإفسادية
آه ما أحلى ليلة الجمعة لما كان يزورنا في بيتنا عبر قناة اقرأ سيد الدعاة وساحر الألباب ومقرب الناس إلى الله عائض القرني
والأولاد من حولنا يسمعون والرجال من حسن كلامك ينتحبون والنساء من كثرة الدموع يتوارون
آه ما أحلى قصة يوسف من فمكم المبارك وما أروع إطلالتكم في سورة النمل
تذكر كم هناك من محبين على مستوى العالم وتذكر ياسيدي أنك بحاجة يوم القيامة إلى رجل اهتدى على يدك ليأخذك إلى الجنة
سيدي لا تجعلنا أيتاما وأنتم على قيد الحياة
رب نازلة يضيق بها الفتى ذرعا وعند الله منها المخرج
دمتم للدعوة سندا ونرتقب إطلالتكم وأنتم من اليوم عائد لا عا ئض
[/align]