قال حفظه الله
إنه لحلم عظيم أن يضم المرء في بيته امرأة تبتسم له الدنيا بوجودها،
وإنها لغاية عظيمة أن تجتمع المرأة برجل يكون لها كالمطر المدرار؛أنساً وألفة وصحبة
إن إقامة بيت سعيد؛هدف يسعى إليه كل فرد،
وأمنية يود تحقيقها كل أحد؛
لأن المنـزل هو المأوى الذي يرجع إليه بعد كدٍّ وتعب،
فإذا أوى إلى بيت هانىء وعيش طيب بعد المكابدة، فقد تحققت له السعادة المنشودة.
كم من بيت ضيق جعلته السعادة رحباً واسعاً،
وكم من منزل واسع الأرجاء جعله النكد أضيق من خرم الإبرة، فإذا بأصحابه لا همّ لهم إلا مفارقته، فيعالجون ضيقهم بالهروب من أسبابه، فإذا ببيوت خاوية، تسفي عليها رياح الكآبة؛وتلفها أعاصير الشقاء
ليست المسألة .. مسألة " زواج" واجتماع رجل بامرأة تحت سقف واحد؛
إنما القضية العظمى أن يعرف المرء الهدف من الزواج وإنشاء أسرة،وما سيجنيه منه؛وكيف يكون موفقاً حتى يكون سعيداً.
وكم حري بالرجل حين انطلاقه للبحث عن مؤانسته ورفيقة دربه الذي ربما يطول،
أن يستحضر حديث النبي صلى الله عليه وسلم :
" الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة"؛
فيشحذ همته أن تكون المرأة التي سيرتبط بها "صالحة"
بما تعنيه هذه الكلمة ؛
فهذه الدنيا بأسرها ما هي إلا متاع،
وخير ما يستمتع فيه العبد فيها امرأة صالحة؛
تكون زينة لبيته؛
تقرب البعيد
وتؤنس المستوحش،
إذا نظر إليها سرته؛
وإذا غاب عنها حفظته في نفسها وماله..
أما سمعت قول المؤمنين المخبتين؛وهم يدعون ربهم سبحانه بأن يرزقهم من الزوجات ما تقربه أعينهم ،فقال سبحانه عنهم:
"والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين
واجعلنا للمتقين إماما"..
الاختيار..
إن المرحلة الأولى في طريق الزواج هي مرحلة الاختيار،
ولعل هذه المرحلة هي أشق المراحل ،
ولا يزال الرجلُ يقلب أوراقه يبحث عن شطره الآخر،
والمرأةُ تنتظر أن يأتيها رجل يبدد وحدتها وخوفها
إلى عالم مليءٍ بالطمأنينة والأنس
وقيل للحسن البصري رحمه الله:
"إن لي ابنة فمَن ترى أن أزوجها؟ قال :زوجها من يتقي الله تعالى،فإن أحبها أكرمها، وإن أبغضها لم يظلمها.."
وحين تفكر في الارتباط بامرأة ما، ضع أمام عينيك هذا السؤال:
لو حصل وحدث لك عائق من العوائق في هذه الحياة المليئة بالمفاجآت،هل ستكون عوناً لك أم أنها ستتخلى عنك للوهلة الأولى؟.
وضع أمام ناظريك سؤالاً آخر: لو لم يحصل الوفاق بينكما وطلقتها فما نوعية المجتمع الذي سيعيش فيه أولادك؟..
واسمع هذه الحكاية الجميلة شاهد ما نقول:
قال شريح القاضي: خطبت امرأة من بني تميم؛
فلما كان يوم بنائي بها أقبلت نساؤها يهدينها حتى دخلت علي؛
فقلت : إن من السنة إذا دخلت المرأة على زوجها أن يقوم ويصلي ركعتين،ويسأل الله تعالى من خيرها ويتعوذ من شرها؛
فتوضأْتُ فإذا هي تتوضأ بوضوئي؛
وصليت فإذا هي تصلي بصلاتي؛
فلما خلا البيت دنوت منها فمددت يدي إلى ناحيتها؛فقالت:
على رسلك يا أبا أمية؛ ثم قالت :الحمد لله أحمده وأستعينه وأصلي على محمد وآله؛أما بعد..فإني امرأة غريبة لا علم لي بأخلاقك؛فبين لي ما تحب فآتيه،وما تكره فأجتنبه ........
فلا تبحث عن الساقطة ومَن كان ظاهرها الانحراف
وأمام عينيك الأفواج المتكاثرة من الحرائر العفيفات ،
فأنت تريد زوجة لا عشيقة
واعلم أنك بإعراضك عن العفيفة المتدينة وذهابك إلى المتردية، قد فوّت عليها الفرصة وعرَّضت نفسك للهلكة ؛فبيتُك رأس مالك؛ فانظر في يد مَن تضعه؟
وابحث عن المرأة التي ستكون على طريقك في جميع أحوالك في طاعة الله؛فتمسك بها؛وعض عليها بالنواجذ؛ فإنها كنـزٌ مدخر؛وفواتها خسارة لا تعوض
وكم من امرأة جمّلها حسنُ خلقها؛وحسبها؛ودينها؛ورحمتها بزوجها؛فإذا بها أغلى عنده من الدنيا ؛وكم من رجل عشق امرأة على قلة جمالها فإذا بها عنده من أجمل النساء .
وكم حري بالزوج أن يختار الألفاظ الحسنة وهو يخاطب امرأته؛ويضفي عليها صفات المدح تأليفاً وترغيباً وتحبباً إليها؛ ولا يعيّرها ويذكر ما فيها على سبيل النقص، فإن تجميل اللسان نعمة؛ والقلوب عند عالمها؛ وكم ألان اللفظ الحسن طباع الغلظة والقسوة؛فإذا بصاحبه مألوف لدي كل أحد
إن الرجل حين يطالب بامرأة تكون له كالأرض التي تقله فلا بد أن يكون هو كالسماء التي تظلها،
وأنت أيتها المرأة :كوني له أرضاً يكون لك سماء؛
وليس بالمستحسن ولا بالمعقول أن نطالب الناس بشيءٍ نحن لا نمـتثلة
ولربما وجد الإنسان صاحبه مقصراً في جوانب من عشرته ،فلا يقصر هو؛ لأنه يتعامل مع الله؛ولا بد أن يعمل فيما يرضي الله عنه؛وحريٌّ بمن كان مراقبا لله فيما يعمل أن ينصره الله ويوفقه لكل خير
وتجد بعض الزوجات وهي تعيش حالة من الخوف والهلع والرعب؛مع زوج لا يعرف إلا الصراخ،ولا يتعامل إلا بالوحشية، يجعل هذا السكن الآمن حالة من الاستنفار، إذا جاء لم يُفرَح به،وإذا ذهب ودّت الزوجة والأبناء ألا يرجع
فهو غير مأسوف على فراقه، ولا مفروح بلقائة
والمصيبة أن تتحول حياته سيولاً جارفة من الإهانات والضرب التعذيب؛مع امرأة أثمن من ثمين الجوهر
وكم هي تلك الأمثلة التي تعيش حولنا؛تصور لنا حياة كثير من الزوجات؛اللاتي يعشن مع وحوشٍ في جثمان إنس، نزعوا الرحمة من قلوبهم،وألقوا الرأفة من سجلاتهم؛
وعاشوا رقيقين..شاعريين..حساسين.. مع كل البشرية إلا مع زوجاتهم وأطفالهم
إن أخطر ما يواجه الحياة الزوجية؛الجفاف الذي يخيم عليها؛حيث يجد أحدُ الأزواج عند الطرف الآخر مشاعر متبلدة؛وعواطف متجمدة؛تؤدي إن استمرت إلى ضياع الأسرة؛وتشتت الشمل؛وإطفاء نور المودة
الذكيّ من الأزواج هو الذي يسعى إلى تغيير الروتين الممل؛وإذكاء روح البهجة والمودة في بيته
فكم كان للمداعبة والتودد والترفق بين الأزواج؛دور كبير في إضفاء السعادة على بيت الزوجية
تأمل..
كانت عائشة رضي الله عنها تشرب من الإناء؛فيأخذه النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع فيها ويشرب،وكان يضع رأسه في حجرها- وهي حائض-فيقرأ القرآن
إن المشكلة العظمى التي يعاني منها الكثير؛هي
استكبار المرأة أن تعترف ولو لنفسها بحاجتها إلى زوجها مع ما فيه،ومكابرة الرجل أن يقرَّ أن لزوجته دوراً لا يملؤه غيرها؛
ولو وقف الزوجان أمام هذه الحقيقة؛لتلاشت أمام ذلك كثير من الأوهام التي يتصورها الناس مشكلة وهي ليست كذلك
" اتفقت امرأة وزوجها على إجراءات الطلاق؛
فقال الزوج: البيت لك؛لأنك يتيمة فلا أبَ لك ولا أم ،وأخوتك متزوجون وسيكون صعباً للغاية الحياة معهم،البيتُ لك؛وأنا سأقيم مع أخي
فقالت الزوجة: لا؛ البيت لك أنت شقيت به كثيراً لتبنيه،سأحاول التأقلم مع زوجة أخي،وأعيش معها.
فيرد عليها الزوج: إذن خذي الأثاث؛
قالت: لا ،أنت أكثر حاجة للأثاث مني؛ فبيت أخي به كل شيء
فرد الزوج: إذن اقبلي مني هذا المبلغ
ترد الزوجة: لا إن لي وظيفة معقولة؛ ولن احتاج للمال، أنت أحوج مني.
وبينما تعد الزوجة حقيبتها لتغادر البيت، إذْ بالزوج يتأوه متحسراً؛ ويسألها: لماذا الطلاق إذن؟! لعدم التوافق.!؛ لأني لا أفهمك ولا تفهميني.!
ما هذا الكلام؟!!
ألا يكفي الزوجين أن كلاً منهما حريص على مصالح الآخر؟..
هل لا بد من وجود حب شديد أو توافق تام؟..
هل بعض خلافاتنا يعني : فشل علاقتنا؟.
كيف نكون فاشلين وكلانا يتمتع باحترام شريك حياته؛ويؤثره على نفسه؟!
أليس الاحترام المتبادل أهم من الحب الجارف؟
لم تنطق الزوجة.. ولم يحدث طلاق.. ولا زالا زوجين حتى هذه اللحظة..!"
سارع بتحميل الشريط ولن تندم ( يمين ثم حفظ باسم )
http://media.islamway.com/lessons/sa...sa3okBaitok.rm
http://media.islamway.com/lessons/sa...a3okBaitok.mp3
أخوكم أنصار السلف
أبو عمــــــير
غفــــر الله له