منذ أشهر وحاله تغيــر!
لم يعد كما عُرف عنه من الأدب و خاصة عندما يكون في الحلقة
تغير حاله ..
أصبحت حركته كثيرة خاصة في الحلقـــة!..
كثير الضرب والمشاكل مع اقرانه بل ووصل حتى المدرســـة
إذا أُرسل إلى مكــان ما في المسجد يضرب او يلمس على الأقل كل من يجد من الطلاب
حتى أنا .. مدرســه .. لم يعد في تعامله كما كان سابقــاً!!
أصبحت اصيح في وجهه وكلي غضــب وهو ينظر إلي ويقول جزاك الله خيــر وهو يضحك!
قمـــة الأستفــزاز والله!
نعم ..
هو طفل!..
في التاسعة من عمـــره!!..
لكن..
هو طفــل يتيم
مازلت أذكر ..
قبل سنـــة وفي رمضـــان سألته..
- وين يشتغل بابا؟!
- بابا؟!...
كأنه لا يعرف هذا الكلمة!
ولم يسمع بها من قبل ولا توجد في قاموسه!..
لكنه تدراك الموقف..
- بابا مـــــــات!.. لكن أنا أقلك وين كان يشتغــل كان يشتغل أستـــاذ!.. <<ذكرتها لكم من قبل
منذ ذاك اليوم ..
وأنا أحرص على ذلك الطفل وأوجهه ... وأتعامل معه ليس كالبقية!..
ألاطفه وأضحك معه في كل وقت أراه..
كنت أظن ..
أني كسبت قلبه وحبــه...
نعم .. كنت أظن!
لكن منذ أن تغيـــر تغيرت أنا!!..
في الحلقة..
صراحة [ صار يجيب لي الصداع ]...!
هذه أيامي الأخيرة بالحلقة بعدها سأغادرهم وأعرف أنهم ملكوا عقلي وتفكيري بحبهم كلهم...
فأحاول أن أترك في نفوس أحبــابي الصغار ذكرى جميلة ..
لكن!..
بالأمس...
وكعادة هذا الطفل اليتيم..
مشاكل بريئة!!..
وازعاج مستمر!!..
حذرته..
وجهته..
أفهمته!..
لكني الآن فقدت عقلي..!
جذبته إلي...
أجلستــه..
قلت له..
راح أضربك لين تبكي..
كأني لم أتكلم معه أو أوقول له شيء...فهو يضحك!!
ويردد جزاك الله خير!!...
أستليت سيفي الخشبي!
ضربته ..
وضربته..
كنت أريد الوصول إلى درجة [ قريبـــاً ويبكي ]...
لكني تعديت هذه المرحلــة!..
وبعد إحدى الضربات بالعصا..
نظر في عيني كأنه يعاتبني..
امتئلئ البيــاض المختلط بحمــرة الموقف بالدموع!
ثم بدأت بالهطول من تلك العيون الجميلة البريئة..!
أحسست أنها دموع القهر!..
ودموع ظلم..
انفجر بالبكـــاء..
لا أدري ماذا فعلت!
أمسكت يده .. ضرب يدي المتوحشة بيده الصغيرة تلك!..
وسحبها ..
وفرّ إلى بيته!
وترك الحلقة!..
تاهت بي الأفكـــار!!
لم أدري ماذا أفعل!
أحسست أني فاشل!!!
وأن قلبي متحجــر وأصبح مثل الصخرة الســوداء!
..
أرسلت رسالة جوال إلى أمه..
نصهـــا:
فلان..
كثرت مشاكله..
وحقيقة ..
قل أدبه على الجميع!..
ثم أتبعتهــا برسالة أخرى:
وللأسف ففلان ترك الحلقة اليوم!..
..
صلاة المغــرب لم أراه..
أعرف أنه لا يريدنني أن أراه!..
صلاة العشــا..
تردد كثيـــراً في دخول المسجد..
لكنه دخل وهو يسارع في خطواته ولم ينظر إلي أبداً...
..
سألته أخاه..
ماما وش قالت لأخوك؟!
ماقالته شيء..
بس خالي ضربه!!..
..
قال تعــالى : (( فأما اليتيم فلا تقهــر)) سورة الضحــى
من تفسير القران العظيم لابن كثير:
أي كما كنت يتيمــاً فآواك الله فلا تقهر اليتيم أي تذله ولا تنهره وتهنه ولكن أحسن إليه وتلطف به قال قتــادة: كن لليتيم كالأب الرحيم.
انتهى.
..
حينهـــا دارت الأفكـــار في رأسي
أعرف خالهم شديد!..
ضربته أنا ..
وضربوه في البيت!!..
ويحنـــا ..
أنسينـــا تلك ((فأما اليتيم فلا تقهر))..
آه..
ماأقســـاني !
لم أعلم أني سأفعل هذا الجرم!..
طفل بريء لا يعقل مايفعل!
ولا بد من مروره بهذه المرحلة..
لم أكن أتصور يوماً أن يحصل لي كهذا الموقف ومع أشد الطلاب قربـاً لي!..
بيده وبيميني وبقساوتي مسكته وضربته حتى نزلت دموعه كالمطر..
ثم يأتي الأهل بجهلهم يكملوا المشوار ..!!
ألم يأمرنــا ربنــا أن نمسح على رأس اليتيم وأن نلاطفـــه!
ربــاه!
كيف بات ليلة البــارحة بعد كل هذا!
ربـــاه!
كسرت تلك التعابير البريئة على وجهه!
وحطمـــت بعصـــاي قلبه الفاقد للعطف والحنـــان!
عذراً منك!..
سامحني!..
أنا آسف!..
صدقني لم....!
ربــاه كيف أواجهه!؟
ربـــاه كيف أعتذر له؟!
أي العبـــارات تجزي بالعفو عما فعلت!
نعم..
أخطـــأ هو!
ولكن!..
طفل صغير!!..
ويتيم!!
ألم يجدر بي أن أكلم أهله منذ البداية؟!..
ألم يكن الأفضــل أن أحاول بتوجيهه مرة أخرى والصبر عليه!؟
ألم تكن هنــاك أي طريقة أخرى لإعادته كما كان غير هذه البشـــاعة التي فعلتهـــا؟!
ربي ..
استغفرك من ذنبي هذا..
واتوب إليك ..
ربي ..
لا تأخذني بما فعلت
وعداً علي ربي
أن أكون أخاً له ناصحــا وموجهـــاً ومحبــاً..
..
بقلم/ صدى
أبو عمار