إلا حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا يزال أهلالنفاق في كل زمان ومكان تنطلق ألسنتهم في المسلمين كذباً و زورا، وغدرا وخيانة،بل الأعظم والأدهى من هذا كله أن يتهم سيد البشرية رسول الله صلى الله عليهوسلم في عرضه يتهم في المبرأة من فوق سبع سماوات يتهم في الزاهدة، التقية، الفقيهة،العابدة، الطاهرة، أم المؤمنين (عائشة) بنتالصديق الخليفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بكر بن قحافة رضي الله عنهم. منذأن خرجت أم المؤمنين للحياة وهي بين أبوين مسلمين كانت تقول : لم أعقل أبوي إلاوهما يدينان الدين، فهي ممن ولد في الإسلام، عاشت رضي الله عنها حياة الطفولةوالمرح وبينما هي تلعب في أرجوحة مع صويحباتها إذ نادتها أمها أن تعالي فأتتهامسرعة لا تدري ماذا تريد حتى أدخلتها الدار فإذا نسوة من الأنصار في البيت فأصلحنمن شأنها، وفي الضحى خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلموها إليه وهي بنت تسعسنين.
بدأت الحياة مع أحب نسائه صلى الله عليه وسلم وبدأ حبهلعائشة يظهر جلياً واضحاً كالقمر ليلة البدر لم يتزوج عليه الصلاة والسلام بكراًغيرها.. وكان يداعبها ويصغر اسمها وكان يسابقها عليه الصلاة والسلام.. قالت عائشةرضي الله عنها : لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم على باب حجرتي، والحبشةيلعبون بالحراب في المسجد، وإنه ليسترني بردائه لكي أنظر إلى لعبهم ثم يقف من أجليحتى أكون أنا التي أنصرف ، فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن الحريصة على اللهو. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطي عائشة رضي الله عنها العظم فتعرقه، ثميأخذه فيديره حتى يضع فاه على موضع فمها.. وفي بعض أسفاره صلى الله عليه وسلم انقطععقد حبيبته عائشة فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على التماسه، وأقام الناسمعه.. من حبه لها عليه الصلاة السلام أنه لما كان في مرضه جعل يدور في نسائه ويقولأين أنا غدا أين أنا غدا حرصا على بيت عائشة قالت عائشة فلما كان يومي سكن.. قالتعائشة رضي الله عنها توفي النبي صلى الله عليه وسلم في بيتي وفي نوبتي وبين سحريونحري وجمع الله بين ريقي وريقه.. قال عمرو بن العاص أتيت النبي صلى الله عليه وسلمفقلت يا رسول الله : من أحب الناس إليك؟قال : عائشة،قلت من الرجال؟قال : أبوها، قلت ثممن، قال: عمر. وعن عاصم بن كليب عن أبيه: قال : انتهينا إلى علي رضي الله عنه فذكرعائشة، فقال: خليلة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
عائشةالفقيهة: كيف لا تكون عالمة فقيهة وهي بصحبة سيد العلماء و الفقهاء. كانمسروق إذا حدث عن عائشة قال: حدثتني الصديقة بنت الصديق حبيبة حبيب الله، المبرأةمن فوق سبع سماوات، فلم أكذبها وعن أبي الضحى عن مسروق : قال قلنا لههل كانت عائشة تحسن الفرائض؟قال: والله، لقد رأيتأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، الأكابر يسألونها عن الفرائض. قال الزهري: لو جمععلم عائشة إلى جميع النساء لكان علم عائشة أفضل.
عائشةالعابدة: كيف لا تكون عابدة وهي في بيت سيد العباد تراه وهو واقف بين يديربه. عن القاسم قال : كنت إذا غدوت أبدأ ببيت عائشة أسلم عليها، فغدوت يوماً فإذاهي قائمة تسبح وتقرأ ( فمن الله علينا ووقانا عذابالسموم ) وتدعوا وتبكي وترددها، فقمت حتى مللت القيام فذهبت إلى السوقلحاجتي ثم رجعت فإذا هي قائمة كما هي تصلي وتبكي. عائشة الواعظة : عن عامر قال : كتبت عائشة رضي الله عنها، إلى معاوية : أما بعد فإن العبد إذا عمل بمعصية الله – عز وجل – عاد حامده من الناس ذاماً.
عائشة وساعةالصدمة: لقد اتهمت أم المؤمنين عائشة في عرضها و الرسول صلى الله عليه وسلميتهم في عرضه، ويحزن صلوات الله وسلامه عليه، ويتكلم الناس بالخبر، ويفرحالمنافقون.. وما هي إلا لحظات وينزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم،ويتحدر منه العرق فلما سري عنه وهو يضحك فكانت أول كلمة تكلم بها أن قال يا عائشة : أما الله عز وجل فقد برأك قال تعالى﴿إِنَّ الَّذِينَجَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَخَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِيتَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ * لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُبِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ﴾ [النور: 11- 12].
عائشة وساعةالرحيل: توفيت رضي الله عنها سنة سبع وخمسين. وقيل: سنة ثمان وخمسين للهجرةليلة الثلاثاء لسبع عشرة ليلة خلت من رمضان، وأمرت أن تدفن بالبقيع ليلاً، فدفنتوصلى عليها أبو هريرة رضي الله عنه