تضخم الكبــد
يبلغ حجم كبد الإنسان البالغ الطبيعي حجم كرة قدم صغيرة، أحيانا، يتضخم الكبد، وتسمى هذه الحالة بتضخم الكبد، وتضخم الكبد ليس مرضا، فهو مظهر لمشكلة تحدث في الجسم كاليرقان، او فشل القلب، او السرطان، ويعتمد العلاج على سبب تضخم الكبد.
الأعراض
ليس هناك عادة أعراض لتضخم الكبد، لكن يمكن ظهور بعض الأعراض مثل:
الم في البطن، او شعور بالامتلاء
اصفرار الجلد، إذا كان تسبب اليرقان بتضخم الكبد
رخاوة عند اللمس، في حالة التضخم بشكل سريع
الأسباب
هناك عدة أسباب تؤدي إلى تضخم الكبد، ومنها:
1- إدمان الكحول
2- تراكم الدهون في الكبد يليه التهاب الكبد ومن ثم تليف الأنسجة في الكبد وهذا يمكن أن يؤثر على الأشخاص الذين لا يشربون الكحول، او يتعاطون القليل من الكحول
2- التهاب الكبد بأنواعه (أ) و (ب) و(ج) وهي أنواع من العدوى الفيروسية التي تصيب الكبد
3- فشل القلب وفي هذه الحالة لا يستطيع القلب ضخ كمية كافية من الدم تناسب حاجة الجسم
4- زيادة الحديد في الدم، وفي هذه الحالة يقوم الجسم بامتصاص كمية كبيرة من الحديد من الطعام او المكملات الغذائية، وهذا الحديد يخزن في أعضاء الجسم وخاصة الكبد، والقلب ،والبنكرياس، وأحيانا يدمر الحديد المخزن هذا العضو مما يؤدي للإصابة بأمراض تهدد الحياة مثل السرطان، ومشاكل القلب، ومرض الكبد.
5- أمراض الدم مثل سرطان الدم وهو سرطان كريات الدم البيضاء
6- سرطان الكبد وهو سرطان ينتج من انتشار السرطان من أجزاء أخرى من الجسم
7- عدوى ناتجة عن الإصابة بالوحيدات
عوامل الخطورة
كل مشكلة تسبب تضخم الكبد لها مجموعة من عوامل الخطورة، فمثلا:
* إدمان الكحول: الرجال يدمنون الكحول أكثر من النساء، كما يزيد احتمال الإصابة بإدمان الكحول في العائلة الواحدة، بالإضافة إلى التوتر والاكتئاب الذين يزيدا من مشكلة إدمان الكحول.
* مرض دهون الكبد اللاكحولي: زيادة الوزن سبب هام للإصابة بهذا المرض، كما أن الإصابة بالسكري وارتفاع مستوى الكولسترول غير الطبيعي يزيد من خطر الإصابة.
* التهاب الكبد الفيروسي (أ): السفر إلى مناطق ينتشر فيها المرض يزيد من خطورة الإصابة، كما يزيد احتمال الإصابة بالتهاب الكبد (أ) عند الأشخاص الشاذين جنسيا، او الذين يتعاطون عقاقير ممنوعة، او العاملين في الحقل الصحي، حيث يمكن أن يتعرضوا للفيروس، او المصابين بمرض النزف (هيموفيليا)، او يعالجون بمركزات عوامل التجلط لأسباب مرضية أخرى.
* التهاب الكبد الفيروسي (ب): يمكن الإصابة به عند ممارسة الجنس بدون حماية مع عدة أشخاص، او لدى المصابين بعدوى أمراض جنسية، او استعمال الحقن الوريدية مع أشخاص مصابين، او للأشخاص الذين يساكنون مصابا بالمرض، ولدى العاملين بالحقل الصحي الذين قد يتعرضوا للدم البشري، او للأشخاص الذين ينقل لهم دم.
* التهاب الكبد (ج): يمكن الإصابة به عند حقن او استنشاق عقاقير ممنوعة، او الأشخاص الذين تم نقل أعضاء لهم، او التعرض لدم مصاب بالمرض، او لدى المصابين بمرض النزف.
* فشل القلب: تسبب عدة عوامل فشل القلب مثل: ارتفاع ضغط الدم، السكري، الفشل الكلوي، عجز القلب الخلقي، مرض الشريان التاجي.
* سرطان الكبد: التهاب الكبد من نوع (أ) و( ب)، من أهم أسباب الإصابة بسرطان الكبد، كما يزيد مرض السكري، والتدخين، والإفراط في تناول الكحول من الخطورة أيضا.
التحاليل والتشخيص
يمكن للطبيب تشخيص معظم حالات تضخم الكبد خلال فحص سريري، فالطبيب يستطيع معرفة حجم الكبد،حيث يحدد كم تمدد الكبد تحت القفص الصدري، كما قد يطلب الطبيب إجراء بعض الفحوصات لتحديد سبب تضخم الكبد مثل:
1- أشعة سينية: لفحص أعضاء الجسم الداخلية بما فيها الكبد
2- أشعة فوق صوتية
3- صورة طبقية
4- فحوصات للدم لتقييم عمل الكبد
5- خزعة (عينة من الأنسجة) لتحديد مدى صحة أنسجة الكبد
العلاج
يعتمد العلاج على المسبب لتضخم الكبد، فمثلا:
1- إدمان الكحول: يجب وقف شرب الكحول، ومناقشة طرق معالجة الإدمان مع الطبيب، ورغم أن الضرر الذي لحق بالكبد بسبب ندوبا لا يمكن التخلص منها، لكن العلاج يمنع مزيدا من الضرر، ويقلل من المضاعفات.
2- مرض دهون الكبد اللاكحولي: تخفيف الوزن، وممارسة الرياضة، وتجنب الكحول، والسيطرة على مستوى الكولسترول، وضبط سكري الدم لدى مريض السكري، إجراءات ضرورية وهامة لنجاح العلاج.
3- التهاب الكبد الفيروسي: بالنسبة للنوع (أ) لا يوجد علاج محدد، فالإصابة تشفى من تلقاء نفسها، أما بالنسبة للنوعين (ب) و (ج) فيحتاج المريض لزراعة الكبد إذا كان الكبد متضررا بشدة.
4- فشل القلب: هناك عدة أنواع من الأدوية لعلاج فشل القلب، كما يلجأ بعض الأطباء لإزالة السوائل الزائدة في الكبد.
5- سرطان الكبد: يعتمد العلاج على مرحلة المرض، ويمكن اللجوء للجراحة، او العلاج الكيماوي، او بالأشعة.
6- اضطرابات الدم: حيث يعالج تراكم الحديد إذا كان سبب التضخم، أما معالجة اللوكيميا فهي عملية معقدة، وقد يتطلب علاجا كيماويا او العلاج بالأشعة.
الوقاية
لحماية الكبد والمحافظة على صحته يجب أن إتباع الإرشادات التالية:
1- تجنب الكحول، فشرب الكحول يؤدي إلى تراكم الدهون، والتهاب الكبد، وإحداث ندوب فيه، وإذا استمر المريض بشرب الكحول فيمكن أن يكون الضرر قاتلا.
2- عدم مزج الكحول بعقاقير أخرى: الاسيتامينوفين الموجود في المسكنات كالتيلنول يمكن أن يكون ساما للكبد، حتى لو شرب الشخص الكحول باعتدال.
3- استعمال الأدوية بحكمة: فلا يجب تناول الأدوية إلا في حالة الحاجة إليها، والالتزام بالجرعة الموصى بها من قبل الطبيب، ويجب استشارة الطبيب قبل خلط الأعشاب مع العلاجات بأنواعها.
4- الحذر الشديد في استعمال المكملات الغذائية: وتجنب الجرعات العالية من فيتامين (أ)، (د)، (هـ)، (ك)، والحديد.
5- الوقاية من التهاب الكبد الفيروسي: وذلك بتجنب التعرض لدم الآخرين وسوائل أجسادهم، ويجب على الأشخاص الذين يخشى تعرضهم للإصابة لأسباب مختلفة استشارة الطبيب بشأن توفير المناعة.
6- تجنب التعرض للسموم: وتجنب استعمال مواد التنظيف التي تنتج غازات سامة، او مضادات الحشرات، والمواد الكيماوية المختلفة، واستعمال القفازات وارتداء الأكمام الطويلة وقناع عند استعمالها، والعمل في مكان جيد التهوية.
7- الاهتمام بالغذاء الصحي، وممارسة الرياضة: مما يساعد على التحكم بالوزن وعدم تراكم الدهون.
منقوووووول