ظاهرة ابتزاز الفتيات من يُوقِفُها ؟
ظاهرة جديدة ظهرت في المجتمع السعودي ، نتيجة لبعض التحولات التي طرأت في المجتمع ، بالإضافة الثورة المعلوماتية , قضايا الابتزاز والتهديد بين الشباب والفتيات ظاهرة بدأت , وتطورت أساليبها ، وتنوعت طرقها , ومضمونها السعي لانتهاك حرمات الله , وقضاء حاجة النفس بطريقة حرمها الشرع , استغل مستخدموها ضعف الفتيات وخوفهم من انتشار الفضيحة , فتيات أخطأن فاستفحش الخطأ ، ووصل إلى أن صُوِّرن أو سُجلت أصواتهن ..
بعد تطور وسائل الاتصالات فالجوالات الحديثة والشبكة العنكبوتية وحداثة التقنيات والاستخدام السيئ من قبل الفتيات لهذه التقنية ؛ أوقعت الفتيات في أيدي ذئاب بشرية لا ترحم ، تقوم بابتزازهن وتهديدهن بالفضيحة إن لم يستجبن لطلباتهم , فتبدأ الفتاة في إدارة بائسة لأزمة لم تدرب على كيفية التعامل معها , فتبدأ المتاهة والتعثر في الخطوات إلى أن تصل للوعد المكذوب بزعمه أنها المرة الأخيرة ولن تكون حتى تستمر إلى طريق غير منتهي فمسلسل التهديد والطلبات لن ينتهي , ووراء كل وعد بإنهاء تلك العلاقة يعاودها الاتصال والتهديد مرة أخرى وتضلُّ العاجزة المخطأة وراء متطلباته خوفاً من نشر صورها وفضيحتها .
ومع كثرة قضايا وقائع الابتزاز التي تمارس على الفتيات لإقامة علاقات جنسية غير شرعية تهديداً بالمكالمات المسجلة والرسائل إلى جانب الصور، أنه غالبا ما يتم اللجوء إلى ذلك في حال إنهاء الفتاة للعلاقة نتيجة لتوبة الفتاه والندم على ما مضى ولعدم عزمها على إكمال مسيرة الرذيلة , أو لارتباطها بالزواج من رجل آخر ، وتخوفاً من الفضيحة وأمام الضغط النفسي الذي يمارس عليها .. وللأسف أن كثيراً من الفتيات ينصعن ويستجبن للتهديدات ويمكنّ أنفسهن للشباب خوفا من الفضيحة والعار .
لكنني أضع بين يدي فتياتنا وبناتنا اللاتي تعرضن لهذه الظاهرة من الأشخاص المبتزين بعض الحلول التي تمكنهم بعد توفيق الله عز وجل إلى التخلص منهم فأقول :-
أولاً :- التوبة إلى الله والاستغفار والعزم على الإقلاع وعدم الرجوع إلى هذا الذنب .
ثانياً :- المجاهدة والصبر والمصابرة فبعد الصبر ينفرج الهم والكرب " والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا "
ثالثاً :- الحذر والحرص من عدم إساءة استخدام أجهزة الجوالات وذلك من خلال التساهل في التصوير أو استبدال الصور .
رابعاً :- إخبار من تستطيع من أوليائها أو أخاها - إن وجد - , حتى يقف معها في محنتها ويشاركها الرأي والمشورة .
خامساً :- عدم الانصياع وعدم اللين والخضوع معه مهما هدد أو وعد .
سادساً :- عدم إرفاق ذاكرة الهاتف مع الجهاز أثناء صيانته حيث ثبت في كثير من الوقائع أن بعض العاملين في هذه المحلات – هداهم الله – يستغلون وجود بعض صور الفتيات أو يسخدمون برنامج استرجاع المحذوف من الذاكرة فيحصلون على بعض الصور والمقاطع ويستغلونها في ابتزاز الفتيات والوقائع كثيرة جداً في هذا المجال .
سابعاً :- إبلاغ الجهات المعنية كهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فقد سجلت هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر نجاحاً واضحاً وقد أثبتت فعاليتها في حل هذه القضايا وحفظ فتيات المسلمين ممن يحاول إيقاع الشر بهن , ومما يجدر به الذكر أن الهيئة تتعامل مع مثل هذه القضايا بسرية تامة جداً بحيث تحافظ على سمعة هذه الفتاة وتخلصها من شر هذا المبتز .. وإننا ولله الحمد والمنة تمكنَّا في حل كثير من مشاكل الابتزاز ، ففي الشهر الحالي نجحت الهيئة في تبوك في حل أكثر من أربع حالات ابتزاز وتم بحمد الله إيقافهم عن غيهم وابتزازهم ومعالجة حالة الفتاة بالسرية التامة .
وسبق أن تمكنت هيئة تبوك من القبض على أحد الأشخاص استغل غفلة إحدى الفتيات من صاحبات الثراء وسلب منها ما يزيد على مائة ألف ريال وقد قبض عليه وتم تحويله للجهات المعنية وأما الفتاة فقد استراحت من هذا العناء الذي لازمها أكثر من أربع سنوات وأفقدها سعادتها في حياتها الزوجية . وتمكنت أيضاً من القبض على شاب ابتز إحدى قريباته والعياذ بالله , والقصص والوقائع في هذا كثيرةٌ جداً .
وأما الشاب الذي استغل غفلة وزلَّة أخته المسلمة فنصيحتي له أن يتقي الله ويراقبه في السر والعلن ، وأن يتذكر أن الله عز وجل غضب الله العلي القدير عليه .
وأما ولاة الأمور فعليهم مراقبة أبنائهم وبناتهم وأن يربونهم التربية السليمة الصحيحة وأن يلاطفهم في التعامل حتى يتمكن من الوصول إلى ما يعانونه من مضايقات ، وأن يحرصوا ويحافظوا على أبنائهم خصوصاً أننا نعيش في هذه الفترة إجازة طويلة قد يستغلها هؤلاء المغرضين لرغباتهم المشينة .
عافنا الله وإياكم من هذه الفتن وحفظ الله علينا ديننا وأمننا وبلادنا وأصلح أبنائنا وبناتنا وذريتنا أجمعين .
كتبه :
مدير عام فرع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بتبوك
الشيخ سليمان بن سليم العنزي
ياله من دين