<span style='colorarkblue'><div align="center">
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
<img src='http://zizooo.ws/data/media/95/space104.jpg' border='0' alt='user posted image' />
قال تعالى
( بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)
أَيْ مُبْدِعهمَا ; فَكَيْفَ يَجُوز أَنْ يَكُون لَهُ وَلَد . و " بَدِيع " خَبَر اِبْتِدَاء مُضْمَر أَيْ هُوَ بَدِيع .
وَأَجَازَ الْكِسَائِيّ خَفْضه عَلَى النَّعْت لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ , وَنَصْبه بِمَعْنَى بَدِيعًا السَّمَوَات وَالْأَرْض .
بَدِيع السَّمَوَات وَالْأَرْض " أَيْ مُبْدِعهمَا وَخَالِقهمَا وَمُنْشِئُهُمَا وَمُحَدِّثهمَا عَلَى غَيْر مِثَال سَبَقَ
كَمَا قَالَ مُجَاهِد وَالسُّدِّيّ وَمِنْهُ سُمِّيَتْ الْبِدْعَة بِدْعَة لِأَنَّهُ لَا نَظِير لَهَا فِيمَا سَلَفَ " أَنَّى يَكُون
لَهُ وَلَد " أَيْ كَيْفَ يَكُون لَهُ وَلَد" وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَة " أَيْ وَالْوَلَد إِنَّمَا يَكُون مُتَوَلِّدًا بَيْن
شَيْئَيْنِ مُتَنَاسِبَيْنِ وَاَللَّه تَعَالَى لَا يُنَاسِبهُ وَلَا يُشَابِههُ شَيْء مِنْ خَلْقه لِأَنَّهُ خَالِق كُلّ شَيْء فَلَا
صَاحِبَة لَهُ وَلَا وَلَد كَمَا قَالَ تَعَالَى " وَقَالُوا اِتَّخَذَ الرَّحْمَن وَلَدًا لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا " إِلَى قَوْله " وَكُلّهمْ آتِيه يَوْم الْقِيَامَة فَرْدًا "
قال تعالى
(أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ)
أَيْ مِنْ أَيْنَ يَكُون لَهُ وَلَد . وَوَلَد كُلّ شَيْء شَبِيهه , وَلَا شَبِيه لَهُ .
قال تعالى
( وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ)
أَيْ زَوْجَة , وَالْوَلَد إِنَّمَا يَكُون مِنْ الذَّكَر وَالْأُنْثَى , وَلَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُون لِلَّهِ سُبْحَانه صَاحِبَة
فَيَكُون لَهُ وَلَد ; وَذَلِكَ أَنَّهُ هُوَ الَّذِي خَلَقَ كُلّ شَيْء . يَقُول : فَإِذَا كَانَ لَا شَيْء إِلَّا اللَّه خَلَقَهُ ,
فَأَنَّى يَكُون لِلَّهِ وَلَد وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَة فَيَكُون لَهُ مِنْهَا وَلَد !
قال تعالى
( وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)
عُمُوم مَعْنَاهُ الْخُصُوص ; أَيْ خَلَقَ الْعَالَم . وَلَا يَدْخُل فِي ذَلِكَ كَلَامه وَلَا غَيْره مِنْ صِفَات
ذَاته . وَمِثْله " وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلّ شَيْء " [ الْأَعْرَاف : 156 ]
وَلَمْ تَسَع إِبْلِيس وَلَا مَنْ مَاتَ كَافِرًا . وَمِثْله " تُدَمِّر كُلّ شَيْء " [ الْأَحْقَاف : 25 ] وَلَمْ تُدَمِّر السَّمَوَات وَالْأَرْض .
معنى الآية : وَاَللَّه خَلَقَ كُلّ شَيْء وَلَا خَالِق سِوَاهُ , وَكُلّ مَا تَدْعُونَ أَيّهَا الْعَادِلُونَ بِاَللَّهِ
الْأَوْثَان مِنْ دُونه خَلْقه وَعَبِيده , مَلَكًا كَانَ الَّذِي تَدْعُونَهُ رَبًّا وَتَزْعُمُونَ أَنَّهُ لَهُ وَلَد أَوْ جِنِّيًّا أَوْ
إِنْسِيًّا .
وَاَللَّه الَّذِي خَلَقَ كُلّ شَيْء , لَا يَخْفَى عَلَيْهِ مَا خَلَقَ وَلَا شَيْء مِنْهُ , وَلَا يَعْزُب عَنْهُ مِثْقَال ذَرَّة
فِي الْأَرْض وَلَا فِي السَّمَاء , عَالِم بِعَدَدِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ وَأَعْمَال مَنْ دَعَوْتُمُوهُ رَبًّا أَوْ لِلَّهِ وَلَدًا ,
وَهُوَ مُحْصِيهَا عَلَيْكُمْ وَعَلَيْهِمْ حَتَّى يُجَازِيَ كُلًّا بِعَمَلِهِ .
____________________
المراجع
تفسير ابن كثير
تفسير القرطبي
تفسير الطبري
تفسير الجلالين
</div></span>