طيبة زائدة
بثت تهاني لصديقتها منى همها وكيف أن موعد زواج أخيها
قد اقترب ولم تشتر القماس , فانبرت منى لهذه المهمة بكل
حماس ووعدت بأن تتكفل بشراء القماش !!!
بعد انتهاء المكالمة .. تذكرت منى أن لديها ارتباطات عائلية
ومواعيد مهمة .. وهنا بدأت رحلة عتب داخلي لتهاني ..
على الرغم من أنها هي التي عرضت خدماتها !!
.. .. ..
وهذا تصرف لا أحسبه حكيماً , حيث إن المبالغة في التفاعل مع متاعب الآخرين
وهمومهم يربك سلم الأولويات وتتأزم معه النفسيات ..
.. .. ..
أعرف شخصاً يبلغ من العمر خميسن عاماً تناوشته هموم الآخرين وناء بحملها
حتى أنسته نفسه , أضاع معها حياته وذبلت زهرة شبابه وسكب ثمرة حياته , وصب
عصارة قلبه للغير ..
ومع هذا لم يحفظوا له عهداً
ولم يذكروا له وداً .. ولم ينتبه
إلا وهو على مشارف خريف العمر !!
لا زواج ولا أسرة ولا أي نجاحات تذكر ..
«۩» ليت الزمــــان يرجع «۩»
.
.
.
.
.
«۩» صندوق الهموم «۩»
إن لدى كل شخص من الهموم من يكفيه عن مصاحبة هموم الغير .
فتشرُّبُ مشكلات الآخرين وجعلها تعيش معنا بل وأحياناً قد ترافقنا
في أحلامنا أمر ليس في مصلحتنا البتة , بل قد نزهد فيمن حمّلنا همومه ! وكيـف ؟!
بعد الآلام التي سنشعر بها لاحقاً لن يكون غير ذلك الشخص نلقي عليه اللوم ونفرغ
فيه شحنات الغيظ وهو لا ذنب له !! فنحن المذنبون في الحقيقة !
«۩» سأرمي الهموم في البحر «۩»
فما أجمل أن نخدم الآخرين بحب وتعاطف .. فهذا غاية النبل وقمة العطاء
وفيـه الأجـر العظيـم .. ولكن أن نستصحب تلك الهموم ونجعل قلوبنا مسكناً
لها وأرواحنا ميداناً تركض فيه مشاكل الآخرين , فهذا يعني أن نستهلك
طاقاتنا ونستنزف جهودنا وقدراتنا ونضيع أوقاتنا ..
.. ... .. ... .. ... .. ... .. ... ..
ارفق بنفسك
ولنتعلم مهارة الانسلاخ من مشاكل الآخرين
بعد قدر معقول من التفاعل ..
فلا ضرر ولا ضرار .
.. ... .. ... .. ... .. ... .. ... ..
ومضة قلم :
من يطارد عصفورين يفقدهما جميعاً .
.. ... .. ... .. ... ..
الدكتور خالد بن صالح المنيف
افتح النافذة ثمة ضــوء
موقع الدكتور : جدد حياتك