من بين العيون الباكية التي شاهدتها تلك العين التي أتعبها العويل
وأرهقتها الدموع المتواصلة ... منظر محزن في بادئ الأمر، لكن حرقة الألم في
نهايته !!
أيها الشاب المسلم أمن أجل الإسلام تبكي ؟! أم من أجل الحب ولوعة الشوق
والحرمان من المحبوبة ؟! يا شباب الإسلام ألستم المسئولين عن إضاعت الشيشان
والأفغان والعراق وفلسطين ...
يقضي الواحد منكم وقته متسكعاً على أرصفة الشوارع، مجتهداً في نهش أعراض
المسلمات ، فيلاحق بعينيه تلك الفتاة ،ويصطاد الأخرى برسائله الكاذبة،
وعندما يقع في الحبائل يقضي الليل ساهراً باكياً على حب غادِرْ، أو عشق قاهر
كاذب، يتقلب على الفراش تكسوه الحرقة والكبد، يبكي بكاءً حاراً ليس على
أقصى بات أسيراً في القيود، ولا على طفلٍ قتلوه الجنود، ولا على بيتٍ أحرقه
اليهود، ولا على شعبٍ نُفي وقُتِّل وحُرِّق وأهين وشُرِّد وعُذِّب
واستباحوا منه الأعراض والحدود ...
لا .. أبداً فأولئك ليسوا بالنسبة له إلا خبراً بتناقله الناس وتلوكه
الألسن يسمع طرفاً من حديثٍ عابر عن شيء اسمه المسجد أقصى،،، ثم يهرب من واقعه
الذي لا يعيش فيه إلى ظلال الغرف المعتمة التي يبكي فيها على شيطان غاب
عنه في لحظة كان قاب قوسين من تلك الفتاة ، فواسي نفسه بالأشربة الباردة
والأطعمة الشهيّة ... فتراه يتخبط في حياته، لا هو في المساجد ساجد، ولا هو
عن التسكع في الشوارع وارع، تقلبه نفسه حسب شهواتها، فقد السيطرة عليها،
فساقته حيث شاءت... فبأس البكاء، وخسرت تلك الدموع الذي سالت في غير محبة
الله والخضوع لله ... وهنيئاً لتلك الدموع التي انهمرت وهي تحرص في سبيل
الله .