إلى يــاســر عــرفــات
بعهــا فــأنت لمــا سواهــا أبيـع *** لك عـارها ولهـا المقـام الأرفــــع
لك وصمـة التـاريخ أنت لمثلهــا *** أهــل ومثـلك في الـمذلــة يرتــــع
شبـح مضى والنـاس بيـن مكذب *** ومصــدق ويــد الكــرامة تـقطــع
ضيعت جهـد المخلصيــن كأنهــم *** لــم يبـذلــوا جهـدا ولـم يتبـرعـوا
والله مـا أحسنـت ظنـي فـي الـذي *** تــدعــو ولا مثـلي بمثـلك يخـدع
وقـــرأت فـي عينيك قصـة غــادر *** أمسـى على درب الهـوى يتسكـع
وعلمت أنك ابن اسرائيل لم تفطم *** وأنــك مــن هــواهــــا ترضــع
لكــن بعض القـوم قـد خــدعـوا *** بمـا نمّـقته فتـأثـروا وتـــــسرعـوا
ظنـــوك منقــذهــم ولــو علمـــوا *** بما تخفي وأنك في الرئاسة تطمع
لرمـــاك بالأحجــار طفــل شامخ *** مـا زال يحـرس ما هجرت ويمنع
يـا مـن تزوجت القضية خـدعـــة *** وحـلفــت أنــك بالحقيقـة تصــدع
عجبــا لــزوج لا يغــــار فقـلبـــه *** متحجـــــر وعــيــونـه لا تدمـــع
عجبــا لــزوج بـاع ثوب عروسه *** لا ينــزوي خجـــلا ولا يــــورع
يـا بـائـع الأوطـان بيعـك خـاســر *** بيـــع السفيـــه لمثلــه لا يشــرع
هــذي فلسطين العــزيزة لم تــزل *** فــــي كــــل قلب مسلــم تتـــربع
مســرى النبـي بهـــا وأول قبلـــة *** فيهــــا وفيهــــا للبطولــــة مهيع
فيهـــا عقــــول بالرشـــاد مضيئة *** فيهـــا حمـــاس وجهها لا يصفع
هـــذي فلسطين العــزيزة ثــوبهـا *** مــن طلعة الفجر المضيئة يصنع
هـــذي فلسطين العــزيزة طفلهـــا *** متــوثب لا يستكيـــن ويخضــــع
هــي أرض كــل موحـد لا بيـع من *** باعــوا يتمّ ولا الدعـاوى تسمع
سيجــيء يـــوم حافـــل بجهـادنـــا *** لخيــل تصهــل والصوارم تلمع
قــد طــال ليــل الكفـر لكنــــي أرى *** مـن خلفه شمس العقيدة تسطع